23-04-2025 02:26 PM
بقلم : نضال انور المجالي
وقفة قبل الانطلاق نحو التدمير: لنبنِ أساسًا من النور، الولاء، وخشية يوم الحساب
في خضم سعينا نحو القوة والتقدم المادي، غالبًا ما نغفل عن بناء الأساس الأخلاقي والوطني الذي يحمينا من الانزلاق نحو الظلام والفوضى. إن صرخة القلب التي تنادي بـ "قبل ما تعلمونا صنع الصواريخ علمون شيئًا ينجيني من يوم الحساب" لهي دعوة صادقة لإعادة ترتيب الأولويات وتوسيع مداركنا لتشمل أسسًا أخرى لا تقل أهمية.
إن صناعة الأسلحة والمتفجرات، وإن بدت مظهرًا من مظاهر القوة، تحمل في طياتها بذور الفناء والهلاك. فما جدوى هذه القوة إذا كانت مبنية على أسس مهزوزة من الجهل بالدين الحق، والقصور في فهم أبسط واجباتنا تجاه خالقنا وأنفسنا والآخرين ووطننا؟
إن بناء عقيدة سلمية ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة حتمية. إنها الحصن الذي يحمينا من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب. فكيف يمكن لمن يجهل أبسط قواعد دينه أن يتحدث باسمه ويدعو إليه؟ وكيف يمكن لمن لم يتعلم كيف يطهر نفسه جسديًا أن يدعي الجهاد في سبيل الله؟
إن العلم الديني الضروري هو النور الذي يضيء لنا الطريق، ويهدينا إلى الحق والصواب. إنه المعرفة التي تعلمنا ما يليق بالله عز وجل من صفات وأفعال، وما يجب أن نؤمن به في أنبيائه ورسله الكرام. إنه الفهم الذي يرشدنا إلى كيفية أداء عباداتنا بشكل صحيح، بدءًا بأبسط الأمور ككيفية الاستنجاء وشروط الوضوء.
وعلى هذا الأساس المتين من العلم الديني، يجب أن نغرس في نفوس أبنائنا قيم الانتماء للوطن والولاء لقيادته وجيشه وأمنه. إن حب الوطن ليس مجرد شعار، بل هو شعور عميق بالمسؤولية والالتزام بأرضنا وتاريخنا ومستقبلنا. والولاء للقيادة الرشيدة هو أساس الاستقرار والنظام، بينما يمثل الجيش والأمن الدرع الواقي الذي يحمي الوطن والمواطنين.
يجب أن يتعلم أبناؤنا أن من يقدمون لنا العون الحقيقي هم إخوة لنا، وأن الخائن هو من يبيع وطنه ويحلل قتل شعبه. يجب أن يدركوا أن قوة الوطن تكمن في وحدتهم والتفافهم حول قيادتهم وحماية مؤسساتهم.
وإلى جانب هذا، يجب أن نستحضر دائمًا رقابة الضمير والخوف من "يوم الحساب". يجب أن يتعلم أبناؤنا أن كل فعل سيُسألون عنه، وأن القوة الحقيقية تكمن في العدل والرحمة والمسؤولية. هذا الوازع الديني هو الذي سيمنعهم من الانزلاق نحو الظلم والتطرف، ويوجههم نحو استخدام علمهم وقوتهم في سبيل الخير والبناء لا التدمير.
إن تعليمنا يجب أن يبدأ ببناء الإنسان المتكامل، المزود بالعلم الديني الصحيح، والمنتمي لوطنه وولائه لقيادته، والمستشعر لرقابة الله وخشيته من يوم الحساب. جيل يسعى للسلام والازدهار، لا للدمار والفرقة.
إنها دعوة شاملة لإعادة تقييم منظومتنا القيمية والتعليمية. قبل أن ننطلق بأبنائنا نحو آفاق التقدم المادي، لنتأكد أنهم يملكون البوصلة الأخلاقية والوطنية والدينية التي توجههم نحو الخير والحق، وتحميهم من الانزلاق نحو الظلام والعنف.
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-04-2025 02:26 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |