27-04-2025 10:01 AM
سرايا - كشف باحثون من جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية، عن وجود 3 أنواع فرعية متميزة من خلايا الجلد التي يصفوها بـ"الزومبية"، وهي الخلايا التي وصلت إلى مرحلة الشيخوخة لكنها لا تموت، ما يجعلها تشبه "الزومبي" أو الموتى الأحياء.
وكانت هذه الخلايا، المعروفة علمياً باسم الخلايا "الهرمة"، لغزاً طبياً لسنوات بسبب دورها المزدوج في الجسم، فهي تساهم في الالتهابات والأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر، ولكنها في الوقت نفسه تساعد جهاز المناعة في التئام الجروح.
وأفادت الدراسة، المنشورة في دورية "ساينس أدفانسس" بأن هذه الخلايا ليست متشابهة، بل تنقسم إلى أنواع مختلفة لكل منها خصائصه ووظائفه الفريدة.
ويمهد هذا الاكتشاف الطريق لعلاجات أكثر دقة تستهدف القضاء على الخلايا الضارة، مع الحفاظ على الخلايا المفيدة.
تعد لمفومة الخلايا الجلدية التائية نوعاً نادراً الحدوث من السرطان يبدأ في خلايا الدم البيضاء المسماة الخلايا التائية (الخلايا الجلدية التائية).
فريق البحث استخدم تقنيات متطورة في التعلم الآلي والتصوير الخلوي، لتحليل عينات من خلايا الجلد المأخوذة من 50 متبرعاً سليماً تتراوح أعمارهم بين 20 و90 عاماً، والذين شاركوا في الدراسة التي أقيمت بمدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، وهي أطول دراسة مستمرة عن الشيخوخة في الولايات المتحدة.
وركز الباحثون على الخلايا الليفية المسؤولة عن بناء النسيج الضام الذي يعطي الجلد مرونته وقوته، وعند تعرض هذه الخلايا لتلف في الحمض النووي، كما يحدث مع التقدم في العمر، تدخل في مرحلة "الزومبي".
تفاعل بشكل مختلف
ومن خلال استخدام أصباغ متخصصة، تمكن العلماء من تصوير أشكال الخلايا وتمييز العلامات الحيوية الدالة على الشيخوخة، بعد ذلك استخدموا خوارزميات حاسوبية لتحليل الصور وقياس 87 خاصية فيزيائية لكل خلية، ما سمح بتصنيف الخلايا الليفية إلى مجموعات مختلفة.
واكتشف الفريق أن الخلايا الهرمة تأتي في 11 شكلاً وحجماً، 3 منها خاصة بالخلايا الجلدية الهرمة، والأهم من ذلك، أن أحد هذه الأنواع الفرعية، والذي أطلق عليه الباحثون اسم C10، كان أكثر انتشاراً بين المتبرعين الأكبر سناً.
وعند اختبار تأثير الأدوية الحالية المصممة لاستهداف الخلايا الهرمة، وجد الباحثون أن كل نوع فرعي يتفاعل بشكل مختلف.
فعلى سبيل المثال، كان دواء "داساتينيب" مع "كيرسيتين" الذي يجري اختباره حالياً في التجارب السريرية لمكافحة السرطان، فعالاً في قتل النوع الفرعي C7، لكنه لم يكن بنفس الفعالية ضد النوع C10 المرتبط بالشيخوخة.
أظهرت دراسة حديثة أن كبار السن المصابين بالسرطان يستجيبون جيداً لأدويته الجديدة القوية، رغم التغيرات المرتبطة بالعمر التي تجعل جهازهم المناعي أقل فعالية.
وتشير هذه النتائج إلى أن الأدوية يمكن أن تكون مصممة لاستهداف نوع فرعي محدد دون التأثير على الأنواع الأخرى، ما يفتح الباب أمام علاجات أكثر تخصيصاً.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، جود فيليب، الأستاذ المساعد في الهندسة الطبية الحيوية بالجامعة: "بفضل هذه النتائج، أصبح لدينا الأدوات اللازمة لتطوير أدوية أو علاجات تستهدف النوع الفرعي المسبب للالتهابات والأمراض بمجرد تحديده".
"العلاجات الهرمة"
ويمكن لهذا الاكتشاف أن يُحدث تحولاً كبيراً في علاجات السرطان. فبعض العلاجات الحديثة تعمل على تحفيز شيخوخة الخلايا السرطانية، ما يوقف تكاثرها غير المنضبط.
لكن المشكلة تكمن في أن هذه الخلايا الهرمة تتراكم وتسبب التهابات ربما تكون خطيرة، خاصةً عندما يكون جهاز المناعة ضعيفاً بسبب العلاج الكيميائي.
وهنا يأتي دور ما يُعرف بـ"العلاجات الهرمة"، والتي يمكن إعطاؤها بعد العلاج الكيميائي للتخلص من الخلايا الهرمة الضارة مع الحفاظ على الخلايا المفيدة، ما يقلل من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي ويحسن نتائج التعافي.
ويعتزم الفريق البحثي توسيع نطاق الدراسة لفحص عينات الأنسجة البشرية، وليس فقط الخلايا المعزولة في المختبر، لفهم كيفية ارتباط هذه الأنواع الفرعية بأمراض الجلد والأمراض المرتبطة بالعمر.
ويأمل الباحثون في أن تؤدي هذه التكنولوجيا إلى تطوير أدوات تشخيصية تساعد الأطباء في تحديد العلاج الأمثل لكل مريض بناءً على نوع الخلايا الهرمة الموجودة في جسمه.
وأضاف فيليب أن الفريق يأمل في استخدام هذه التقنية في المستقبل للتنبؤ بأفضل الأدوية لاستهداف الخلايا الهرمة المرتبطة بأمراض محددة. وتابع: "الحلم النهائي هو أن نتمكن من استخدام هذه المعلومات في العيادات الطبية لتحسين التشخيص الفردي وتعزيز النتائج الصحية".
ويمثل الاكتشاف خطوة كبيرة نحو فهم أفضل للشيخوخة وعلاج الأمراض المرتبطة بها، ما يبشر بعصر جديد من الطب الدقيق الذي يستهدف الخلايا الضارة بدقة، ويترك الخلايا المفيدة لتؤدي دورها في الحفاظ على صحة الجسم.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-04-2025 10:01 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |