17-04-2025 03:58 PM
بقلم : عماد صبري الطراونة
في مسيرة الأمن الوطني، تُكتب الملاحم بدماء الأوفياء وأنامل الحكماء. اليوم، يُعلن الأردن انتصاراً جديداً على الإرهاب، انتصاراً خطّته دائرة المخابرات العامة ببراعة استراتيجية، محوّلةً سنواتٍ من التخطيط الإرهابي إلى رمادٍ تحت أقدام صلابة رجالها. التفاصيل التي هزّت الشارع الأردني ليست سوى دليلٌ آخر على أن الوطن، برجاله وأجهزته، حصينٌ لا يُنال، وأن "الدائرة" هي ذلك العقاب الذي لا ينام.
في الأمن، تُقاس القوة ليس بعدد الأسلحة، بل بحكمة التخطيط وقدرة التنفيذ. ما كشفته دائرة المخابرات العامة اليوم ليس عملية اعتيادية، بل رسالةٌ مفادها أن "1+1=0" في معادلاتها الأمنية. فمهما اجتمعت قوى الشر وتناغمت خططها، تبقى محكومةً بالفشل أمام عقولٍ تعمل بمنطق الاستباقية، وتفكك الشفرات قبل أن تُكتَب،
فالدائرة ليست جهازاً أمنياً فحسب، بل هي عقلٌ جمعيٌ يقرأ المستقبل، ويحوّل كل تهديد إلى فرصةٍ لتعزيز المنعة.
لا يُستهدف الأردن لضعفه، بل لقوته؛ فموقعه الجيوسياسي وقيمه المعتدلة جعلاه حصناً منيعاً في وجه مشاريع الفوضى. لكنّ هذه القوة تفرض على المواطن مسؤوليةً جسيمة: أن يكون رديفاً للأجهزة الأمنية، عيناً ساهرةً على تراب الوطن. فلسفة الأمن الحديثة لا تفصل بين "الحارس" و"المحروس"، بل تجعل منهما خيطاً واحداً في نسيج الوطن. فكما تحرس الدائرة "أهداب عيون الأردنيين"، يجب أن يحرس كل مواطنٍ بيته، وجاره، ووعيه.
للأمن وجوهٌ لا تُرى، وأسماءٌ لا تُذكر، لكن آثارها تُلمس في طمأنينة الوطن. هنيئاً لكم فرسان الحق، يا من "تلقون الليل بالنهار" دون توقف، فأنتم تُذكّرون العالم أن الأردن – بكم – باقٍ كالجبال الشامخة، لا تهزّه رياح الفتن. طوبى لكم هذا الشرف، وشكراً لصمتكم الذي يصرخُ فخراً. ومهما تغيّرت التحديات، تبقون كما عهدناكم: أمناء على خبز الوطن وملحه، حُماةً للصغير قبل الكبير، وأسوداً لا تعرف إلا النصر، الدائرة عمود البيت في قصّة شعبٍ قرّر أن يكون حراً.. آمناً.. شامخاً.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-04-2025 03:58 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |