بقلم : ا. د. أمين مشاقبة
تستمر العربدة الإسرائيلية في أكثر من اتجاه مُستغلة حالة الضعف العربي والدعم الأميركي، دون احترام للقانون الدولي والاخلاق الانسانية..

امعان في القتل والتدمير واظهار مظاهر التفوق التكنولوجي في مجال الاسلحة التي تمارس فيها القمع، والقتل والتدمير وابراز العضلات والاستقواء على الجميع، اذ اصبحت اسرائيل العامل الاول والاساسي في زعزعة الاستقرار وبناء حالة عدم الاستقرار عموماً في المنطقة، فالجيش الاسرائيلي يسعى للانتصار وفرض الامر الواقع على كل الجبهات، ففي قطاع غزة تم احتلال ما يُقارب ٣٠% من مساحة القطاع والاستمرار في العمليات العسكرية على مستوى المدفعية والطيران في القتل والتدمير وخصوصاً المدنيين من نساء واطفال على الصعيد اليومي، ناهيك عن تدمي? البُنى التحتية بالاضافة الى رفض كل مشاريع الاتفاقات لوقف اطلاق النار، فالموقف السياسي لرئيس الوزراء يستند للاستمرار في القتال دون اهمية للأسرى او الرهائن وذلك خوفاً من سقوط حكومة اليمين المُتطرف لأن وقف اطلاق النار في غزة يعني سقوط الائتلاف الحكومي وذهاب نتنياهو إلى المحكمة بسبب القضايا الفسادية المرفوعة ضده وبالتالي الاستمرار في الحرب يحمي استمراره في الحكومة ويبقي الائتلاف مُتماسكاً.

والممارسات العسكرية في التدمير والتهجير مستمرة في الضفة الغربية هادفة لمزيد من الاستيطان والتوسع في قضم الأرض والتنكيل بالسكان والضغط عليهم للقبول بالأمر الواقع او الهجرة وترك البلاد.

إننا امام هدف واضح بأن تكون الدولة يهودية توراتية لليهود فقط واعلان ان كامل فلسطين من النهر للبحر هي ارض اسرائيل، ولا يقف الامر عند هذا فالتوسع الاكبر قادم لتحقيق الحلم اليهودي باسرائيل الكبرى وهذا مرحلة قبل النهائية كل المعطيات تتجه بهذا الاتجاه.

على الجبهة اللبنانية ما زالت اسرائيل تقوم بالعمليات العسكرية في كل مكان من لبنان وما زالت تُسيطر على الأجواء بهدف حماية المستوطنات الشمالية بالاضافة إلى احتلال خمس مناطق بحجج امنية، وهناك ١٣ اختراقاً داخل الأراضي اللبنانية بالاضافة لمزارع شبعا، ناهيك عن المطالبة بسحب سلاح حزب الله والاجهاز عليه في حالة تحركه جنوب نهر الليطاني، فهي تريد الفتنة في لبنان واستمرار حالة عدم الاستقرار السياسي لتلك الحالة. أما في سوريا فقد اقتطعت اسرائيل جنوب سوريا كاملاً بمساحة 450كم2 بالاضافة للجولان وجبل الشيخ وهذه المنطقة هي ?حت السيطرة الجوية والعسكرية بحجة انها خطوط امنية دفاعية لحماية أمن دولة الكيان، بالاضافة الى توجيه ضربات جوية على كامل ارجاء الأرض السورية ودعمها المتواصل لخلق الفتنة ودعم الطوائف والاقليات بالاستقلال سعياً لتكون سوريا عبارة عن مجموعة دويلات مُتصارعة فهدفها النهائي هو ان تكون سوريا دولة مُقسّمة على اسس طائفية وعِرقية مما يسهل دورها في الهيمنة والسيطرة، فعدم الاستقرار للدولة السورية هو هدف اساسي للسياسات الاسرائيلية، ويُضاف الى ذلك سعيها الدؤوب لتوجيه ضربة عسكرية للمفاعلات النووية الايرانية والانتهاء من الم?ف النووي في ايران لاعتقادها ان هذا الملف يُهدد امنها، فهي تدفع بكل ثقلها لزعزعة الاستقرار في ايران وهي من يوجه الادارة الاميركية ويفرض عليها في كيفية التعامل مع الملف الايراني، وتهدف الى تفكيك المفاعلات النووية وتدميرها ولا تريد اي تفاوض دبلوماسي. ولمصلحة مَنْ كل هذا؟ ناهيك عن الضربات الجوية سابقاً لليمن، وما الحرب التي تقودها الولايات المتحدة الاميركية في اليمن الا لمصلحة اسرائيل، ويضاف إلى كل هذا التهديدات للحشد الشعبي في العراق من حين لآخر علماً بأنهم وجهوا ضربات جوية للعراق في سابق الايام امام هذه الاح?اث، والعربدة الاسرائيلية من الذي يزعزع الاستقرار في المنطقة، ومن لا يُريد الهدوء والتنمية ومن الذي يرفض السلام واعادة الحقوق لأصحابها.

النتيجة النهائية هي ان اسرائيل العامل الاساس في عدم استقرار منطقة الشرق الاوسط كاملاً لأن وقف الحروب يعني نهاية الدولة العبرية، هذه الدولة قامت على اسس الجرائم والابادة الجماعية، والحروب المستمرة وتريد ان تظهر حالة ردع مستمرة لكل من يقول او يُعارض الرؤى والتوجهات الاسرائيلية سياسياً او اقتصادياً.

إن اسرائيل تمثل رأس الحربة لقوى الامبريالية الجديدة لخدمة مصالحها ومن مصالحها ابقاء منطقة الشرق منطقة رمادية غير مُستقرة، الحروب مستمرة من أجل أن تعمل المصانع الكبرى للأسلحة وغيرها. وعليه فعلينا أن نفهم انه لن يسمح لاحد الانتصار عليها هي باقية من أجل الهيمنة والسيطرة وبث الفُرقة وخلق النزاعات فالاستقرار ليس هدفاً امبريالياً او اسرائيلياً، أن الفوضى ونشرها هو اهم الاهداف، وفي القطاع فإن حماس ليست الهدف، فالهدف هو غزّة نفسها لأنَّ المطلوب هو التهجير لكي تبدأ المعركة الكبرى في الضفة الغربية، انتظروا فالقادم أ?عب؟!.