19-04-2025 12:50 PM
سرايا - يعيش أسرى فلسطين السياسيين الذين تمّ إبعادهم بحسب شروط اتفاق التبادل بين (حماس) ودولة الاحتلال الإسرائيليّ، إلى دولٍ عربيّةٍ وإسلاميّةٍ، يعيشون أوضاعًا صعبةً وغيرُ مستقّرةٍ، علمًا أنّ هناك العديد من الدول التي رفضت استقبالهم ربّما بسبب الضغوط الأمريكيّة التي تُمارَس ضدّ هذه الدول، التي تُعتبر حليفةً لرأس الحيّة، الولايات المُتحدّة، التي لا تترك مجالاً إلّا وتتدخّل فيه من أجل شطب القضية الفلسطينيّة عن الخارطة، علمًا أنّها أعدل قضية على مرّ التاريخ.
الأسير المُحرَّر نائل البرغوثي، دخل موسوعة (غينيس) للأرقام القياسيّة كأقدم أسيرٍ سياسيٍّ في العالم، وأمضي أطول فترةٍ عرفها التاريخ في سجون الاحتلال، وهو أحد الأسرى الذين تمّ نفيهم إلى مصر.
البرغوثي، (68 عامًا)، اعتُقِل في العام 1978، والآن هو أسير محرر مُبعد إلى مصر أدلى بتصريحاتٍ لراديو (علم)، حيثُ قال: “الأسرى المُبعدون يعيشون أوضاعًا غير مستقرة.”
وفي معرض ردّه على سؤالٍ، قال البرغوثيّ، المولود في كوبر بالضفّة الغربيّة المُحتلّة عام 1957، إنّ عددًا من الأسرى استقروا في ماليزيا، وتركيا، وقطر، ومنهم ما زال ينتظر موافقة الدولة المراد إبعادهم إليها، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ المنفى له مرارة كما السجن، على حدّ تعبيره.
وكشف الأسير المحرر والمُبعد النقاب عن أنّ هناك ضغوط أمريكيّة على الدول العربيّة برفض استقبال الأسرى الفلسطينيين المبعدين، مُوضحًا في ذات الوقت أنّ “الشعب المصري كلّه عائلتي”، على حدّ تعبيره.
علاوةً على ما ذُكِر آنفًا، أكّد أقدم أسير فلسطينيّ في سجون الاحتلال الإسرائيليّ: “نعيش في مساحةٍ واسعةٍ داخل الفندق، وهناك مَنْ يخرج بتصريحٍ لخارجه”، وأضاف: “يُسمَح لنا بالخروج من الفندق ضمن تصاريح وفي بعض الأحيان ضمن مرافقةٍ أمنيّةٍ”.
البرغوثي أكّد بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ “الفصيل الوحيد الذي يعتني بالأسرى هو مَنْ قاوم”، وكشف النقاب في حديثه الإذاعيّ عن أنّه “كان هناك زيارات خجولة من السلطة الفلسطينيّة، وفي رمضان تمّ استضافة أسرى فصيلٍ معيّنٍ واستثناء الآخرين، وهذا غير مقبول”، طبقًا لأقواله.
أما عن حياته الشخصية، فقال البرغوثي: “أتواصل مع عائلتي عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، كاشفًا النقاب عن أنّ زوجته مُنِعَتْ من زيارة مصر”، على حدّ تعبيره.
وفيما يتعلّق بالمُستقبل، قال البرغوثي للإذاعة إنّ “خططي المستقبليّة الكتابة عن تجربة الأسر وعن القضية الفلسطينيّة”، طبقًا لأقواله.
جديرٌ بالذكر أنّ نائل البرغوثي (أبو النور) من قرية كوبر بمدينة رام الله في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، أعزب من مواليد 23 تشرين الأوّل (أكتوبر) 1957. اُعتقل يوم الرابع من نيسان (أبريل) من العام 1978، وعندما اُعتقل من قبل قوّات الاحتلال الإسرائيليّ، كان عمره دون العشرين عامًا.
دخل موسوعة (غينيس) للأرقام القياسيّة كأقدم أسيرٍ سياسيٍّ في العالم، يمضي أطول فترة عرفها التاريخ في سجون الاحتلال، وذلك بعد تخطيه الرقم المسجل سابقًا باسم الأسير المحرر سعيد العتبة (أبو الحكم).
البرغوثي يُمثل وبحقٍ وحدة الهدف من المقاومة، فقد اعتقل وهو ابن حركة فتح، والآن من أبرز قادة حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس). وتوفي والداه خلال اعتقاله، وبعد الإفراج عنه في أكتوبر 2011، تزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع، والتحق بجامعة القدس المفتوحة لدراسة علم التاريخ. له اثنين من الأخوة والأخوات، وهما الأسير عمر البرغوثي وحنان البرغوثي. وأعادت سلطات الاحتلال اعتقاله في تاريخ 18 حزيران (يونيو) من العام 2014 دون تهمةٍ.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى أنّ الأسير البرغوثي، الذي يُعتبر أقدم الأسرى الذين قضوا فتراتٍ طويلةٍ في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، بما يزيد عن 35 عامًا، والذي أُعيد اعتقاله عام 2014 بعد تحرره في صفقة شاليط وحُكم عليه 30 شهرًا، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه بعد انتهاء حكمه.
يُشار إلى أنّه في العام 2009 كشفت جمعية (واعد) للأسرى والمحررين عن فحوى رسالة وصلتها من عميد الأسرى الفلسطينيين البرغوثي وممّا جاء فيها: “نحن من خلف المقاومة الفلسطينيّة التي ثبتت وصمدت أمام التعنت الصهيونيّ، وأطالبهم بأنْ يثبتوا على موقفهم مهما بلغت التحدّيات، لأنّ المحتل والسجان هما الباطل، ونحن على الحق، والحق سينتصر مهما علا الباطل”.
وأخيرًا، اعتبر البرغوثي في رسالته أنّ “الحلّ الوحيد لقضية الأسرى يتمثل بخيار أسر المزيد من الجنود الإسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين، لأنّ هذا المحتل الجبان لا يعرف إلّا لغة القوة”، على حدّ تعبيره.
وربّما يجِب أنْ نسأل وبوضوحٍ: لماذا تمّ نفي الأسرى؟ ألا تكفي المعاناة في غياهب سجون الاحتلال؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
19-04-2025 12:50 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |