16-04-2025 12:23 PM
بقلم : المحامي سند المحاسنة
في سياق المواجهة الحازمة التي تخوضها الدولة ضد الإرهاب ومخططات زعزعة الاستقرار الداخلي، تبرز دائرة المخابرات العامة الأردنية بوصفها صمّام الأمان الأول للدولة، وركيزةً أساسيةً في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره. فبإحباطها لمحاولة إرهابية جديدة، وتمكّنها من تفكيك شبكة متطرفة تعمل ضمن أجندات خفية مرتبطة بتنظيم سياسي منحَل، أثبتت المخابرات الأردنية مجددًا أنها المؤسسة التي لا تغفل ولا تتهاون، والتي تقف دائمًا على خط المواجهة، دفاعًا عن الدولة والمجتمع في آنٍ واحد.
لقد تمكّن الجهاز من إحباط مخططات تلك العناصر التخريبية قبل أن تبلغ مرادها، عبر رصدٍ دقيق وتحليل استخباراتي متقدم يقوم على منهجية الضربات الاستباقية، لا مجرد ردود الأفعال. إن امتلاك القدرة على تتبع الفكر المتطرف وهو في طور التشكّل، قبل أن يتحول إلى فعل عنيف، هو ما يميّز الأداء الاستخباري الأردني، القائم على التوازن بين السرعة في الإنجاز والدقة في التنفيذ، ضمن منظومة تحكمها المهنية العالية والالتزام بالقانون.
المجموعة الإرهابية التي تم ضبطها لم تكن سوى امتداد مشوَّه لجماعة منحلة تحاول إعادة إنتاج نفسها بأقنعة جديدة، وأسماء مستعارة، وشعارات قديمة خادعة، بينما جوهرها يظل قائمًا على التآمر على الوطن وزعزعة وحدته. ومع ذلك، فإن رهانها على الاختراق والتمويه سرعان ما تهاوى أمام حنكة الجهاز وقدرته على كشف النوايا الخفية، والتعامل معها بحزم دون أن يترك مجالًا للارتباك أو التأخير.
إن المشهد الأمني الأردني لا يدار بعشوائية، بل بعقل استراتيجي يعي طبيعة المخاطر المحيطة، ويمتلك من الوسائل والأدوات ما يكفل تطويقها في مهدها. ويأتي ذلك ضمن منظومة وطنية متكاملة، يقودها وعي سياسي عميق، وتوجيهات ملكية راسخة، وثقة شعبية مترسخة في مؤسسات الدولة. هذا التلاحم الثلاثي بين القيادة، والأمن، والشعب، هو ما يجعل من الأردن نموذجًا متميزًا في مواجهة التحديات الأمنية، مهما تنوّعت أشكالها أو تبدّلت أساليبها.
ولا شكّ أن التجربة الأردنية في مكافحة الإرهاب تمثل اليوم معيارًا في الحرفية والجاهزية. فبدعمٍ من القيادة الهاشمية الرشيدة، وبإرادة لا تعرف التراجع، تواصل دائرة المخابرات العامة أداء رسالتها الوطنية بأقصى درجات التفاني والمسؤولية. لقد أثبت هذا الجهاز، مرة بعد أخرى، أنه ليس مجرد مؤسسة أمنية، بل حصنٌ وطنيٌّ عريق، وعينٌ لا تنام في سبيل حماية الوطن. وفي ظل هذه المنظومة الصلبة، سيبقى الأردن صعبًا على المخترقين، عزيزًا على الطامعين، محفوظًا برجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لا يساومون على أمنه، ولا يسمحون للخيانة بأن تجد لها موطئ قدم على أرضه الطاهرة.
سند المحاسنة.
الأردن - نيسان 2025
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-04-2025 12:23 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |