17-04-2025 08:39 PM
سرايا - رصد خاص - في الوقت الذي وضعت إسرائيل خططاً لتنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية في وقت مبكر من الشهر المقبل، لكنها تراجعت بعد أن رفض دونالد ترمب دعم العملية، مفضلاً السعي إلى اتفاق دبلوماسي مع طهران لتقييد برنامجها النووي، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية ومصادر مطلعة.
وجاء قرار ترمب بعد أشهر من الجدل داخل الإدارة حول الخيار الأنسب، الدبلوماسية أم العمل العسكري، خصوصاً في وقت تعاني فيه إيران من ضعف اقتصادي وعسكري.
وسلط هذا الجدل الضوء على الانقسامات بين صقور الإدارة الأمريكية ممن يفضلون المواجهة، والمستشارين الأكثر تشككاً بقدرة الضربة العسكرية على تدمير برنامج إيران النووي من دون التورط في حرب إقليمية واسعة، ونتج عن ذلك إجماع مؤقت على عدم تنفيذ عمل عسكري، خصوصاً مع إبداء إيران استعدادها للتفاوض.
كانت إسرائيل قد أعدت خططاً للهجوم في مايو، وشاركتها مع الأمريكيين على أمل الحصول على موافقة ودعم لوجستي، كان الهدف من الضربة تأخير قدرة إيران على إنتاج قنبلة نووية لعام أو أكثر، لكن معظم هذه الخطط تتطلب دعماً أمريكياً مباشراً ليس فقط للدفاع عن إسرائيل من الرد الإيراني، بل لضمان نجاح العملية نفسها.
في الوقت الراهن، اختار ترمب الدبلوماسية، فبعد أن مزق الاتفاق النووي في فترته الرئاسية الأولى، فتح في ولايته الثانية باب المفاوضات، مانحاً طهران مهلة عدة أشهر فقط لإبرام اتفاق.
في اجتماع مع رئيس وزراء الاحتلال في البيت الأبيض هذا الشهر، أبلغ ترمب نظيره الإسرائيلي بأن واشنطن لن تدعم الهجوم.
وصرح نتنياهو بعد اللقاء بأن أي اتفاق يجب أن يسمح للدول المشاركة بـ "الدخول، وتفجير المنشآت، وتفكيك المعدات تحت إشراف وتنفيذ أمريكي".
إسرائيل كانت قد ناقشت خطة مكونة من ضربات جوية وغارة كوماندوز، لكن مسؤولين عسكريين قالوا إن قوات الكوماندوز لن تكون جاهزة قبل أكتوبر، وهو ما لم يناسب نتنياهو الذي أراد الهجوم بسرعة، مما دفع الإسرائيليين للتفكير بحملة قصف واسعة تتطلب أيضًا الدعم الأمريكي.
الجنرال مايكل كوريللا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، ومايكل والتز، مستشار الأمن القومي، ناقشا إمكانية دعم أمريكي للهجوم إذا وافق ترمب. وبالفعل، أعادت الولايات المتحدة تموضع حاملة الطائرات "كارل فينسون" من المحيط الهادئ إلى بحر العرب، وانضمت إلى حاملة "هاري إس ترومان" في البحر الأحمر، كما أرسلت بطاريتين من صواريخ باتريوت ونظام "ثاد"، بالإضافة إلى قاذفات B-2 إلى قاعدة دييغو غارسيا.
هذه التحركات كانت علناً لدعم الحرب ضد الحوثيين في اليمن، لكن مسؤولين أمريكيين أقروا بأنها جزء من خطة دعم محتملة لإسرائيل في مواجهة إيران.
في 17 مارس، حذر ترمب إيران من استمرار دعمها للحوثيين، وقال إن كل رصاصة يطلقها الحوثيون ستعتبر رصاصة إيرانية، مؤكداً: "إيران ستُحاسب، وستدفع الثمن غالياً".
لكن في اجتماع هذا الشهر، عرضت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، تقريراً يحذر من أن الحشد العسكري الأمريكي قد يشعل صراعاً إقليمياً، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة، دعمها في ذلك سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ونائب الرئيس جي دي فانس.
حتى والتز نفسه شكك في نجاح الخطة الإسرائيلية من دون مشاركة أمريكية واسعة.
وفي حين كانت إيران قد رفضت عرض ترمب لمفاوضات مباشرة في مارس، بعث مسؤول إيراني كبير في 28 مارس برسالة تبدي انفتاحاً على محادثات غير مباشرة.
في ظل ذلك، اقترح فانس أن لدى ترمب فرصة فريدة لعقد اتفاق، وإن فشل، يمكنه دعم الهجوم الإسرائيلي.
في 3 أبريل، اتصل نتنياهو بترمب، الذي دعاه إلى البيت الأبيض لتجنب الحديث عن إيران هاتفياً، وبعد وصول نتنياهو في 7 أبريل، وخلال اللقاء، أعلن ترامب علناً عن بدء المفاوضات مع طهران، وأبلغ نتنياهو بشكل خاص أنه لن يدعم أي هجوم في مايو طالما المفاوضات جارية.
في اليوم التالي، عاد ترمب ليلمح إلى أن الخيار العسكري ما زال مطروحاً، قائلاً: "إذا تطلب الأمر العسكري، فسيحدث العسكري، وإسرائيل ستكون القائد طبعاً".
عقب زيارة نتنياهو، أوفد ترمب مدير الـCIA جون راتكليف إلى القدس، حيث اجتمع برئيس وزراء الاحتلال، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، لمناقشة الخيارات، بما في ذلك عمليات سرية مشتركة وعقوبات مشددة.
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز قال إن الفريق الأمني القومي بأكمله ملتزم بسياسة الرئيس تجاه إيران، مؤكداً أن كل الخيارات لا تزال مطروحة.
لطالما سعت إسرائيل إلى ضربة ضد إيران، لكنها لم تتمكن من تنفيذها دون موافقة أمريكية، وكان نتنياهو يعيد طرح هذا الجدل مع رؤساء أمريكيين منذ عقدين تقريباً.
الخطط الإسرائيلية تضمنت خيارات منها هجمات جوية مركزة بالتوازي مع غارات كوماندوز على منشآت تحت الأرض، خاصة في موقع نطنز النووي، ورغم دعم أمريكي محتمل، أقر الإسرائيليون بأن العملية تتطلب أشهراً من التحضير.
لذا، تم طرح خطة بديلة لبدء حملة قصف شاملة في بداية مايو، تستمر لأسبوع على الأقل، تبدأ بضرب أنظمة الدفاع الجوي المتبقية لإفساح الطريق أمام الطائرات لضرب المنشآت النووية.
لكن أي هجوم إسرائيلي سيؤدي، وفق التحذيرات، إلى رد إيراني واسع بالصواريخ، يتطلب دعماً أمريكياً للدفاع عنه.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
17-04-2025 08:39 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |