حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,28 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4159

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: حنان

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: حنان

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: حنان

28-04-2025 01:06 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالهادي راجي المجالي
... لدي مشكلة وتحتاج حلاً، كل يوم تقريباً يأتيني هاتف، وهكذا تبدأ المكالمة على الشكل التالي: (سيد عبدالهادي معك حنان من شركة.. وحابين انئدملك عرض على فلاتر الميه اللي عنا)..

وأحيانا يداهمني هاتف آخر ذات الاسم وذات الطريقة ولكنها حنان أخرى: (مرحبا سيد عبدالهادي انت والد الطالب ياسر؟).. لحظتها ينقبض قلبي وأشعر بأن ياسر تم إلقاء القبض عليه بتهمة تهريب يورانيوم، لكنها تستدرك: (سيد عبدالهادي عاملين خصم لطلاب التوجيهي على مواد الرياضيات والإنجليزي احنا أكاديمية.. وإذا بهمك انسجلك ابنك ياسر معنا).

قبل أيام تحدثت معي من رقم غريب، يشبه أرقام الذين يطلبون منك (قرضة) على عجل، وقالت: (مرحبا سيد عبدالهادي.. معك حنان من شركة.. عنا عروض للتأمين على الأسنان بهمك سيد عبدالهادي أشرحلك عنهم شوي).. وأنا في حياتي كلها، لم أغلق الهاتف في وجه أنثى.. وانصت للعروض، وللطريقة وعملية الدفع.. المهم أن لا تغضب حنان، وأعدها في النهاية بدراسة الموضوع.

ذات يوم تحدثت أيضا حنان، هذه المرة لم تكن من شركة، قالت إني قمت بزيارتهم قبل شهرين على (الجم) الخاص بهم، وأن العرض تغير، ولأنني مميز – هكذا قالت حنان – فقد قررت إدارة الجم منحي خصما يصل إلى 40%، وأنا بصراحة لست مهتما (بالجم) أنا أفتخر (بكرشي)، قررت الذهاب وبحثت عنها كي أخبرها بقبولي العرض، لكنهم قالوا لي: (حنان خلفت؛ مجازة 3 اشهر) كنت أريد أن أرى حنان التي تطاردني الهاتف، لكن قدري يلزمني بأن تبقى حنان مجرد صوت على الهاتف.

أنا لا أعرف هل حقيقة، الصبايا اللواتي يهاتفنني كلهن يحملن ذات الاسم، أم أنهن يستعملن اسم حنان.. ولا يذكرن الأسماء الحقيقية؟

هذا الصباح وأنا قادم للعمل، هاتفتني حنان مرة أخرى، لكن هذه المرة كانت مختلفة عن كل المرات.. قالت لي: (مرحبا سيد عبدالهادي، أنا حنان من مكتب المحامي.. حابين انزكرك انو عليك فاتورة تلفون أرضي من سنة 2009 مش مسددة، يا بتعمل تسوية يا بنزلها شكوى على المحكمة).. بصراحة لم أتوقعها من حنان، لقد هددتني هذه المرة.

أنا محتاج لحنان، يا الله كم أحتاج لحنان.. ليس حنان التي تهاتفني، أنا أحتاج لحنان يشبه الدفء في عيون الناس وفي كلماتهم، يشبه كف أمي ونظراتها، يشبه الكرك عند دخولها في أول الربيع.

متى يا ترى تكف حنان عن مطاردتي؟


الراي











طباعة
  • المشاهدات: 4159
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-04-2025 01:06 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم