18-04-2025 04:38 PM
سرايا - في مشهد يجسد وحشية الحرب، يعيش النازحون في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة ليالٍ مرعبة، حيث تتعمد آلة الحرب التابعة لكيان الاحتلال استهدافهم بشكل وحشي وهم نيام داخل خيامهم.
تتركز عمليات القصف وإطلاق النيران والقذائف من قبل قوات الاحتلال في ساعات المساء والليل، بهدف بث الرعب في قلوب المدنيين وإيقاع أكبر عدد ممكن من الشهداء والجرحى. ويزيد الظلام الدامس وشح الإمكانيات من صعوبة وصول الطواقم الطبية والمتخصصة إلى الضحايا، مما يترك العديد منهم تحت الأنقاض وفي الطرقات ينزفون حتى الموت.
شهدت منطقة مواصي خان يونس قبل يومين مجازر مروعة، حيث استهدف جيش الاحتلال خيام النازحين في شارع أصداء، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات، غالبيتهم من الأطفال والنساء. وقد تفحمت العديد من الجثث نتيجة الحرائق التي اندلعت بفعل القصف. وفي حادثة أخرى، انفجرت طائرة مسيرة في ساعة متأخرة من الليل في خيمة بمنطقة البشير، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 15 مواطنًا من عائلة الطهراوي كانوا بداخلها.
ينقل المواطن محمد الأسطل (33 عامًا) صورة قاتمة عن الوضع، قائلاً: "أصبحت حياتنا في المواصي لا تطاق، ففي كل يوم نسمع عن استهداف جديد لخيم النازحين من قبل طائرات الاحتلال، مخلفًا شهداء وجرحى. لقد تحولت المواصي إلى مناطق حرب واستهداف، على عكس ادعاءات الاحتلال بأنها مناطق إنسانية."
ويضيف الأسطل واصفًا إحدى الليالي المروعة: "قبل يومين، استيقظت على صوت انفجار هائل، تلاه صراخ النساء والأطفال في كل مكان. هرعت إلى مكان القصف الذي يبعد عن خيمتي نحو 30 مترًا، فوجدت جثثًا مقطعة وشبه محترقة ملقاة على الأرض. كان المشهد مؤلمًا للغاية، نساء وأطفال مصابون يفترشون الأرض ويتألمون بشدة منتظرين وصول الإسعاف. وفي تلك اللحظات، بدأت زوجتي بالصراخ، فهرعت إلى خيمتي لأجد ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات مصابًا بشظية في قدمه والدماء تنزف بغزارة، فحملته مسرعًا إلى مكان المصابين لانتظار وصول الإسعاف ونقله إلى المستشفى."
بدوره، يروي المواطن محمد خليفة (45 عامًا) فاجعة أخرى، قائلاً: "كانت ليلة دامية بكل ما تعنيه الكلمة. سمعت صوت انفجار كبير ونهضت بسرعة لأجد والدتي وأخواتي مصابات بشظايا نتيجة استهداف الخيمة المجاورة، وكانت حالتهن حرجة للغاية. ثم توجهت إلى خيمة أخي القريبة فوجدته مصابًا بشظية في رأسه والدماء تملأ المكان، وكانت حالته خطيرة جدًا." ويضيف بحزن: "استنجدت بالجيران لحمل أخي ووالدتي وأخواتي إلى الإسعاف، ولكن ما أن وصلنا المستشفى حتى فارق أخي الحياة نتيجة لتدهور حالته الصحية." ويؤكد خليفة أن "الوضع في منطقة المواصي أصبح أكثر خطورة واستهدافًا، والخوف ينتشر بين النازحين، خاصة النساء والأطفال، على عكس ادعاءات الاحتلال بأن المواصي منطقة آمنة. إن الاحتلال يتعمد القصف ليلاً، مما يزيد من الرعب والتوتر الدائم لدى النازحين."
أما المواطنة روان الحمايدة (25 عامًا) فتصف لحظات الرعب قائلة: "استيقظنا فزعين على دوي انفجار هز المكان. كان الأمر مرعبًا ومخيفًا، وخيمتي تبعد عن مكان القصف أمتارًا قليلة. كان الأطفال والنساء يصرخون بأعلى أصواتهم طلبًا للنجدة." وتضيف بحسرة: "استشهد عم زوجي نتيجة إصابته بشظية في صدره، وأصيبت زوجته وبناته بجروح خطرة، علمًا أن خيمتهم تبعد عن الخيمة المستهدفة أكثر من 50 مترًا." وتختتم قائلة: "لقد نزحنا من رفح إلى مواصي خان يونس هربًا من القصف والموت، لنجد الاحتلال يلاحقنا حتى في المناطق التي يدعي أنها آمنة، والخوف والقلق يتسللان إلى قلوبنا عند حلول الليل."
من جانبه، يشير المواطن علي الآغا (40 عامًا) إلى أن "الاستهدافات الليلية لخيم النازحين في المواصي تحدث حالة من الخوف والإرباك، خاصة عند الأطفال والنساء، حيث يكون لصوت الانفجارات في الليل صدى قوي جدًا يجعل النازحين ينهضون من نومهم فزعين." ويضيف: "قبل أيام، تم استهداف خيمة تبعد عني عشرات الأمتار بصاروخ طائرة استطلاع في منتصف الليل. شعرت وكأن المنطقة اشتعلت بالنيران، واستشهد خمسة مواطنين بينهم طفل وأصيب خمسة عشر آخرين بجروح متفاوتة، معظمهم من النساء والأطفال." ويوضح الآغا أن "شدة قوة انفجار الصاروخ في الليل أثارت حالة من الخوف والفزع في صفوف النازحين، كما ألحق أضرارًا بعشرات الخيام المجاورة التي أصبحت غير صالحة للسكن"، مؤكدًا أن "منطقة المواصي أصبحت عرضة لاستهداف الاحتلال بشكل يومي كباقي مناطق غزة، وأن كل ما يدعيه الاحتلال بشأن المواصي بأنها منطقة إنسانية هو كذب وافتراء."
يُذكر أن قوات الاحتلال استأنفت عدوانها على قطاع غزة في الثامن عشر من آذار الماضي، ما أدى إلى استشهاد 1,691 مواطنًا وإصابة 4,464 آخرين. وتشير الإحصائية الأخيرة إلى أن أعداد الشهداء في القطاع منذ 7 تشرين الأول 2023 قد بلغ قرابة 51,065 شهيدًا، بالإضافة إلى أكثر من 116,000 جريح، وآلاف المفقودين والأسرى والمعتقلين.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
18-04-2025 04:38 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |