حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,27 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4160

أيمن الوريدات يكتب: حارة الظهاروة

أيمن الوريدات يكتب: حارة الظهاروة

أيمن الوريدات يكتب: حارة الظهاروة

27-04-2025 12:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أيمن عبد الحميد الوريدات
احتلت "إسرائيل" الضفّة الغربية عام 1967 وتسبّب هذا الاحتلال بنزوح أكثر من ربع مليون من فلسطيني الضفة الغربيّة الّتي كانت تابعة للأدرن آنذاك، وقد أقام هؤلاء النازحون في مُدنٍ أردنيّة مُختلفة لاعتبارات كثيرة.


أمّا النازحون من سكّان قرية الظاهريّة في محافظة الخليل فقد أقام أغلبهم في مدينة الزرقاء؛ وكان السبب في هذه الإقامة أنّ كثيرًا من رجال الظاهريّة كانوا ملتحقين بالجيش العربيّ وكان أغلبهم في معسكّرات الزرقاء، فنزحت عائلاتهم إلى الزرقاء حصرًا، ومَن نزح من العائلات ولم يكن منهم أحد في الجيش فقد نزح إلى الزرقاء ليكون قريبًا من أهل قريته.
في العام 1967 و1968 وصلت عائلات الكثير من الجنود من أهل الظاهرية إلى الزرقاء وسكن أغلبهم في حي الغويرية قريبا من المعسكرات، واستأجروا قريبا من بعضهم، حتّى إنّ بعض العائلات استأجرت بيوتا مُشتركة نظرًا لصعوبة الظروف المادية حينها.
في عام 1970 وعندما فقدَ أهل الضفة الغربيّة الأمل في عودة قريبة، ونفضوا أيديهم من وعود الأمم المتّحدة بعودتهم، حينها اشترى بعض أهل الظاهرية قطعَ أراضٍ في منطقة عوجان على طريق ياجوز الرئيس الواصل بين الزرقاء وصويلح والسلط وما بعدهما، ولم تكن حصة الفرد من الأرض سوى 100 متر وقليل مَن زاد، وشرعوا ببناء بيوتٍ صغيرة تتكوّن من غرفة ومنافعها في أحسن الظروف، وأمام كلّ غرفة حَوش صغير، لم يبنوا أكثر لأنّ قطعة الأرض صغيرة، ولأنّ وعود الأمم المُتحدّة تخدعهم، وكانت البيوت مُتلاصقة ببعضها بعضًا، وبينَ كلّ مربّع من البيوت المُتراصة زقاق صغيرة بالكاد يمرّ بها شخصان، واتخذ أهل الظاهرية في الحي قطعة أرض كبيرة وسوّروها بصفتها مقبرة لأهل الحي ليكون موتاهم قريبين منهم، ولاجتماع أهل الحي مساء وتعللهم مع بعض نشأت في الجي مضافة آل رباع، ومضافة الوريدات، ثم في عام 1990 ديوان الظاهريّة، وبسرعة كبيرة بدأ حيّ الظاهرية أو حارة الظاهرية كما يطيب لنا أن نسمّيه، بدأ بالتوسع والامتداد، والتحق به معظم أهل الظاهرية الذين نزحوا من الظاهرية الأمّ في جبل الخليل، والتحق أولادهم وبناتهم في مدارس عوجان وأبرزها ابن هشام، وعثمان بن عفّان، ومدرسة حفصة، ثم مدرسة عوجان الثانويّة ( الصفرا) ، وكان مَن يُنهي من الذكور- المرحلة الإعدادية – الصف التاسع- يلتحق بمدرسة معاوية الثانوية، أو الزرقاء الثانوية، وكانت الإناث تلتحق بمدرسة الزرقاء الثانويّة للبنات ( الحديقة)، ثمّ في بداية الثمانينيات قامت على أطراف الحيّ مدارس ثانويّة كثيرة وكبيرة، ونشأت على أطراف الحي كذلك البقالات، وعلى شارعه الرئيس قامت مشاغل الحدادة والنجارة ومعمل للطوب وآخر للبلاط، وبدأت الحياة في أواخر السبيعينيات وبداية الثمانينيات تدبّ في الحيّ؛ خاصة بعد وصول الكهرباء وشبكة المياه للحي عام 1975، فتوسّعت البيوت، وبنى أهل الظاهرية فوق غرفهم طوابق أخرى وصار أهل عوجان والرصيفة والزرقاء يُطلقون عليه ( حارة الظهاروة)، ومع مرور الأيام سكن كثير من غير أهل الظاهرية في الحي، وصارت الحارة تضمّ سكانا من مختلف أنحاء الأردن، ولكنّ الاسم هو ذات الاسم حارة الظهاروة.
عاش أهل الظاهرية قريبين من بعضهم؛ فأواصر القُربى متينة، فعشائر الظاهرية شأنها شأن عشائر الوطن بينها نسب وترابط كبير، يُشاركون بعضهم كلّ المناسبات، ويُشاركون كذلك في مُناسبات الأحياء المُجاورة ولا يتأخرون عن نجدة بعضهم بعضا ونجدة أهل الأحياء المُجاورة، فهم فزعة للجار كما أنّ الجار فزعة لهم في مناسباتهم، ويحقّ لكَ أن تسأل وتتساءل عن هذا، فستجد الجواب بأنّ أهل الظاهرية إخوة للكل؛ ولا أدلّ على ذلك أن عددًا من الجيران دُفن في مقبرة أهل الظاهرية، وعدد آخر أقام مناسباته في ديوان أهل الظاهرية كذلك، وهذه نخوة مشهودة.
علاقات أهل حارة الظهاروة بجيرانهم آتتْ أكلها فحين كان أحد سكّان الحارة يترشّح للانتخابات يجدّ مَن حوله من أهل عوجان والرصيفة يفزعون له فزعة أخ، وهذه المشاركات أثمرت عن فوز نائبين من أهل الحي وبدورات متتالية، فسعادة رائد رباع الظهراوي، وسعادة محمد جميل الظهراوي هما من أبناء الحي، وفي زقاقه درجا، ومن بيوته المتواضعة خرجا، وما زالا يُقيمان، وفي دورات مجلس بلدي الرصيفة المتتالية كن لحارة الظهاروة نصيب من الأعضاء فالأستاذ توفيق ربّاع، والمهندس طارق الوريدات، نجحا في عضوية المجلس.
ومن حارة الظهاروة التحق المئات بالمؤسسة العسكرية والأمنية، وعمل مئات الموظّفين في مؤسسات الدولة المختلفة وشركاتها ومصانعها، فمنهم المعلمون الكُتاب وأستاذة الجامعات، والصحفيون والأطباء والمهندسون، وعدد من تُجّار مدينتي الزرقاء والرصيفة.
في الزرقاء والرصيفة كما في الأردن كلّ الأردن تتجسّد فسيفساء الوطن، وحارة الظهاروة قطعة جميلة من هذه الفسيفساء.











طباعة
  • المشاهدات: 4160
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-04-2025 12:27 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم