حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,22 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4278

ماهر أبو طير يكتب: العقدة الغامضة وراء تهديدات الحرب

ماهر أبو طير يكتب: العقدة الغامضة وراء تهديدات الحرب

ماهر أبو طير يكتب: العقدة الغامضة وراء تهديدات الحرب

22-04-2025 09:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : ماهر أبو طير
لا تريد واشنطن الحرب على إيران، لأن عينها أيضا على مئات مليارات الدولارات من المشاريع في إيران إذا تم رفع العقوبات وتدفقت الأموال إلى الخزينة الإيرانية.


هذه ليست خلاصة نهائية، لكنها إحدى مستهدفات إدارة الرئيس الأميركي، الذي لا يريد أن تذهب أموال الإيرانيين إلى الروس أو الصينيين في حال تم التوصل إلى صفقة سياسية، وقد تسربت أصلا معلومات عبر بعض وسائل الإعلام أن طهران عرضت سرا على الأميركيين الاستثمار في مشاريع كبرى في إيران، في حال تم التوصل لصفقة، بما يعني أن إدارة ترامب حاليا تحت إغراء كبير جدا، تترقبه تل أبيب التي تريد حربا تؤدي إلى تدمير كل البنى التحتية العسكرية الإيرانية.

في الوقت الذي تجري فيها اللقاءات في سلطنة عمان، وإيطاليا، من المؤكد أن هناك اتصالات سرية، والدول لا تعلن عن هذه الاتصالات، ونادرا ما يتم كشفها، وأي توافقات علنية هي في الأغلب نتاج للتواصل السري بين الدول، وليس وليد اللحظة.
من جهة ثانية يبدو واضحا أن الاتجاه الذي يمثله الرئيس الإيراني الحالي، ونائبه جواد ظريف يميل إلى عقد صفقة، لكن مخاوف الإيرانيين تكمن في انقلاب الرئيس الأميركي على الصفقة إذا تخلت طهران عن مخزونها من اليورانيوم المخصب، وتم نقله إلى دولة ثانية، ولهذا تعترض طهران على نقل هذا المخزون وتفضل تخفيض نسب التخصيب، أو استثمار شركات أميركية في إدارة مواقع التخصيب، بشراكة مع مؤسسات دولية لغايات الرقابة، واذا كان هذا الأمر غريبا بنظر آخرين، أي استثمار الأميركيين في الطاقة النووية في إيران، إلا أنه ليس غريبا في عالم التفاوض، خصوصا، أن العقوبات انهكت الإيرانيين، والشعب الإيراني منهك جدا.
هناك اتجاهات في إيران لاتقبل التفاوض، ولا الوصول إلى صفقة، لكن من ناحية عملية خسرت إيران كل جبهاتها التي كانت توفر لها قوة إضافية، وأقصد هنا سورية، ولبنان، وربما غزة، وما يجري حاليا في اليمن، ولم يتبق إلا العراق الذي تتواجد فيه القواعد الأميركية، وعلينا أن نقر هنا أن نقاط قوة إيران تكمن في موقعها الجيوسياسي القابل لتصدير الحرب إذا وقعت إلى كل الإقليم، بحيث يؤدي ذلك إلى تدمير استقرار المنطقة كاملة، وهو أمر يدركه الأميركيون أيضا، والحلفاء العرب.
ليس معروفا بعد اذا كانت هذه اللقاءات ستنجح بشكل نهائي، لأن مطالب الأميركيين كثيرة بشأن التخصيب النووي، والصواريخ البالستية، في ظل توتر أميركي مع حلفاء طهران، أي الصين وروسيا، لكن من المنطقي أن تحاول كل الأطراف تجنب الحرب، فيما واشنطن تريد الوصول إلى صفقة تحقق بموجبها نتائج مؤكدة على صعيد التخصيب النووي، وفي الوقت ذاته تريد أن تتأكد من قدرتها على الاستفادة من مشاريع الإعمار والبناء والتنمية في إيران، وهذه مفارقة كبيرة، وكأن واشنطن تهدد بالحرب، وعينها على أموال الإيرانيين في مواسم حصاد البيت الأبيض لثروات العالم، وهي حالة قائمة، تعبر عن سياسة أميركية جديدة دوليا.
ماذا لو افترضنا أن إيران تجاوبت مع الأميركيين وجمدت كل برنامجها النووي، ولم تعط أي ضمانة لواشنطن أن لها نصيبا من ثروات إيران إذا تم رفع العقوبات، والإجابة على السؤال تعيدنا إلى مربع التفاوض السري، لأن واشنطن تريد المال أيضا إذا حدثت صفقة، من خلال الاستثمار والمشاريع ودخول الشركات الأميركية إلى قطاعات النفط، والتنمية، والطاقة، والمياه، والزراعة، والبنى التحتية وغير ذلك.
هذا يعني أن القصة أعقد بكثير اليوم، من قصة نسبة التخصيب النووي، لكن التخصيب مظلة للمواجهة التي تندرج تحتها عناوين كثيرة.
كل شيء محتمل في هذه المنطقة، وعلينا أن ننتظر.











طباعة
  • المشاهدات: 4278
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-04-2025 09:41 AM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم