حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,28 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5470

الدكتور فارس العمارات يكتب: شبكات التساقط الاجتماعي واشكالية الانتقاء والتعبير

الدكتور فارس العمارات يكتب: شبكات التساقط الاجتماعي واشكالية الانتقاء والتعبير

الدكتور فارس العمارات يكتب: شبكات التساقط الاجتماعي واشكالية الانتقاء والتعبير

27-04-2025 03:50 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور فارس العمارات
خلال العقد الماضي، شهدت بعض شبكات التواصل الاجتماعي تحولًا ملحوظًا من التركيز على التواصل الاجتماعي الذي يهدف إلى ربط ملايين الأفراد من خلال الصداقات والمعارف والزمالة المهنية، إلى التواصل الإعلامي الذي يتضمن تبادل محتوى تم إعداده من قبل محترفين أو هواة. وقد أثار هذا التحول تساؤلات حول مدى استعداد هذه الشبكات لتحمل تبعات النشر الإعلامي التي وضعتها وسائل الإعلام التقليدية على مر السنين، مما جعلها ركيزة معرفية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها في المجتمعات الحديثة، ومن أبرز هذه التبعات حرية التعبير، التي تُتيح تداول المعرفة، لكنها قد تتضمن تضاربًا في المصالح ومخاطر أخرى قد تؤدي إلى انتهاك حقوق الآخرين.


وتتيح شبكات التواصل الاجتماعي اليوم فرصًا واسعة للأفراد من مختلف الخلفيات والمستويات للتواصل والتعبير عن آرائهم ومواقفهم تجاه قضاياهم المتنوعة. لقد أصبحت هذه الشبكات بمثابة متنفس للتغلب على القيود السياسية والقانونية التي تعيق حرية التعبير. ونتيجة لذلك، ازدادت فيها المواقف والآراء الجريئة، حيث أصبحت بعض هذه المنصات منابر للدفاع عن الحقوق والحريات، ولتسليط الضوء على المشكلات الاجتماعية المختلفة. وهذا الأمر أدى إلى ظهور نمط تعبير جديد لا يمكن تجاهله، وأصبحت شبكات التواصل شبكات تساقط اجتماعيه لا تُسمن ولا تغني من جوع بل تؤجج التفكير وتجعل السلوك أكثر حدة وعدوانية.


وعلى الرغم من التطورات التكنولوجية التي عززت وجود هذه الشبكات في المشهد الإعلامي، وإن كان يُشار إليها بالإعلام بشكل عام، إلا أنها تثير العديد من الإشكاليات، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا التي تتناولها والأساليب التي تتبعها. في كثير من الأحيان، تصل هذه الأساليب إلى حد انتهاك حقوق الآخرين سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات أو دول، من خلال نشر الشائعات والأخبار الكاذبة والمضللة، بالإضافة إلى القذف والسب والعنصرية، وانتهاك الخصوصية، والتعدي على كرامة وحقوق وحريات الآخرين. ويعتقد العديد من مستخدمي هذه الشبكات، الذين يفتقرون إلى المهارات الصحفية الاحترافية والثقافة القانونية، أن هذه الفضاءات الافتراضية، التي تُتيح لهم إنشاء حسابات بأسماء حقيقية أو مستعارة، والنشر بلغات متعددة واستخدام تقنيات متقدمة مثل الفوتوشوب والذكاء الاصطناعي، ليست خاضعة لأي ضوابط تجعلها اكثر دقة في التعبير .


واليوم يزداد الطين بلة في مسألة النشر على مواقع التساقط الاجتماعي من خلال ما يتم من مهاترات وسجالات في بعض المؤسسات سواء كانت خاصة او عامة ، مما يجعل السلوك يزداد حدة جراء تلك المهاترات والسب والشتم ، والنيل من بعض الجهات بدون ذكرها ، وهذا يجعل الاخرين ينهجون نهجهم في توجيه الاتهام بدون ذكر الأسماء ، مما يجعل الاخرين يشككون في بعض الأشخاص جراء ما تدور حولهم الدوائر، وهذا يُشكل نوعا من الخطابات التي لا يمكن يكون فيها دسما بل سُما ، ويحول التفكير الى كراهية وحق تجاه الاخرين ويصبح السلوك الغالب لفئات المجتمع النظر بعين ازدراء للكثيرين ، مما يحول المشهد الوطني الذي يلتف حوله الاحراء الى مشهد شد وجزر واتهام وكراهية ويصبح صعب رأب الصدع الذي قد يُشكله الخطاب .











طباعة
  • المشاهدات: 5470
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
27-04-2025 03:50 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم