بقلم : النائب السابق محمد بخيت المعرعر
شمال شرق سوريا ,مناطق الفرات والجزيرة , أي محافظات دير الزور والرقة وابو كمال والحسكة وغيرها ,منطقة هامة وواعدة لخصوبة اراضيها , وتوفر مياهها من انهار الفرات والخابور والبليخ ولوجود سد تشرين الذي يزود البلاد بالماء والكهرباء كما انها منطقة لإنتاج البترول والغاز.

1- أ. هذه المنطقة ترتادها وتسكنها القبائل والعشائر العربية , منذ القدم ولا تفارقها, ويقال عنها ديار بكر وديار ربيعة , وجزيرة ابن عمر في الزاوية الشمالية الشرقية منها , والان تتواجد وتنتشر فيها ,وتقطنها قبائل عربية كبيرة معروفة في محافظة دير الزور والرقة والميادين والبو كمال ومنبج, تعد بيوتها بعشرات الالوف ,تعمل بالزراعة وتربية الماشية ,في قرى وارياف هذه المناطق واهم هذه القبائل : العقيدات والبقارة والبو شعبان ثم قبائل الاسبعة والاحسنة والفدعان وبنو سعيد وغيرهم كثير من العشائر المتفرقة .
ب . وفي منطقة الحسكة وعين العرب والقامشلي قبائل شمر , وطي والشرابيين وزبيد ,وقيس وغيرها تعمل في تربية الماشية والزراعة في قرى المنطقة , وتعد بعشرات الالوف من البيوت كما ذكر المؤرخ ( احمد وصفي زكريا ) في كتابه ( عشائر الشام ) عام 1945 .

2- وقد وفد الى هذه المنطقة في اواخر العصر التركي واول ايام الاستقلال مجموعات عديدة من الاكراد , ينتشرون بين القبائل العربية ويعملون بالزراعة وتربية الماشية واكثرهم اندمج واختلط مع العشائر العربية كجماعة ( الملَية) وغيرها .

3- بعد قيام الثورة السورية تسللت مجموعات غريبة الى هذه المنطقة , مثل حزب العمال الكردستاني الموصوف بالإرهاب , وجماعات متمردة ومنشقة من شمال ايران وجنوب تركيا وانخرطت هذه المجموعات مع ميليشيات ( ما يسمى بحماية الشعب الكردي ) وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ثم اوجدت هذه المجموعات ممثلية او سفارة لها في اقليم كردستان العراق للتواصل ,وقد استغلت هذه المجموعات عائدات النفط والغاز والموارد في هذه المنطقة ,حتى انه تم تجنيد النساء والاطفال للانتفاع بهذه المقدرات والعائدات وشكلت هذه المجموعات نظام موازي ,يحاكي نظام الاسد في ملاحقة , ومقاومة الثوار والاعتقال والتهجير للمواطنين, وطرد السكان خاصة العرب منهم ,ثم جاءت للمنطقة قوات التحالف من الولايات المتحدة ودول الغرب للتعاون مع هذه المليشيات ,مدعية انها تحارب وتقاوم تنظيم داعش, وقد تم تدمير احياء سكنية للمواطنين في مدينة دير الزور وقتل فيها اكثر من 350 منهم ولم تعتذر هذه القوات ولم يتم مساءلتها من المجتمع الدولي .ونحن لم نر نهاية لداعش في منطقة محصورة وغير حاضنة, ولكننا نشاهد السجون والمخيمات تزدحم باعداد كبيرة من المدنيين ,قد يكونوا من داعش او من المواطنين التي تم التجني عليهم ,وتهجيرهم من المنطقة , لاغراض عنصرية انفصالية متذرعين بمقاومة تنظيم داعش وعلى الدولة السورية التحقق من هذه الاوضاع في حال دخلت المنطقة .

4-وفي الوقت الذي دمر النظام والقوات الروسية معظم مدن وقرى سوريا من الجنوب للشمال , وقتلت واعتقلت وابادت عشرات الالوف من السوريين , كان هؤلاء الجماعات في شمال شرق سوريا بمنأى عن هذه الاحداث ,وتم حماية احياءهم في مدينة حلب, مستغلين عائدات البترول والغاز السوري والنظام يتجنب الفتك بهم او تدمير مناطقهم لتوافق الاهداف والرؤى .

5- أ. بعد اربع سنوات من احتلال الولايات المتحدة للعراق , جرى تعداد للسكان في المحافظات وكانت نسبة الزيادة فيها من 4 الى 5 % , عدى محافظة كركوك الغنية بالنفط كانت نسبة الزيادة فيها 600%, انحدر اليها الاكراد ليشكلوا الاكثرية في هذه المنطقة .
ب. وفي حكم النظام السابق كان هناك تسلل لعائلات وجماعات غريبة الى هذه المنطقة يحاولون الحصول على الجنسية والمواطنة السورية وقد انتبهت السلطات الى هذه الحالة وتصدت لها . فكيف اليوم وبعد اكثر من 10 سنوات والمنطقة مفلوتة والجماعات المتطرفة تتواجد فيها .
والامل الا يكون شمال شرق سوريا محطة للتحالف الدولي وقاعدة للاستخبارات الغربية والصهيونية ,ولتكون سوريا حرة أبية مستقلة تحارب الظلم والارهاب , وتنشد العدالة لمواطنيها , وتحارب المخدرات وتجارتها وتبسط سيادتها على كل سوريا , وتتعاون مع دول الجوار لصالح شعوبها وحمايتها من النوايا الاستعمارية والصهيونية التي تحيط بالمنطقة وتتوغل فيها .