حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,22 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3252

محمد الخطيب يكتب: "مجلس النواب والأداء النيابي: نقد بناء من باب المحبة والغيرة الوطنية"

محمد الخطيب يكتب: "مجلس النواب والأداء النيابي: نقد بناء من باب المحبة والغيرة الوطنية"

محمد الخطيب يكتب: "مجلس النواب والأداء النيابي: نقد بناء من باب المحبة والغيرة الوطنية"

22-04-2025 01:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : العقيد المتقاعد محمد الخطيب
كنت قد كتبت يوم أمس أن مجلس النواب عزز الوحدة الوطنية عبر عرض فيديو مؤثر في افتتاح أولى جلساته بعد الكشف عن المخطط الإرهابي، حيث تم تسليط الضوء على دور جلالة الملك، وبسالة الجيش العربي الأردني، ويقظة الأجهزة الأمنية. وأكدت حينها أن هذه الخطوة جاءت بمثابة رسالة وطنية واضحة، تعكس تلاحم الشعب الأردني ومؤسساته، وتؤكد على استمرارية الاستقرار رغم التحديات.

وقد أنعش هذا المشهد صدري بداية، وأشعرني بالفخر والانتماء، غير أن هذا الشعور بدأ يتراجع شيئاً فشيئاً مع انطلاق مداخلات النواب، في جلسة امتدت طويلاً، ظهر خلالها أن البعض لم يُحسن التعبير، والبعض الآخر وقع في أخطاء جسيمة، فيما استخدم آخرون لغة ركيكة أضعفت قوة الطرح وأساءت إلى قواعد اللغة العربية، بل وإلى هيبة الخطاب النيابي. ومع ذلك، لا بد من الإشارة إلى أن هناك من النواب من كان على مستوى المسؤولية، وعبّر عن موقف وطني متزن يعكس جدية المرحلة، وحرصاً على المصلحة العليا للدولة.
وبالنتيجة، لم تكن الجلسة – للأسف – بالمستوى الذي ينشده المواطن الاردني، فجاء اداء البعض دون التوقعات، وافتقر إلى النضج السياسي والمضمون العميق الذي يتناسب مع حساسية اللحظة وخطورتها.
إن ما حدث تحت قبة البرلمان يجب أن يكون جرس إنذار يدفع باتجاه الارتقاء بأداء الخطاب النيابي، شكلاً ومضموناً. فمجلس النواب لا يمثل نفسه، بل يمثل الشعب الأردني بكل أطيافه، وهو المنبر الأعلى للتعبير عن هموم الناس وتطلعاتهم، مما يتطلب أن تكون اللغة المستخدمة سليمة، والطرح عقلانياً، والمواقف منسجمة مع المصالح الوطنية العليا. ولهذا، فإن من المفيد والضروري أن يُفكّر المجلس جدياً بتعيين مستشارين متخصصين في اللغة العربية لمراجعة النصوص قبل قراءتها في الجلسات العلنية، تجنباً للأخطاء التي تضعف الرسالة وتفقدها قيمتها أمام الرأي العام.
كما أن وجود مستشارين سياسيين وقانونيين داخل المجلس، يكون دورهم تقديم الدعم للأعضاء في إعداد خطاباتهم بما يتناسب مع طبيعة كل جلسة، هو أمر بات حاجة ملحة وليس ترفاً. فالدقة في الطرح، والانضباط في اللغة، والالتزام بروح الدستور، كلها أمور تعزز من ثقة المواطن بممثليه، وترتقي بالمؤسسة التشريعية إلى ما يليق بها من مكانة. مجلس النواب ليس فقط منصة للكلام، بل مسؤولية وطنية تُمارَس من موقع التمثيل الشعبي، وتتطلب قدراً عالياً من الوعي، والخطاب المسؤول، والانتماء العميق لمصلحة الوطن.
وأود أن أُؤكد في ختام حديثي أن ما ذكرته لا يحمل أي إساءة شخصية لأي من أعضاء مجلس النواب، وإنما هو تعبير صادق نابع من محبة خالصة لهم جميعاً، وغيرة حقيقية على هيبة المجلس ودوره الوطني الراسخ. فالمجلس هو بيت الشعب، وعلينا جميعاً أن نحرص على رفع مكانته وتعزيز ثقة الناس به، لأن قوة البرلمان من قوة الدولة. والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.











طباعة
  • المشاهدات: 3252
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
22-04-2025 01:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم