26-04-2025 11:41 AM
بقلم : علي الدلايكة
وقبل الحديث اوضح انني اعني بالاسرة هنا البيت الاب والام والابناء بنين وبنات... من خلال تتبع بعض الاحداث والسلوكيات الايجابي والسلبي منها للابناء في المجتمع الذي نعيش وعلى امتداده نخلص ان هناك تأثير كبير للسلوكيات البيتية وما يتلقن وما يتعود عليه وما يسمع ويشاهد الابناء من الوالدين يظهر جليا على الابناء وسلوكهم خارج البيت.... وفي حالات كثيرة يغلب تأثير الام على الابناء اكثر من الاب وقد يعزى ذلك لقربها الاكثر منهم وهي الاكثر حنان احيانا وعطفا ودفاعا عنهم ومساعدتهم في اخفاء وتجاوز بعض الاخطاء عن علم الاب...
لذلك تنعكس اغلب السلوكيات البيتية وخصوصا ما تزرعه وتغذيه وترعاه الام على شخصية الابناء قوة او ضعف في مواجهة بعض المعاضل المجتمعية ومدى وكيفية تفاعلهم مع محيطهم المجتمعي ويمتد التأثير وينكعس ايضا على سلوكهم ورسم تطلعاتهم المستقبلية ويشكل لديهم قناعات راسخة ويمتد ايضا هذا التأثير على التوجه السياسي للابناء وينعكس على اهتماماتهم فتجد احيانا اهتمام الابناء بالناحية السياسية من خلال متابعة بعض الاحداث السياسية وردود الفعل على البعض منها وقد يظهر ذلك التأثير جليا من خلال بعض المواقف تجاه بعض الاحداث كمباريات كرة القدم مثلا والانحياز هنا او هناك تبعا لقناعه كامنه وقد يظهر كذلك من خلال بعض الاحداث التي يمر بها الوطن والمنطقة وكيفية التعاطي مع الحدث وردود الفعل تجاهها وما يبديه الابناء ويتخذه من مواقف حيال ذلك بتشجيع ودعم من الاهل واحيانا الام تحديدا وعلى ذلك يمكن القياس...
وقد قيل من الامثال طب الجرة على ثمها تطلع البنت لامها وقيل الام مدرسة اذا اعددتها اعددت جيلا سيد الاعراق وقيل تكاد المرأة ان تلد اخاها او اباها....وقيل ان الام التي تهز السرير في يسارها تهز العالم في يمينها...
وكما قال الشاعر معروف الرصافي:
هيَ الأخلاقُ تنبُتُ كالنَّباتِ
إذا ُسقِيَتْ بماءِ المَكْرُماتِ
تقومُ إذا تعهّدها المُرَبّي
على ساقِ الفضيلةِ مثْمِراتِ
وتسموْ للمكارمِ باتِّساقٍ
كما اتّسقتْ أنابيبُ القناةِ
وتُنعش مِن صميمِ المَجدِ رُوحاً
بأزهارٍ لها مُتَضوِّعاتِ
ولمْ أرَ للخلائقِ مِن مَحَلٍّ
يهذّبها كحِضن الأمهاتِ
فحِضنُ الأمِّ مدْرسةٌ تسامتْ
بتربيةِ البنينَ أوِ البناتِ
لذلك فان الاسرة يجب ان تكون المقصد وهي المنطلق لما يجب ان يكون من تربية وطنيه للابناء
فهل نستدرك استراتيجيا وطنيا ما تعنيه الاسرة في ظل الظروف التي نمر بها وكيف تكون حاضنة وطنية للابناء والبنات وكيف نسخهرها إلى جانب المدرسة والجامعة والنادي ومراكز الشباب والشابات ومنبر المسجد وهيئات المجتمع المدني وأصحاب الرأي والفكر السديد ليكون العمل تشاركي تكاملي في البناء الوطني الذي نريد ويكون من خلال استراتيجية كاملة متكاملة واضحة المعالم يكون القائمين عليها وعلى تنفيذها من الذوات المشهود لهم بالنقاء والاخلاص الفطري بعيدين عن الشهوات والغايات وتكون جميع الخطوات قابلة للتقييم والتعديل وحسب مجريات التنفيذ والاحداث لنحصن ابنائنا وبناتنا مما ما شاب وما عاب وما خاب
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-04-2025 11:41 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |