حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,19 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9770

دبلوماسي اسرائيلي: ترامب يغير الشرق الأوسط ونتنياهو يشاهد

دبلوماسي اسرائيلي: ترامب يغير الشرق الأوسط ونتنياهو يشاهد

دبلوماسي اسرائيلي: ترامب يغير الشرق الأوسط ونتنياهو يشاهد

18-04-2025 08:55 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - في الغد عندما ستلتقي البعثات الأميركية والإيرانية في روما للدفع قدما باتفاق نووي "جديد"، في القدس سيقضمون أظافرهم بعصبية.

هل المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف سيضع أمام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي طلب بحسبه "أي اتفاق نهائي يجب أن يرسخ إطار للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، الأمر الذي يعني وقف وإنهاء برنامج تخصيب اليورانيوم وتسلح إيران" مثلما أعلن في يوم الثلاثاء؟ أو أنه سيكرر الصيغة التي قالها في يوم الاثنين في مقابلة مع "فوكس نيوز"، التي بحسبها "إيران ليست بحاجة إلى تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى من 3.67 في المائة"، وهي الأقوال التي تحدد بأن إيران يمكنها الاستمرار في مشروعها النووي، لكن فقط في إطار قيود الاتفاق الأصلي.

الفجوة بين الصيغتين توجد لها أهمية كبيرة، لأن الصيغة الأولى تتحدث عن إلغاء وتحييد كل المشروع النووي، في حين أن الصيغة الثانية تبقيه على قيد الحياة، وفقط تطلب جهاز رقابة ناجعا. عمليا، لا يوجد فرق كبير بين هذه الصيغة والإطار الذي تحدد في الاتفاق النووي الذي وقع في 2015 الذي انسحب منه الرئيس ترامب في أيار 2018. طلب الوقف المطلق لتخصيب اليورانيوم ترفضه إيران بشكل مطلق. واذا تم طرحه كإنذار نهائي فهي ستنسحب من المفاوضات.

لكن حتى قبل رؤية ماذا وكيف سيطرح في المحادثات القريبة القادمة فإن هناك أمرا واحدا لا يوجد حوله أي خلاف. فمجرد وجود حوار بين إيران والولايات المتحدة كان خلافا لموقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقد تفاجأ مثل كل العالم من إعلان ترامب قبل أسبوعين عن البدء في إجراء المحادثات في سلطنة عمان.

نتنياهو، الذي قبل عقد تقريبا نجح في تجنيد كل العالم ضد إيران، يجد نفسه فجأة في مكانة تشبه مكانة الدول الأوروبية التي وقعت على الاتفاق النووي، التي يبدو أنه لم تتم حتلنتها وربما إشراكها في كل العملية.

الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة النووية، رفائيل غروسي، سئل عن إبعاد أوروبا بالفعل عن المحادثات حول قضية المشروع النووي الإيراني في مقابلة مع صحيفة "لوموند" عشية وصوله إلى إيران في هذا الأسبوع.
غروسي أجاب بصراحة بأنه "يجب علينا أن نأخذ ما يمكن الحصول عليه"، قال وأضاف. "الأحداث الدولية غيرت دور عدد من الدول وقدرتها على التأثير في عملية النووي الإيراني".

صحيح أن إسرائيل لم تنجح في التأثير على الاتفاق النووي الأصلي، ورغم معارضة نتنياهو الشديدة إلا أن الرئيس باراك أوباما قرر التوقيع عليه، لكن بعد ذلك كان لنتنياهو موقف آخر، عندما تم استدعاؤه إلى الكونغرس لإلقاء خطابه التوبيخي والمهدد. الآن هو لا يستطيع أن يتجرأ على اتخاذ خطوة مشابهة.

بعد ثلاث سنوات سجل لنفسه "إنجازا" كبيرا عندما اقنع ترامب بالانسحاب من الاتفاق، وهي الخطوة التي دفعت إيران قدما إلى مكانة دولة حافة نووية. الآن ترامب هو الذي يدفع المفاوضات ويطمح إلى نجاحها. يمكن التقدير بأنه يسمع تحفظات نتنياهو، لكن هناك شك إذا كان وزنها يشبه وزن التحفظات التي كانت في 2018.

إيران ربما هي المشهد الأبرز والاهم الذي يشير إلى الانخفاض الواضح في مكانة نتنياهو في نسيج القوى الدولية المؤثرة على ترامب. ولكن هذا بصراحة ليس المشهد الوحيد. هذا الأسبوع نشر أن الإدارة الأميركية تنوي تقليص حجم القوات الأميركية العاملة في سورية لتصل إلى 1000 جندي بدلا من 2000. ليس فقط الأكراد والسوريون والدول الأوروبية أصيبوا بالصدمة من نية أميركا. إسرائيل عملت في الأسابيع الأخيرة على اقناع الإدارة الأميركية بعدم اتخاذ هذا القرار، ليس لأنه يعرض للخطر الأكراد.

الانسحاب الأميركي من سورية كان طلبا ثابتا لتركيا، التي اعتبرت الدعم الأميركي للأكراد الكابح أمام نشاطاتها ضد الذين تعتبرهم تنظيما إرهابيا يهدد أمنها القومي. الاتفاق الذي وقع عليه الأكراد في سورية مع الرئيس السوري احمد الشرع، بتشجيع من تركيا والولايات المتحدة، يمكن أن يوفر لتركيا "التفويض" الأميركي الذي طمحت اليه من أجل إدارة وتنسيق الحرب ضد داعش، عمليا، أن تصبح "الذراع العسكري" للولايات المتحدة في سورية. إلى جانب تأثير ذلك على حرية عمل إسرائيل في المجال الجوي لسورية فان هذا التقاء مصالح استراتيجي، الذي وجد الآن بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وبين ترامب، الذي فيه إسرائيل تعد عاملا مزعجا.
المعركة على قمة الجبل، التي تديرها إسرائيل في سورية، لا تنتهي بذلك. الشرع، بمساعدة اردوغان ودعم دول عربية كبيرة مثل السعودية، قطر واتحاد الامارات، تترسخ مكانته أكثر فاكثر كزعيم عربي شرعي. لقد سبق وتمت دعوته للمشاركة في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في العراق في شهر أيار الماضي. وفي نفس الوقت هو يجري بشكل مباشر وبواسطة تركيا ودول عربية حوار مكثف مع الإدارة الأميركية على رفع العقوبات التي فرضت على سورية في فترة حكم بشار الأسد. الشرع سبق وحقق موافقة مبدئية أميركية لرفع العقوبات، وفقا لستة شروط عليه الوفاء بها.

في شهر أيار أيضا يتوقع أن يزور الرئيس ترامب السعودية. حتى الآن غير معروف اذا كان سيلتقي مع اردوغان في تركيا قبل هبوطه في الرياض، أو سيقوم بزيارة دول عربية أخرى، أو أنه سيستدعي زعماءها للقاء قمة في السعودية. ولكن ترامب سمع من السعوديين والقطريين والأتراك في السابق عن ضرورة ليس فقط الاعتراف بالشرع، بل أيضا عن تحرير سورية في اسرع وقت من العقوبات من أجل تمكينها من البدء في ضخ الأموال المطلوبة لها لإعادة الاعمار، ورؤية في النظام الجديد في سورية عامل حيوي لوقف نفوذ إيران في المنطقة.

من غير المستبعد، بالمناسبة، أنه في أحد هذه اللقاءات ستتم دعوة الشرع أيضا لمصافحة ترامب.

ترامب ما يزال يسمح لإسرائيل بالسيطرة على مناطق في سورية، وحتى توسيع السيطرة عليها، مثلما لا يقف ضد سيطرتها على خمس مناطق في لبنان. ولكن في نفس الوقت هو يدفعها إلى بلورة تفاهمات مع تركيا حول آلية "منع مواجهات" وتقليل الاحتكاك في سورية. هو أيضا يتطلع إلى الدفع قدما بالتطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، الذي سيشمل نزع سلاح حزب الله وعملية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.

- هآرتس
بقلم: تسفي برئيل
18/4/2025








طباعة
  • المشاهدات: 9770
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-04-2025 08:55 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم