بقلم : سهم محمد العبادي
الفارسة فلحة بريزات لم تخسر معركة، بل صنعت درساً في الوطنية والمهنية معاً.

فحين وقفت بعد إعلان نتائج انتخابات نقابة الصحفيين، وقد خاضت بشرف معركة الترشح لمنصب النقيب، ألقت كلمة كانت أثقل من كل النتائج، كلمة نابعة من ضميرٍ حيٍّ وانتماء صادق، ألهبت القلوب وصفق لها الجميع احترامًا وتقديرًا.

لم تكن كلماتها تبريراً لخسارة، بل إعلاناً عن انتصار الأخلاق والموقف والمهنية الأردنية الأصيلة. كانت فلحة بريزات صوتًا للأردنيات الأحرار، وزميلة نفتخر بها، وخسارتها في أرقام الصناديق لم تكن إلا كسبًا لمكانة أكبر في قلوب كل من حضر وشهد.

اليوم، علمتنا فلحة بريزات أن الفروسية لا تقاس بالوصول إلى المنصب، بل بالثبات على القيم والمبادئ.
خرجت من ميدان التنافس مرفوعة الرأس، محاطة بودّ الجميع، ومحفوفة بتقدير لا تمنحه إلا المواقف الصادقة.

فهي لم تخسر، بل رسخت اسمها في ضمير الصحافة الأردنية، كقدوة للجيل القادم، وكصوت شريف بين زحام الأصوات. نبارك لأنفسنا بزمالتها، ونبارك لها هذا الشرف الكبير الذي لا تصنعه المناصب، بل تصنعه القامات، وسيبقى المستقبل مفتوحًا أمامها، ومشرعًا لأن تواصل أداء رسالتها النبيلة كما عهدناها دومًا.

الصحفي الدكتور سهم محمد العبادي