16-04-2025 09:49 PM
بقلم : دانا خليل الشلول
استُخدمت الرايات على مر التاريخ والعصور للتعبير والدلالة عن الدول، والأقوام، والقبائل؛ لتكون دلالةً رمزيةً ترتبط بهم، فلا تخلو الكتب التاريخيّة من ذكر رايات القبائل العربية ودلالتها؛ كراية الحضارة والدولة الاسلامية على سبيل المثال لا الحصر، كما ارتبطت بعض الرايات بالمعارك كراية معركة مؤته؛ التي استشهد فيها ثلاثة قادة من الصحابة عليهم رضوان الله وهم يحملون الراية، وكيف ظل سيدنا جعفر رضي الله عنه يحملها في يمينه فقطعت فحملها في يساره حتى قطعت، ليحملها أخيراً بين عضديه حتى استشهد؛ لتيبقى الراية الإسلاميّة مرفوعة لإيمانه بقدسيّة هذه الراية، حتى جاء سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه وحمل الراية وكتب الله على يديه نصراً.
ومنذ تاسيس إمارة شرق الأردن قبل ما يزيد عن ١٠٠ عام، ومن ثم استقلال المملكة الأردنيّة الهاشميّة قبل أكثر من ٧٥ عام رفرف علم أردننا ليرمز بتصميمه وألوانه لدلالات ورموز لا تخفى علينا وترعرعنا عليها؛ حيث تُشير ألوانه: الأسود، والأبيض، والأخضر، إلى الحضارات العربية الإسلامية، والأموية، والعباسية، والفاطمية، في حين يمثل المثلثُ الأحمر الذي يجمع أجزاءَ العلَم الأسرةَ الهاشمية، وترمز النجمةُ السباعيةُ في منتصف المثلث الأحمر إلى السبع المثاني في فاتحة القرآن الكريم.
فرايتنا الأردنيّة ليست كغيرها من الرايات التي ترفع على المباني العامة، وتنتصب شامخة في الساحات العامة، وتوضع في خلفية اللقاءات الرسمية بين القادة وممثلي الدول، والمناسبات العامة فحسب، بل خُصص يوم ١٦ نيسان من كل عام للاحتفال بالعلم، حيث تبذل مؤسسات الدولة المختلفة بما فيها البلديات جهوداً مميزةُ في الاحتفاء بهذه المناسبة تعبيراً عن فخرهم واعتزازهم بأردنهم وعلمه، حيث يتجلّى في هذا اليوم رفع الأعلام لتتلألأ في سمائه، وتُرفرف الرايات في الشوارع وعلى المباني، وتتزيّن به السيارات مع أصوات الأغاني الوطنيّة التي تعكس مشاعر الأردنيين، فيما جاءت الاحتفالات هذا العام بجهود مميزة واستثنائيّة من الجميع؛ كالبلديات؛ والمدارس، والجامعات؛ ليعبّروا عن انتمائهم لبلدهم وحبّهم العميق له.
فيما لا يحتاج الأردنيين ليومٍ واحد بعينه ليحتفلوا بعلمهم وليعبّروا عن حبهم له؛ إلا أنَّ هذا اليوم يأتي بشكلٍ مميزٍ واستثنائي؛ لإعلاء قيمة الوطن في نفوس أبنائه، وغرس حب الوطن والانتماء له في قلوب أطفاله ليظل في قلوبهم وذاكرتهم هذا الاحتفال إرثاً لا يُنسى، وتذكير أبناء الوطن دوماً بالراية الجامعة الموحدة لهم في كل مدنهم وأريافهم وبواديهم ومخيماتهم، والالتفاف حوله وقيادته ومؤسساته، واستذكار انجازاتهم في بنائه والحفاظ عليها، والحرص على عدم الإخلال بثوابته وقيمه العليا، والذود عنه وعن أمنه وأمانه، والإخلاص في العمل له، وإعلاء قيم القانون واحترامه، والتعاون بين المواطنين في كل ما ينفعهم، وتعليم أبنائهم هذه المعاني وتعبيرهم عنها.
كما ستظل الراية الأردنيّة رمزاً وطنيّاً تجمعنا وتوحدنا، وتقودنا دوماً للوحدة والتعاضد لتحقيق الأهداف الوطنية، والحرص على الالتفاف حول قيادتنا الهاشميّة الحكيمة، وتعزيز سيادة القانون، والعمل المنتج المتكاتف الذي يبني ويطور الأردن ويعز شأنه بسواعد شبابه وأبنائه، الذين يحرصون دوماً على السير في سبيل البذل والعطاء وسد الثغرات، والنظر للصورة الكلية، دون الالتفات لشائبة.
وآخر دعوانا في يومٍ وطنيٍ خالدٍ كهذا أن يحفظ الله المملكة الأردنيّة الهاشميّة وقيادتها الحكيمة الحكيمة وأن يظل سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين نبراساً لأردننا، والنور الذي نهتدي به لنحقق أهدافنا الوطنيّة، والقدوة التي نشير دوماً على خطاها لنهتدي للصواب، ليبقى أردننا ومؤسساته عزيزاً شامخاً، وأن يديم الله عزَّ وجل علينا نعمة الأمن والأمان، ووحدتنا، وتكاتفنا وتعاضدنا وتراحمنا، وأن يظل علمنا عالياً يرفرف في سمائا حراً أبد الدهر.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
16-04-2025 09:49 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |