23-04-2025 09:00 AM
بقلم : محمد خروب
في زيارة لرئيس أركان جيش الفاشية الصهيونية إيال زامير، الذي جاء به مُجرم الحرب نتنياهو، خلفاً لمُجرم حرب آخر/هيرتسي هليفي، الذي أُجبرَ على الاستقالة لفشله في «التنبؤ» بملحمة طوفان الأقصى/7 اكتوبر 2023، قال زامير وهو ينظر بزهو عبر منظار عسكري، إلى ما اتاحه له احتلال العدو للمنطقة العازلة في الجولان السوري المُحتل، والسيطرة على ما تبقى من جبل الشيخ السوري وقمته العالية، التي منحت العدو اطلالة جيو استراتيجية غير مسبوقة على مساحات شاسعة من الجنوبيْن السوري واللبناني وصولاً إلى سواحل قبرص.
نقول: في أجواء كهذه أرادها العدو ان تكون احتفالية محمولة على دعاية وحرب نفسية، تبجّح زامير الذي لم يكتفِ جيشة بدفع قوات الأمم المتحدة (UNDOF) شمالاً باتجاه دمشق، ومنعها من القيام بدورها في مراقبة الالتزام باتفاقية فصل القوات عام/1974، بل تعدّاها وصولاً إلى تخوم ريف دمشق (منطقة الكسوة) قائلاً/ زامير بغطرسة واستعلاء بعد ان «تحدّث مع القادة والمقاتلين» العاملين في الميدان، وصادقَ على الخطط لـ"مواصلة الدفاع والهجوم": هذه المنطقة حيوية. لقد دخلنا إلى هنا لأن «سوريا تفكّكتْ»، ولذلك «نحن نُسيطر على نقاط مفتاحية و?تواجد على الجبهة للدفاع عن أنفسنا بأفضل طريقة». مُردفاً بوقاحة: من هذا المكان يمكن «رؤية كل مَن يتواجَد على هذه السلسلة الجبلية.. إنها نقطة استراتيجية». نحن ـ تابعَ ـ لا نعرف كيف ستتطور الأمور هنا، لكن «وجودنا هنا له أهمية أمنِية بالغة للغاية، وستواصل قوات الجيش العمل في منطقة التأمين والدفاع عن السكان من أي تهديد».
وإذ تزامنت زيارة زامير للجولان السوري، مع حديث أميركي «مُراوغ ومُخادع»، عن «تقليص» عديد قوات الاحتلال الأميركي في شمال شرقي سوريا. والزعم بأن التقليص المزعوم هذا طال ما مجموعه 1000 جندي أميركي، فإن حكومة نتنياهو وجدت في الإعلان الأميركي، فرصة لترويج سرديتها المسمومة عن «خطر» يتهدّدها من وجود مجموعات «جهادية» تدّعي تل أبيب أنها جزء من الجيش السوري الجديد، الذي اندمجت فيه الفصائل المسلحة بعد الثامن من كانون الأول/2024. الأمر الذي يمنح روايتها الكاذبة عن بقائها في «سوريا المُفكّكة» أمراً مقبولاً لدى إدارة ترا?ب، على نحو يُبرر لها لاحقاً المطالبة باعتبار «كامل» الجولان السوري المحتل، وما احتله لاحقاً من مُحافظتيّ درعا وريف دمشق جزءاً من «دولة إسرائيل» وليس منطقة محتلة، على ما يؤكده وجود قوات الأمم المتحدة (UNDOF) في المنطقة منذ العام/1974.
وكم كان لافتاً بل وكاشفاً أيضاً أن ما قيل زوراً عن انسحاب قوات أميركية من سوريا لم يكن صحيحاً، حيث وصلَ رتل من تعزيزات عسكرية ولوجستية أميركية مكون من 70 شاحنة، قادمة من إقليم كردستان/العراق عبر معبر الوليد الحدودي، مُتجهاً إلى قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال محافظة الحسكة السورية. وأن «الرتل مُؤلف من معدات عسكرية من مُصفحات ومنظومات رادار ومدافع بعيدة المدى، إضافة إلى عربات مصفحة وصهاريج وقود وصناديق مُغلقة وقطع من الأسلحة مُغطاة بأغطية سوداء، بالتزامن مع حماية جوية من مروحيتين عسكريتيْن».
وإذ قالت متحدثة الخارجية الأميركية لصحيفة «وول ستريت جورنال»، إن الولايات المتحدة «لا تعترف حالياً بأي كيان حكومة سورية»، مُشددة على أنه «ينبغي للسلطات السورية المُؤقتة نبذ الإرهاب وقمعه تماماً»، فقد أصدرت الخارجية نفسها تأشيرات محدودة لمسؤوليْن سورييْن لزيارة الولايات المتحدة. هما وزير المالية وحاكم مصرف سورية المركزي، للمشاركة في اجتماعات الربيع المُشترَكة للصندوق والبنك الدولييْن، كما منحت تأشيرة لوزير الخارجية/أسعد الشيباني لزيارة نيويورك، للمشاركة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي «حول سورية» يُعقد بعد غدٍ?الجمعة.
لعبة صهيوأميركية تجري بتنسيق كامل بين واشنطن وتل أبيب، يروم الحليفان إحكام سيطرتهما على المنطقة، في ظل حديث لا يتوقف عن نجاح «نتنياهو» بتغيير قواعد اللعبة في المنطقة، وتكريس شرق اوسط جديد بهيمنة إسرائيلية وبتفويض أميركي مفتوح. وهو ما تؤكده ــ من بين أمور أخرى ــ «المطالب/الشروط» التي وضعتها واشنطن ضمن «قائمة» سلّمها مسؤول أميركي من «المستوى المتوسط» لوزير الخارجية السوري/الشيباني في بروكسل الأسبوع الماضي على ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست. مضيفة: أنها تضمّ 8 خطوات «لبناء الثقة» يجب على الحكومة السورية اتخاذها ل?نظر في «تخفيف جزئي».. للعقوبات.
كما شملت القائمة، وفق الصحيفة، السماح للحكومة الاميركية بـ"تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب على الأراضي السورية ضد أي جهة تعتبرها واشنطن تهديداً للأمن القومي/الأميركي»، وأن تقوم الحكومة السورية بـ«إصدار إعلان رسمي علَني «بحظر جميع المليشيات الفلسطينية والأنشطة السياسية» على الأراضي السورية، وترحيل أعضاء تلك الجماعات لـ«تهدئة المخاوف الإسرائيلية.
kharroub@jpf.com.jo
الراي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-04-2025 09:00 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |