26-04-2025 01:43 PM
بقلم : الدكتور رافع شفيق البطاينة
يبدوا أن أيام اللولو بالنسبة للإسلاميين بشكل عام كحزب سياسي وكجماعة إسلامية قد ولت وأصبحت جزء من الماضي ومن التاريخ، ولن تعد ، ودفنت إلى الأبد ، ولم يعد هناك دلال لهم في المستقبل سواء من الدولة أو من الشعب، لأنهم منذ أن صعدوا إلى الشجرة لم ينزلوا وحتى لم يفكروا بالنزول رغم كل المفاوضات والطلبات من الحكومات المتعاقبة ، وحتى الطلبات من الشارع وهم قواعدهم الشعبية، فأخذتهم العزة بالإثم ، فهذا الدلال الحكومي الحسن لهم لم يقابلوه بالجميل الحسن، والتجاوب باللجوء إلى التهدئة قدر الإمكان ومراعاة ظروف المنطقة والتصعيد العسكري التي تحوم حول الأردن ، وهذا ربما ينم عن الضحالة والضعف في الخبرة السياسية التي يمتلكونها ، فالعناد كفر كما يقولون، كل المطالبات لهم بالتهدئة والانسجام مع سياسية الدولة ومراعاة ظروفها لم تلقى آذانا صاغية، فالسياسة هي فن الممكن، فكانت النتيجة حتمية أن يصل الوضع بهم إلى ما وصل من حظر الجماعة بشكل نهائي لا رجعة فيه وعنه، وأصبحوا وحدهم في الشارع في زاوية ضيقة في مواجهة الدولة برمتها حكومة وشعبا، فالإعتدال والوسطية هي من سمات السياسة الأردنية ، كان الأجدر بهم أن ينتهجوا هذا النهج الوسطي المعتدل ليسيروا جنباً إلى جنب مع الدولة ومؤسساتها ، كل رهاناتهم بالمتاجرة والاستعانة بماضيهم بأنهم وقفوا مع الدولة والنظام بأحلك الظروف قد باءت بالفشل ، فهم لم يحموا النظام والدولة وإنما الدولة والنظام من حماهم ودللهم على أمل الإنخراط والإنسجام مع مسار الدولة السياسي ، لكنهم راوغوا بما فيه الكفاية ولعبوا على الحبال متنقلين بين الجماعة الإسلامية والحزب السياسي ، وكل محاولات إقناعهم بضرورة إدانة وشجب واستنكار العملية التخريبية الأخيرة باءت بالفشل ، فثبت عليهم نواياهم غير البريئة والسليمة حتى نالوا جزاءهم، ختاماً الآن أمامهم فرصة ذهبية إذا ما ثبت تورط الحزب بالخلية الإرهابية وتحويلهم للمحكمة، بضرورة التهدئة والعقلانية بالتعامل مع سياسة الحكومات ، وأن يتفرغوا للعمل النيابي وفق الأصول الدستورية كرقابة وتشريع ضمن المسارات والأصول الدستورية والقانونية حتى يحافظوا على ما تبقى لهم من رصيد في الشارع الأردني ، وأن ينزعوا ثوب العناد والتغني بالماضي ، والبكاء على الأطلال ، فالماضي قد ولى ، ونحن الآن في زمن الحاضر المختلف عن ظروف الماضي، على أمل الوصول إلى المستقبل الزاهر الذي ينهض بالوطن، فهل من متعظ ، نتأمل ذلك ، وللحديث بقية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-04-2025 01:43 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |