حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,28 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 2839

الأب عماد الطوال يكتب: تأنيث الكوادر التعليمية خطوة نحو تحسين التعليم الأساسي

الأب عماد الطوال يكتب: تأنيث الكوادر التعليمية خطوة نحو تحسين التعليم الأساسي

الأب عماد الطوال يكتب: تأنيث الكوادر التعليمية خطوة نحو تحسين التعليم الأساسي

28-04-2025 02:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الأب عماد الطوال
لطالما كان التعليم في سنواته الأولى أكثر من مجرد عملية لنقل المعرفة بل هو حجر الأساس في بناء شخصية متوازنة وغرس قيم ومهارات ترافق الإنسان مدى الحياة، وفي هذا الإطار تؤكد الدراسات التربوية الحديثة أن البيئة الصفية الداعمة التي يشعر فيها الطفل بالأمان العاطفي تسهم بصورة مباشرة في تعزيز قدرته على التركيز وتنمية تفاعله الإيجابي مع محيطه التعليمي.

انطلاقًا من هذه الرؤية أعلنت وزارة التربية والتعليم الأردنية عن تنفيذ قرار تأنيث الكوادر التعليمية في المدارس الأساسية حتى الصف السادس في خطوة تعبر عن تحول نوعي في فلسفة التعليم الأساسي واضعة في الاعتبار أهمية البعد النفسي والاجتماعي للطفل إلى جانب تحصيله الأكاديمي، ويهدف هذا التوجه إلى توفير بيئة صفية أكثر احتواءً ودفئًا تستفيد من القدرات التربوية والمهنية للمعلمات ومن دورهن الطبيعي في فهم احتياجات الطلبة النفسية في هذه المرحلة الدقيقة من حياتهم.

ورغم الفوائد المتوقعة تواجه هذه الخطوة بعض التحديات:
- توفير الكوادر المؤهلة: إذ يتطلب نجاح المشروع رفد المدارس بعدد كافٍ من المعلمات المدربات والمؤهلات تربويًا.
- إعادة توزيع الكوادر الذكورية: الأمر الذي قد يطرح إشكالات إدارية تتعلق بإعادة تأهيل وتوظيف المعلمين في أدوار جديدة.
- تقبل المجتمع: حيث ما تزال بعض المجتمعات تتردد في قبول هذا التغيير بسبب اعتبارات اجتماعية وتقاليد مترسخة.
غير أن هذه التحديات على أهميتها لا تقلل من حجم الفرص التي يفتحها القرار:
- رفع مستويات التحصيل الدراسي: لما للبيئة العاطفية الآمنة من أثر إيجابي على تحفيز الطلبة وإطلاق طاقاتهم الأكاديمية.
- الارتقاء بجودة التعليم الأساسي: عبر توفير بيئة تعليمية تراعي جوانب النمو النفسي والاجتماعي إلى جانب الجانب المعرفي.
- تعزيز دور المرأة: بما يسهم في تمكين المعلمات وتوسيع مشاركتهن في بناء العملية التربوية.

إن قرار تأنيث الكوادر التعليمية يمثل في جوهره استثمارًا بعيد المدى في الإنسان الأردني فالتعليم في مراحله المبكرة حين يُبنى على أسس نفسية واجتماعية سليمة يغرس في الطفل بذور الإبداع والتفكير النقدي والمرونة النفسية وهي مقومات ضرورية لبناء مجتمع قوي ومتماسك في عالم يتغير بوتيرة متسارعة.

يقول نيسلون مانديلا "التعليم هو السلاح الأقوى الذي يمكنك استخدامه لتغيير العالم" حين تضع الدول أطفالها في قلب سياساتها التعليمية فإنها تبني أكثر من مجرد جيل ناجح إنها تؤسس لأوطان أكثر صلابة وأكثر قدرة على الصمود في وجه التحديات، وتأنيث الكوادر التعليمية في الصفوف الأساسية هو خطوة صادقة على هذا الطريق الطويل ورسالة واضحة بأن الأردن يدرك أن لا تنمية دون تعليم ولا تعليم دون بيئة حاضنة ترعى الطفل منذ لحظة دخوله إلى المدرسة وحتى تخرجه منها مواطنًا صالحًا ومنتجًا وواعيًا لدوره ومكانته.











طباعة
  • المشاهدات: 2839
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-04-2025 02:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم