23-04-2025 11:11 PM
بقلم : باسم البقور
بدءا ببيان دائرة المخابرات العامه - التي لن نوفي قيادتها و ضباطها حقهم على هذا المنجز الأمني المحكم استخباريا و قانونيا - و مرورا بالمؤتمر الصحفي لمعالي وزير الاعلام و انتهاءا ببيان معالي وزير الداخليه الاخير حول كشف و ضبط عناصر خلايا جماعة الاخوان في الأردن ( المنحله قانونا منذ سنوات ) الذين اعترفوا بمخططاتهم الارهابيه علنا ، و دائرة الثلج تتدحرج و تتلاطم بين الرأي العام بمكوناته و الدولة الأردنية و الجماعه و ذراعها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي وممثليه نواب الحزب في البرلمان و التنظيم الدولي للإخوان ، بين التأييد للروايه الرسميه من طرف و محاولات التشكيك التي رصدت من اذرع الاخوان في الداخل و الخارج من طرف آخر .
الموقف بمجمله إذا اردنا التعمق به و البحث في جذوره و تاريخيته وسبر أغوار علاقة الدولة مع الجماعه نجد ان الاردن بمنظومته الشامله كان فاتحا اذرعه للجماعه منذ بدايات تأسيس الدوله ، و هو ما تتغنى به و تستذكره الجماعه عند حدوث اية إشكاليه مع الدوله ، و تحاول الجماعه عبر خطابها الموجه للرأي العام إظهار ذلك ، و كأن احتضان الاردن لهم منذ ذلك الوقت اصبح مطيه تستخدمها الجماعه لتقدم نفسها كدولة داخل الدولة الاردنيه .
و هذا ينقلنا للحديث عن وهم سياسي ترسخ في المعتقد الاخواني ، فالتنظيم بالمفهوم السياسي لا يوازي الدوله بتاتا ، و هو ما لم يفهمه الاخوان عبر محطات عديدة سياسيه و تاريخيه ، فكانت معتقداتهم و مسلكاياتهم على مر العقود دائما تتجه نحو المغالبه و ليس المشاركة، و هذا عكس ما كانوا يوهمون به الرأي العام او يردّدونه في خطابهم السياسي متكئين على مبدأ التقيه المعروف ، فالانتخابات النيابية الأخيرة خير شاهد على ذلك ، و ينسحب ذلك على الانتخابات البلديه و النقابيه و الجامعيه و غيرها الكثير الكثير .
و لنضع أيدينا و بدون مواربه او خجل و دون الاكتفاء باللامنطوق او غير المحكي ، على المحركات الرئيسيه التي دفعت الجماعه لتبني العمل المسلح : اولا، اندثار ما كان يسمى عبر تاريخها بتيار الحكماء او تيار الحمائم الذي كان متوازنا في تعاطيه السياسي مع الدوله الاردنيه . للاسف ، اضطر هذا التيار إلى مغادرة هذا المربع لا بل و دفعه التيار الموتور و المأزوم داخل الجماعه في العقد الماضي إلى الخروج منها و اختاروا تأسيس احزاب إسلاميه معتدله تؤمن بالعمل الحزبي القانوني و الدستوري . ثانيا ، ما منحته الدوله للجماعه من أريحيه أتاحت لهم التمدد السياسي و الشعبي داخل الأردن، فحراكهم السياسي و نشاطاتهم الاجتماعيه واستثمارتهم الماليه و جمعياتهم الخيريه خير دلالة على ذلك ، ثالثا ، الانتهازية السياسية للقضيه الفلسطينيه بكافة تطوراتها ارتكازا على تعاطف الشعب الأردني و تضامنه معها ووصولا لأبعد من ذلك مؤخرا بالمزاودة على موقف الدوله و على رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني الذي جال العالم مناديا و مطالبا بحق الشعب الفلسطيني على ارضه و ترابه، أضف إلى ذلك الوصايه الهاشمية و حماية المقدسات الاسلاميه و المسيحيه من براثن إسرائيل . رابعا ، الارتباطات الخارجيه مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المشبوه و حركة حماس في الخارج التي أكدت نواياها غير البريئة تجاه الأردن، و كان آخرها تبني الخليه المسلحه التي تم ضبطها من خلال بيان الحركة الذي طالب بالإفراج عن عناصر الخليه بحجة دعم المقاومه رغم ان الهدف المبيت استهداف الأردن من الداخل . و الحق يقال لقد فقدت حماس بوصلتها تماما عندما تنازلت عن حقها في اتخاذ القرار و امتثلت لاوامر خارجيه أملتها عليها دول خارجيه كايران لاستباحة الأرض الاردنيه و تحويلها لساحة ميليشيات و عصابات كما يريدونها و ليست بلدا امنا مستقرأ .
كان على الدوله الاردنيه بكل صراحه التوقف و النظر إلى الجماعه بجديه سياسيه و دستوريه من خلال دورها فيما سمي بالربيع العربي ، و الذي حاولت فيه و هي واهمه لي ذراع الدوله بشتى الممارسات التي كشفت بوضوح بان الجماعه ليست اردنيه و انما اداه خارجيه. ، و نستذكر هنا حادثة قيام نظام الاخوان الحاكم في مصر انذاك بقطع الغاز للضغط على الأردن و زعزعته و فرض سيطرة اخوان الأردن على الدوله ، كما نستذكر خروجهم بالمظاهرات رافعين بشعارات كإسقاط النظام و رابعه العدويه و غيرها ، علاوة على مقاطعة الانتخابات النيابية عام ٢٠١٣ لمواصلة الضغط على الدوله تحت ستائر الفوضى في الإقليم التي كان يخلفها ما سمي بالربيع العربي ، و لا ننسى ملف نقابة المعلمين الذي أدى إلى تأزيم الداخل الأردني من خلال خداعهم لقطاع المعلمين انذاك في ظل الظروف الاقتصاديه الصعبه وجرهم إلى الاضراب . و باعتقادي فان الاستهداف الاسرائيلي الغاشم لغزه كان آخر كشف لعورات الجماعه و ارتهانها للخارج عبر مهاجمة مواقف الدوله الاردنيه و القياده الهاشميه و محاولة الانتقاص منها و تشويهها ، في ظل صمت عربي مطبق ، و في وقت لم تظهر فيه المسيرات إلا في الأردن .
الحديث يطول و يطول عن الجماعه و إنكارها المستمر لدور الاردن عبر العقود و في مختلف المواقف ، و نحن لسنا في موقف استهداف الجماعه و لكن ما سردناه يكشف لنا بكل موضوعيه أن هناك من اختطف دفة القيادة في آخر عقدين فدفع إلى حتمية الصدام مع الدوله و الذي ظهر من خلال المواقف الاخوانيه التي افتقدت إلى الحكمه و الرشد السياسي و تفويت الفرص التاريخيه التي لو استثمرت لكانت الجماعه حالة نجاح منقطعة النظير ، و كان بإمكانهم البناء السياسي على فوزهم ب ٣٣ مقعدا في مجلس النواب، و الذي جاء نتاج إرادة ملكية ساعيه إلى تطوير منظومة الدولة ، و أبرزها التحديث السياسي ومن مخرجاته قانون الانتخاب ، و لكن قابلته الجماعه بشبكة مسلحة -بالضرورة التنظيميه- يقف خلفها تنظيم سري و الكارثه إذا كانت قيادتهم وراء ذلك ، ضد الأردن الدولة و الشعب و الجغرافيا و القياده ،،،،
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
23-04-2025 11:11 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |