27-04-2025 10:27 AM
سرايا - مع نهاية الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء، شهد العالم اندلاع الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية حيث انقسمت أوروبا لمعسكر شرقي، مدعوم من السوفييت، ومعسكر غربي اصطف خلف الولايات المتحدة الأميركية.
وإضافة للحروب بالوكالة، شهدت الحرب الباردة سباقا عسكريا وتكنولوجيا بين الأميركيين والسوفييت حيث سعى كلا الطرفين لاكتساب أسلحة متقدمة ومتطورة لبث الرعب والقلق لدى الطرف الآخر. ولهذا السبب، اتجه الأميركيون والسوفييت للتجسس على بعضهم البعض أملا في كشف الخطط والأسرار والتكنولوجيا العسكرية للطرف الآخر.
ظهور ميغ 15 بشبه الجزيرة الكورية
ومنذ ظهور تقارير عن بداية إنتاجها ودخولها الخدمة، أثارت طائرات ميغ 15 (MiG-15) السوفييتية قلق الولايات المتحدة الأميركية.
ومع ظهور هذه المقاتلة السوفييتية بسماء شبه الجزيرة الكورية خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1950 في خضم الحرب الكورية، تحدث كثيرون عن أفضلية لكوريا الشمالية المدعومة من قبل موسكو. فبالعمليات القتالية، تفوقت ميغ 15 على نظيرتها الأميركية إف 86 سابر (F-86 Sabre) بجوانب عديدة حيث تميزت المقاتلة السوفييتية بسرعتها الفائقة وقدرتها على المناورة وامتلاكها لمدفع عيار 37 ملم قادر على إسقاط قاذفات القنابل الأميركية.
وعلى الرغم من علمهم المسبق بالمدفع عيار 37 ملم، لم يكن الأميركيون على دراية كافية بالجوانب التقنية للمقاتلة ميغ 15. من جهة ثانية، تسبب ظهور طائرات ميغ 15 بالأجواء الكورية في ظهور تقديرات بإمكانية تدخل الاتحاد السوفييتي بشكل مباشر بالنزاع.
وقبل ظهورها بالأجواء الكورية عام 1950، تواجدت أسراب عديدة من طائرات ميغ 15 بمناطق الدفاع الجوي السوفييتي بالقرب من موسكو لصد أي هجوم جوي محتمل من قبل طائرات حلف شمال الأطلسي.
عملية موله و100 ألف دولار ولجوء سياسي
وحسب العديد من المصادر، ظهرت بمكتب الحرب النفسية بالجيش الأميركي فكرة لنهب إحدى طائرات ميغ 15. فحسب معلومات استخباراتية حصل عليها الأميركيون، كانت هنالك حالة من الغضب والاستياء صلب سلاح الجو السوفييتي بسبب السياسات الستالينية.
وأملا في حصول انشقاقات مستقبلية بسلاح الجو السوفييتي، اقترح عدد من العاملين بمكتب الحرب النفسية بالجيش الأميركي خطة تضمنت عرضا بقيمة 100 ألف دولار، أي ما يزيد عن مليون دولار بالفترة الحالية، واللجوء السياسي لأي طيار سوفييتي ينشق ويسلم طائرة ميغ 15 للأميركيين وحلفائهم بحلف شمال الأطلسي.
بحلول 20 مارس (آذار) 1953، تم تسليم ملف الخطة لهيئة الأركان المشتركة الأميركية التي وافقت على نقلها نحو كوريا شبه الجزيرة الكورية وإطلاع المسؤولين اليابانيين عليها. وبهذه الخطة المعروضة بشبه الجزيرة الكورية، والمعروفة بعملية موله (Moolah)، وعد الأميركيون بتقديم 50 ألف دولار واللجوء السياسي لأي طيار كوري شمالي ينشق ويسلم طائرة ميغ 15.
ولتحفيزهم على الانشقاق، قدم الأميركيون وعدا آخر بتقديم 50 ألف دولار إضافية لأول طيار كوري شمالي ينشق رفقة طائرة ميغ 15.
وعلى الرغم من هذا العرض، لم ينشق أي طيار كوري شمالي خلال فترة الحرب الكورية. وعقب نهاية النزاع بشبه الجزيرة الكورية، انشق الطيار الكوري الشمالي نو كوم سوك (No Kum-Sok) يوم 21 سبتمبر (أيلول) 1953 وسلم طائرته للأميركيين دون أن يكون على علم بعملية موله والمكافأة المالية.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-04-2025 10:27 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |