27-04-2025 04:32 PM
سرايا - اعتبر اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك أن الدمار الحاصل في قطاع غزة هدفه إعطاء انطباع بـ”انتصار لم يتحقق” للجيش الإسرائيلي.
جاء ذلك في مقال نشره بريك الأحد بصحيفة “معاريف” العبرية تحت عنوان “هذا هو السبب وراء عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على هزيمة حماس”.
وبريك هو أحد أبرز ضباط سلاح المدرعات سابقا، وشغل منصب قائد الكليات العسكرية.
وقال: “حماس بالآلاف موجودة في مدينة الأنفاق تحت الأرض. تقاتل ضد الجيش الإسرائيلي كحرب عصابات وليس بشكل مباشر، تخرج في الغالب من الأنفاق في الليل في مجموعات صغيرة، وتزرع العبوات الناسفة والفخاخ على الطرق وفي المنازل، ثم تعود إلى الأنفاق مرة أخرى”.
وتابع: “كل الدمار الذي نراه بقطاع غزة هدفه إعطاء انطباع بالانتصار، ويزداد هذا الشعور عندما يُرافقه تضليل للرأي العام من قبل القيادات السياسية والعسكرية بشأن انتصارات لم تتحقق”.
وأشار بريك إلى أنه “خلال عام ونصف، تم تفجير أقل من 10 في المئة من الأنفاق في قطاع غزة”.
وتابع: “لهذا السبب فإن الجيش الإسرائيلي غير قادر على هزيمة حماس. كما أن حماس تضررت بنسبة أقل بعشرات في المئة مما أعلنه الجيش، واليوم عادت حماس إلى حجمها الطبيعي”.
ورأى بريك في مقالته أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير “نصب لنفسه فخا” عندما أعلن أن بإمكانه هزيمة حماس دون أن يكون فعليا قادرا على ذلك.
وأشار بريك إلى نقاش جرى في المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) في 22 أبريل/ نيسان الجاري، عندما انتقد وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش رئيس الأركان بسبب تخبط الجيش في غزة، وطالب بخطوة قوية يحتل فيها الجيش القطاع ويقيم فيه حكما عسكريا، مما يؤدي إلى انهيار حماس، قائلاً إنه “إذا لم يتمكن (رئيس الأركان) من القيام بذلك، فعليه أن يترك منصبه”.
وأضاف: “وقتها أدرك رئيس الأركان زامير أنه نصب لنفسه فخا عندما أعلن عند توليه منصبه أنه، على عكس سلفه (هرتسي هاليفي)، سوف يهزم حماس، ويقيم حكما عسكريا، ويؤدي إلى تغيير نظام حماس”.
وتابع: “الآن يواجه زامير موقفا يتوجب عليه فيه الإيفاء بتعهداته، دون أن تكون لديه القدرة على تحقيق ذلك”.
واعتبر بريك أنه كان على زامير أن يعرض حقيقة أن “الجيش الإسرائيلي يجب أن يخضع لإعادة بناء فورية وأنه في حالته الحالية غير قادر على النجاح في هزيمة حماس وإقامة حكم عسكري في قطاع غزة، كما لم يتمكن من القيام بذلك خلال العام ونصف العام الماضيين”.
واستدرك: “بدلا من ذلك، فضّل رئيس الأركان الإدلاء بتصريح كان يعلم مسبقاً أنه غير قادر على تنفيذه، حتى يُنظر إليه على أنه رئيس أركان هجومي، وبالتالي يتم اختياره لهذا المنصب ويكون لديه لغة مشتركة مع المستوى السياسي”.
وأشار إلى أن كلام سموتريتش لرئيس الأركان، والصمت التام من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “يشهدان على أن هذه الجوقة بدأت بإعداد ملف الفشل الذي سيُلقى بالكامل على عاتق رئيس الأركان إيال زامير”.
واعتبر اللواء الإسرائيلي أن تقليص ستة فرق من الجيش الإسرائيلي خلال العشرين سنة الماضية “جعل حجم القوات البرية اليوم حوالي ثلث حجمها قبل عشرين سنة، مما لا يسمح لها بالبقاء في الأماكن التي احتلتها، إذ لا توجد وحدات احتياط كافية يمكنها أن تحل محل القوات المقاتلة”.
وقال: “بما أنه من غير الممكن إشراك المقاتلين في قتال لا ينتهي ودون خيار، فقد تحول الجيش الإسرائيلي إلى أسلوب المداهمات الذي يسمح للمقاتلين بالتوقف عن القتال والراحة، لكنه لا يسمح لهم بالفوز في الحرب، حيث عادت حماس مرارا وتكرارا إلى نفس الأماكن التي احتلها الجيش الإسرائيلي ثم انسحب منها”.
وخلص بريك إلى أن “الجيش الإسرائيلي غير قادر في حالته المزرية على تدمير حماس وإطلاق سراح المختطفين تحت الضغط العسكري”.
من جانبه، قال كبير مسؤولي مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة جوناثان ويتال، إن العالم يشهد فظائع يومية في غزة. في إشارة إلى حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" في القطاع.
وحذر ويتال، في لقاء جمعه مع صحفيين في غزة، السبت، قائلا: “الأيام المقبلة في غزة ستكون حرجة. لا ينجو الناس في غزة، من لا يُقتلون بالقنابل والرصاص يموتون ببطء”، في إشارة إلى حالة الجوع الشديد ونقص الإمدادات.
ويعتمد قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية التي توقفت تماما منذ 2 مارس/ آذار الماضي، حين أغلقت "إسرائيل" معابر كرم أبو سالم وزيكيم وبيت حانون.
وأوضح ويتال أن منظمات الإغاثة الإنسانية في غزة غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للمدنيين بسبب تدمير خطوط الإمداد، مضيفا أن المستشفيات غير كافية والإمدادات الطبية آخذة في النفاد.
وأشار إلى أن الأسر النازحة ليس لديها مكان يأويها، وأن النفايات الصلبة تتراكم في الشوارع، ولا توجد مواد لتنظيفها.
وأكد أن جهود الإنقاذ “مستحيلة” بدون وقود وأن المدارس مدمرة أو غير صالحة للاستخدام، مضيفا: “لا يوجد مكان آمن في غزة اليوم”.
وشدد المسؤول الأممي على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني وعمال الإسعافات والصحفيين على غرار المدنيين.
وأضاف أن “العاملين في المجال الإنساني وعمال الإسعافات والصحفيين يُقتلون في حرب يبدو أنها تُخاض بلا حدود”.
وتابع: “في الواقع، هذه لا تبدو وكأنها حرب. يقول لي الناس في غزة إنهم يشعرون وكأنه تفكيك متعمد للحياة الفلسطينية على مرأى من الجميع، ويتم توثيقه كل يوم من قبل الصحفيين الفلسطينيين”.
ولفت ويتال إلى استخدام (إسرائيل) المساعدات الإنسانية سلاحا، وقال: “إن حرمان المساعدات الإنسانية لا يمكن تبريره، ولا ينبغي استخدامه سلاحا على الإطلاق”.
وأضاف: “رأينا مرضى يتم إبعادهم من المستشفيات بعد قصفها. نرى كل يوم أفراد الأسر والأصدقاء يُقتلون أو يُهجرون. معكم (أنتم الصحفيين) نشهد الفظائع اليومية”.
والأحد، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، نفاد إمداداتها من الطحين في قطاع غزة.
والجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزونه الغذائي “بالكامل” في غزة بسبب عدم دخول أي مساعدات منذ 7 أسابيع بسبب الإغلاق الإسرائيلي للمعابر في واقعة تمثل “أطول إغلاق يشهده قطاع غزة على الإطلاق، ما يفاقم الأوضاع في الأسواق والأنظمة الغذائية الهشة أصلا”.
وفي 18 مارس الماضي، تنصلت "إسرائيل" من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
رأي اليوم
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-04-2025 04:32 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |