بقلم : الدكتور علاء ضامن الفروخ

كل إنسان يعي ويدرك المخططات الصهيوينة يعلم أن الصدام بين الأردن والاحتلال حتمي وقادم عاجلا أم آجلا
وسيخوضه الأردنيون بكل شجاعة واقتدار ويكررون بطولة معركة الكرامة المجيدة ، لكن سيحدث ذلك بمنطق الدولة وقيادة الجيش العربي الأردني المصطفوي وليس بمنطق المليشيات والانفعالات..

من حق الدولة وواجبها كذلك -مثل اي دولة في العالم - أن تحتكر صنع السلاح وإدارة الصراع مع العدو ضمن قراءة واعية وحكيمة لموازين القوى الإقليمي والدولي وإدراك حالة الضعف والعجز العربي ...

الأردن دولة لها مؤسسات قوية وشعب يثق بجيشه وأجهزته الأمنية حتى لو شتم الحكومات صباح مساء

نعم قد نتعرض لمضايقات أمنية او سياسية وقد نعترض بقوة كشعب ونملأ الفضاء العام بعبارات قاسية تطال اصحاب القرار ، لكن الأردنيين إذا جد الجد لا يساومون على أمن بلادهم واستقراره والحفاظ على مؤسساته كمنجزات تراكمية بذل دونها الأجداد الجهد والدماء

اتفهم انفعالات بعض الشباب امام المجازر الدموية للعدو الغاشم بحق أهلنا في غزة وما قد يقدمون عليه، لكن الجماعات الواعية والشخصيات العامة يفترض أن تكون اكثر حكمة وواقعية، وقدوتنا في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يرفع السيف في وجه قريش وهي تعذب أصحابه وتقتلهم ، بل دعاهم إلى الصبر واحتساب الاجر في الآخرة فخاطب الـ ياسر:- " صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة "
ثم بعد ان هاجر إلى المدينة وبنى أسباب القوة عاد إلى مكة فاتحا لها مذلا للطغاة ورافعا راية الحق ..

اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد
يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك
والله غالب على أمره