20-04-2025 05:28 PM
سرايا - أصبح الحفر بالأظافر وسيلة الكثيرين من شباب قطاع غزة للتنقيب عن الرزق وسط الدمار الهائل الذي خلفه العدوان الإسرائيلي، إذ لجؤوا إلى مهنة رفع الأنقاض مستعينين بأدوات بدائية في ظل منع الاحتلال دخول المعدات والجرافات منذ إغلاق المعابر.
وتحول الفلسطيني صهيب ضميرة من مساعد شيف (طباخ) إلى عامل في إزالة ركام البيوت والمباني المدمرة برفقة فريق شبابي اختار هذه المهنة الشاقة لتوفير دخل من شأنه إعالة أسرهم بعد فقدان مهنهم الأساسية جراء العدوان الإسرائيلي.
ويتجه أهالي قطاع غزة إلى ابتكار الوسائل البدائية المتاحة للتخفيف من حدة الأزمة التي سبّبتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي خلفت ما يزيد عن 50 مليون طن من الركام، أدت بمجملها إلى إعاقة حركة المواطنين، وفق التقرير.
وفي محاولة لفتح الطرقات المغلقة، أو الاستفادة مما تبقى من بنايات متضررة، يسعى الفلسطينيون إلى الحفر بأظافرهم وباستخدام بعض الأدوات البدائية لإزالة ما يمكن إزالته من الركام، خاصة في ظل تدمير الاحتلال للجرافات والآليات الثقيلة، وإغلاق المعبر في وجه دخول البدائل التي يمكنها إزالة الركام، وكذلك دخول الوقود اللازم لتشغيل بعض الآليات المتوقفة.
وتكتسب مهنة إزالة الركام يدوياً، باستخدام المطارق اليدوية والأدوات البسيطة مثل عربات الجر اليدوية أهمية كبيرة في ظل الوضع الاستثنائي الذي يعانيه القطاع جراء الأوضاع المعيشية المتأزمة.
ويقوم الشباب في غزة بأداء هذه المهمة المتعبة، التي تتطلب مهارات بدنية وصبراً عميقاً، بهدف توفير مصدر دخل لهم ولعائلاتهم، فضلاً عن دورهم الكبير في إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة عبر فتح الطرقات وإزالة الأنقاض من البيوت والبنايات المتضررة.
ويستخدم أصحاب هذه المهنة التي خلقتها ظروف الحرب المطارق والتي تعتبر من الأدوات الأساسية في إزالة الركام، ويتم استعمالها لتحطيم الأعمدة والحجارة الكبيرة والخرسانة إلى قطع أصغر يمكن رفعها أو نقلها، وتكون المطارق غالباً ثقيلة وتحتاج الى شخص صاحب قوة بدنية لاستخدامها. كذلك تعتبر المعاول والفؤوس والمجارف اليدوية وسائل أساسية لفتح مسارات بين الحطام ورفع الحصى والرمل، إذ يتم تجميعها في عبوات بلاستيكية ونقلها إلى عربات الجر اليدوية،
المستخدمة لنقل الأنقاض من أماكن العمل إلى المناطق المفتوحة أو إلى نقاط التجميع.
ويتعرض العاملون في هذه المهنة لمخاطر صحية وجسدية بفعل إمكانية إصابتهم جراء سقوط الحجارة أو تطاير الحصى، كما أنهم معرضون لمشكلات صحية بسبب الغبار والأتربة المنتشرة في الهواء، كما يواجهون مخاطر في بيئة العمل، خاصة بفعل احتواء بعض أكوام الركام على القنابل والصواريخ غير المتفجرة.
يقول مصعب ضميرة إن الحرب أفقدته عمله، ما شجعه على استخدام بعض الأدوات التي يمتلكها لإزالة الركام، حيث يحتاج الناس إلى إعادة تأهيل ما تبقى من بيوتهم ومناطقهم السكنية، فيما يحتاج هو إلى مصدر دخل يؤمن احتياجاته.
يشير ضميرة إلى أنه بدأ العمل وحده، وقد انضم إليه عدد من العمال تدريجياً، ليكونوا فريقاً قوياً لإزالة أكوام الركام، وتحطيم الجدران الكبيرة والعمدان والأسقف، ونقلها من خلال عربة الجر اليدوية نحو أراضٍ فارغة، أو مناطق مفتوحة.
بدوره، يبين العامل سامي أبو حليب (28عاماً) ويعمل في إزالة الركام أنه اختار هذه المهنة الشاقة والخطيرة بسبب انعدام البدائل، وقد تعرض خلالها للعديد من الجروح والإصابات بسبب أسياخ الحديد والكميات الكبيرة للزجاج والمعادن والأخشاب داخل الركام.
يقول أبو حليب إنه يبدأ عمله مبكراً، إذ يتفقد مدى أمان المبنى، ومن ثم يبدأ باستخدام الأدوات اليدوية مثل المطارق لتحطيم الحجارة الكبيرة وتجهيز الأكوام حتى يتمكن باقي العمال من رفعها عبر المجارف المعدنية إلى عربات الجر الصغيرة.
ويشير إلى أنه يواجه أزمة كبيرة في أماكن نقل كميات الردم التي يتم جمعها، وذلك لمحدودية المناطق خاصة السكنية، حيث يرفض العديد من الأهالي وضعها أمام بيوتهم أو بالقرب منها، مما يزيد من مشقة رفعها مجدداً في ظل انعدام الإمكانيات.
ويرى الفلسطيني فهد عابد، أن مهنته هامة على الرغم من الإرهاق الشديد الذي يصيبه فيها، وذلك بفعل حاجة الناس الماسة إلى فتح مداخل بيوتهم أو إزالة الركام من داخلها للسكن في الأجزاء السليمة من البيت، بينما توفر لأصحابها قوت يوم أسرهم.
ويلفت إلى أن عمله في إزالة الركام بدأ منذ حرب 2014، وكان يقتصر على تنظيف البيوت من التكسير البسيط وحطام النوافذ والأبواب، أما في العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من تشرين الأول 2023، فالأمور اختلفت كلياً، حيث بات يعمل في إزالة الركام الكبير والذي يتطلب آليات وتقنيات غير موجودة.
ويوضح عابد أنّ إزالة الركام يدوياً أمر يتطلب المزيد من الوقت والجهد، حيث يستغرق أياماً طويلة لتحييد الأكوام التي يمكن للجرافة إزالتها خلال وقت قصير، مضيفاً "نشعر بالسعادة عندما نرى الطرقات مفتوحة والمباني تم تنظيفها، وندرك أن عملنا يساعد في تحسين حياة الناس، وهذا يخفف عنا التعب".
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
20-04-2025 05:28 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |