بقلم : د. حازم الحجازين
في يومٍ تجسّد فيه الروح الأردنية أسمى معاني الفخار، ترفرف الراية الهاشمية لتُعلن انتصارًا مزدوجًا: انتصارَ القيم على المؤامرات، وانتصارَ الرؤية الاستباقية على الفتنة. ففي وطنٍ ارتضى أن يكون العلم دربه، والأمن حصنه، نحتفل بيوم العلم، ونُفاخر في ذات الوقت بمنظومة أمنية استباقية أثبتت أن الوطن الآمن هو الذي يمتلك وعيًا جماعيًّا يسبق الرصاصة، ويُجهض اي عمل ارهابي قبل أن يولد.
وما جرى يوم أمس من كشفٍ لمخطط إرهابي جبان كان يستهدف زعزعة أمن الأردن واستقراره، إنما هو برهانٌ جديد على يقظة فرسان الحق من أبناء الأجهزة الأمنية، وعلى رأسهم رجال دائرة المخابرات العامة، الذين لا ينام لهم جفن في سبيل أن يظل الوطن واحة أمن واستقرار. لقد سبقوا الخطر، وأحبطوا الكارثه قبل أن تحدث، وكشفوا المؤامرة قبل أن تجد لها أرضًا أو صدى.
هؤلاء الأبطال لا يعملون في الضوء، بل في الظل. لا يطلبون التصفيق، بل يعملون بصمت، مؤمنين أن حماية الأردن شرفٌ لا يُضاهى، وأن الوفاء لقيادتنا الهاشمية هو درعنا وسلاحنا.
إننا اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نقف بإجلال واعتزاز خلف سيد البلاد، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، القائد الأعلى والاب والمعلم ، رمز العز والفخر، منبع الحكمة، وراعي العقول والسواعد.
جلالته الذي علّمنا أن العلم هو السلاح، وأن الأمن هو رسالة، وأن الولاء للوطن لا يكون إلا بالعمل الصادق والفكر النير.
نفاخر العالم بأن لدينا ملكًا يحمل على كتفيه همّ أمته، وينحاز دومًا لشعبه، ويقود سفينة الوطن وسط الأمواج بثقة القائد وبصيرة الحكيم.
نُجدد في هذا اليوم بيعتنا لجلالة الملك المفدى، ونُعلِنها عالية مدوّية:
سِرْ يا مولاي ونحن خلفك، جنودًا أوفياء، نحمل الولاء في قلوبنا، والعهد في أعناقنا، والأردن أولاً... ودائمًا.
إن يوم العلم في الأردن هو يوم للأمل والتجديد، ولكنّه هذا العام يجيء مزدانًا بالنصر الأمني، مشرقًا بثقة المواطن، نابضًا بحكمة القائد، شامخًا بيقظة الرجال.
حفظ الله الأردن، وحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني، ودام علم الوطن عاليًا وأمنه راسخًا ورجاله مرفوعي الجبين.