21-04-2025 03:12 PM
بقلم : د.محمود سلامة الرصاعي
في عصر تتسارع فيه وتيرة التقدم العلمي والتقني بشكل غير مسبوق، بات البحث والتطوير (R&D) حجر الأساس في بناء اقتصاد قوي ومجتمع متقدم. ولم يعد الاهتمام بهذا المجال رفاهية، بل ضرورة وطنية وركيزة لا غنى عنها لتحقيق التنمية المستدامة في الأردن، وتعزيز قدرته على التنافس في الاقتصاد العالمي.
إن البحث العلمي والتطوير التقني يشكلان أحد أهم محركات الابتكار والإنتاجية، وهما السبيل نحو اكتشاف حلول عملية للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجهنا. وعندما يستثمر الأردن في هذا القطاع الحيوي، فهو لا يراهن فقط على نمو الاقتصاد، بل يضع أسساً متينة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، قائم على المعرفة والإبداع والتكنولوجيا.
ورغم التحديات الاقتصادية التي نواجهها، فإن الاستثمار في البحث والتطوير يُعد من أذكى الاستثمارات طويلة الأمد، كونه يُفضي إلى تقنيات ومنتجات وخدمات جديدة تسهم في خلق فرص عمل، وتنشيط قطاعات حيوية مثل الطاقة، والمياه، والصحة، والتعليم، والزراعة، والصناعة.
ولا بد من نشر الوعي المجتمعي، خاصة بين الشباب، بأهمية البحث والتطوير، وخلق بيئة تحفز الفضول العلمي وروح الابتكار. فالشباب هم الطاقة الحقيقية لأي نهضة، وهم القادرون على تحويل الأفكار إلى مشاريع ريادية تسهم في تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز استقلاليته.
وفي هذا السياق، تلعب الجامعات الأردنية دوراً محورياً لا يمكن إغفاله. فهي الحاضنة الطبيعية للبحث والتطوير، بما تمتلكه من كوادر أكاديمية مؤهلة، وبنية تحتية علمية، وتجمعها للعقول اللامعة من الأكاديميين والطلاب. كما تشكل الجامعات بيئة مثالية لولادة الأفكار الخلاقة، وصقل مهارات التفكير النقدي، وتعزيز ثقافة البحث العلمي.
إن الأردن، بما يمتلكه من طاقات شبابية وإرادة سياسية وموارد بشرية مؤهلة، قادر على أن يجعل من البحث والتطوير جسراً نحو التنمية والازدهار. ولكن ذلك يتطلب إرادة جماعية، واستراتيجيات وطنية واضحة، وشراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، لدعم وتمويل وتشجيع هذا القطاع الحيوي.
الاستثمار في البحث والتطوير ليس ترفاً، بل هو مفتاح المستقبل، وأداة التغيير الإيجابي، وسلاح الأردن نحو تحقيق أمنه الاقتصادي والاجتماعي. فلتكن هذه الرسالة واضحة لكل صانع قرار، ولكل مؤسسة تعليمية، ولكل شاب طموح: العلم والبحث هما طريقنا لمستقبل أردني مشرق.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-04-2025 03:12 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |