21-04-2025 04:58 PM
سرايا - في ظل الأجواء الإيجابية التي تتصدر المشهد في تصريحات المسؤولين الروس والسوريين حول علاقات البلدين، لا يزال هناك الكثير من إشارات الاستفهام التي يطرحها الخبراء والمراقبين حول مستقبل وشكل العلاقات الروسية – السورية في ظل الإدارة الجديدة ونوع التعاون الذي سينشأ بينهما.
حيث لا شك بأن الإدارة السورية الجديدة بحاجة ماسة إلى الدعم الدولي في ظل العدد الكبير من المشاكل السياسية والاقتصادية التي خلّفها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
دعم سياسي للإدارة الجديدة
في سياق ذو صلة، صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن روسيا مهتمة بتعزيز علاقاتها مع السلطات الجديدة في سوريا، مشدداً على تمسك موسكو بوحدة الأراضي السورية.
وأوضح بيسكوف، أن روسيا مهتمة بإقامة علاقات بناءة مع السلطات السورية الجديدة، وتواصل الحوار مع مختلف الأطراف الفاعلة في المنطقة"، وأضاف: "نرغب في أن تحافظ سوريا على وحدة وسلامة أراضيها"، بحسب وكالة "تاس" الروسية.
كما وجه بوتين بوقت سابق، دعوة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة موسكو، ما يعكس رغبة روسية في ترتيب علاقتها مع الحكومة السورية الجديدة وفق شروط جديدة.
من جهته، قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع كان قد وصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، ومن الجدير بالذكر بأن هناك كثير من التصريحات الإيجابية لمسؤولين سوريين وروس تبدي الاستعداد للتعاون على أساس احترام سيادة واستقلال وسلامة الأراضي السورية.
ويشار إلى أن العلاقات السورية - الروسية شهدت تقارباً نسبياً، واكتسبت زخماً عقب اتصال هاتفي أجراه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره السوري، أحمد الشرع، ناقشا خلاله العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية، بما في ذلك استعداد روسيا لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، وبعد أيام قليلة، أرسلت موسكو طائرة تحمل أوراقاً نقدية سورية مطبوعة في روسيا.
دعم دبلوماسي
في سياق متصل، كانت روسيا قد سجلت بصفتها إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي خلال جلسته التي عقدت بالـ 10 من أبريل الجاري، موقفاً سياسياً لافتاً بدعم الإدارة السورية الجديدة ضد أي تدخلات خارجية.
حيث أدان مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، محاولات استغلال فترة الانتقال السياسي في سوريا لفرض أجندات أجنبية على السوريين" مؤكداً بأن موسكو "تدين بشدة أي محاولات لاستغلال فترة التحول السياسي والضبابية الاقتصادية لفرض معتقدات دخيلة وغريبة على السوريين". مشيراً إلى أن "مثل هذه الأفعال لن تدعم السوريين، بل قد تُغذي نزعات الانقسام وتطلق العنان للفوضى في البلاد لسنوات مقبلة، ولا يمكن السماح بذلك". مؤكداً على موقف روسيا الثابت بدعم سيادة سوريا. متهماً دولة الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
وكان نيبينزيا قد قال بأن العسكريين الروس لا يزالون في مواقعهم في سوريا، مشيراً إلى أن مبعوث موسكو الخاص زار سوريا. كما تحدث الرئيس بوتين مع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
تقارب كبير بين موسكو وحلفاء دمشق الاستراتيجيين
في سياق متصل، شدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الـ 17 من أبريل الجاري، على أهمية بحث تطورات الشرق الأوسط، لا سيما مستقبل الأوضاع في سوريا. مؤكداً أن موسكو تعتبر الملف السوري من أولويات سياستها الخارجية، مبدياً استعداد بلاده للمساهمة في الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ودعمها كدولة مستقلة تتمتع بكامل سيادتها مقترحاً تقديم المساعدة للشعب السوري.
من جانبه، قال أمير قطر بأن الرئيس السوري أحمد الشرع كان في الدوحة قبل عدة أيام، وأنهما تحدثا عن "العلاقة التاريخية الاستراتيجية" بين روسيا وسوريا، مؤكداً حرص الرئيس الشرع "على بناء علاقة جيدة بين البلدين تقوم على الاحترام ومصالح الشعبين".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد التقى مع نظيره التركي هاكان فيدان السبت 12 ابريل/نيسان على هامش منتدى "أنطاليا" الدبلوماسي الرابع في تركيا. وقد تبادل الوزيران وجهات النظر حول التطورات في الشرق الأوسط، إذ أكدت روسيا تعاونها المستمر مع تركيا بشأن القضايا السورية، مُشيدةً بدور أنقرة الراسخ في سوريا. كما وشددت موسكو دعمها لسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، معربة عن استعدادها لتنسيق جهود تحقيق الاستقرار في ظل الظروف الراهنة.
وكانت بعض التقارير الإعلامية قد أوردت معلومات عن احتمال تسيير دوريات مشتركة بين روسيا والأمم المتحدة في القرى الساحلية بين اللاذقية وطرطوس، وكذلك في محافظتي حمص وحماة. دون صدور أي تصريح رسمي بهذا الشأن حتى الآن.
أهمية الدعم الروسي وكيف يمكن للإدارة الجديدة أن تستفيد منه؟
وفقاً للخبير والباحث في الشأن السوري سيف الخالدي، بأن الإدارة السورية الجديدة بحاجة ماسة للدعم الدولي، ومع قلة الداعمين، فهي بحاجة للتقارب وتعزيز علاقتها مع الأطراف الدولية التي تقف على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء السوريين وتحترم سيادة واستقلال الأراضي السورية. فمواقف هذه الدول يمكن أن يبنى عليها ويمكن استثمارها واستغلالها لمصلحة سوريا بلداً وشعباً. فتركيا على سبيل المثال هي العمق الاستراتيجي والداعم الأكبر لإدارة الرئيس أحمد الشرع، بالمقابل فإن روسيا صديقة لتركيا وقطر، كما أنها يمكن أن تدعم وتحمي الإدارة السورية بشكل كبير في مجلس الأمن والمحافل الدولية بصفتها عضو دائك العضوية. إضافة إلى أنها تملك قواعد عسكرية في الأراضي السورية، وقادة على تسليح الجيش السوري.
وتابع الخالدي بأن موسكو لعبت دوراً هاماً بالحفاظ على الأمن والاستقرار في مرحلة ما بعد الأسد في سوريا، مشيراً إلى أنها تتبنى مواقف معتدلة من كافة الأطراف في سوريا، ويمكنها إقامة تواصل فعال مع الجميع كما أنها بقواعدها العسكرية ووزنها السياسي والاجتماعي وعلاقاتها الدولية، يمكنها أن تلعب دور هام جداً بتمكين الإدارة السورية وضبط الأمن في البلاد.
وعلى صعيد الداخل السوري، فإن علاقة روسيا الجيدة مع تركيا وقطر وجميع الأطراف في سوريا من أكراد ودروز إلى أهل الساحل وجميع مكونات الشعب السوري، يجعلها قادرة على لعب دور الوساطة في أي نزاع يمكن أن يحصل، وهذا ما أثبت الروس والأتراك سابقاً خلال اتفاقيات استانا.
وختم الخالدي بأن العلاقات الروسية مع الأتراك والقطريين والتقارب بينهما حكماً سوف يصب بمصلحة سوريا بلداً وشعباً، وسوف يكون له انعكاسات إيجابية على الصعيد الأمني، والاقتصادي وخاصة بملفات النفط والفوسفات والغاز والكهرباء والموانئ.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
21-04-2025 04:58 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |