حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,23 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17462

صور من مجمع الزرقاء

صور من مجمع الزرقاء

صور من مجمع الزرقاء

28-03-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

(يا اخوان اي واحد إله باقي يستنى للمجمع) ، وفلا هبطت بنا الحافلة بعد رحلة معاناة مع المدخنين ، ومذيع غريب اللهجة على قناة يكاد يصل صوتها من بين صوت الصباب و"طقطقة" شبابيك الباص ، بعد ان تأكدت من الوصول للأرض بسلام وضعت قدمي اليمنى على طرف الرصيف وأخذت انكت الغبار عن رجل البنطلون وتناولت منديلاً "محرمه" وأخذت امسح الحذاء واظهر اللمعان بعد ان داسته قدم الكنترول عند الذهاب والإياب . كانت الشمس قد سبقت الجميع بالوصول للمجمع وبدأت تنشر خيوطها الذهبية على الأكشاك المغلقه وعلى حديد البسطات ، تسابق عمال النظافة بملابسهم البرتقالية على احتواء اكواب الشاي والقهوة الفارغه وقطع من الكرتون هنا وهناك ......... مجموعة من تكاسي المكتب الصفراء تبعثرت بين ثنيا المجمع وقد اجتهد قادتها على تلميعها لكي تلفت النظر عند الاختيار ، رجل طاعن في السن يرتدي (المزنوك) تعاونه على المسير عصاة اختيرت بعناية وكان قد اضاف لها من الاسفل قطعه من بربيش اسود لتحميها من التآكل تشاهده وهو يجتهد الوصول للمجمع الجديد بعزم شاب ......، مجموعة من صبايا جامعة جرش تجمعن بإنتظار الحافلة ابدعن في تحديد الشفاه وتكحيل العيون وحضن الكتب والدفاتر .....ثلاثة من العمال المصريين تعاونوا على حمل "كريك ومنخل وشوال ابيض ...." ثلاثة اطفال في عمر الورد شبكت ايدهم معاً يتبعون بخطوات تسبق زمنهم... والدتهم بجلبابها البني تحاول اللحاق بموعدها لدى المستشفى بينما ترمي النظره على الطريق والنظرة اخرى على المرفقات ... بدأ الباصات باشكلها والوانها المختلف تفرغ الحمولة من البشر تكاسي تتلقف ما يرمون واقدام تسير إلى حيث يعلمون ...اكشاك بدات تفتح ذراعيها وتنشر غسيل بضاعتها على مداخلها ................هناك مجموعة من العسكر تجمعوا حول بائع الشاي والقهوة بحلوها ووسطها ومرها ..... توقف للحظة انظر في الوجه التي وصفتها ...حاولت جاهداً عصرها وقرائتها لمعرفة كيف كانت ليلتها الفائته ....حاولت جاهداً عمل إحصائية فكانت النتيجه التالية: • 95% وجوه كشره بمستوى متقدم جدا • علامات الفقر والحاجة والعوز تكاد تغلب على معظم الملابس التي يرتديها رواد المجمع • كانت النسبة 0% عن الراغبين بالبقاء في ذلك المجمع • اختلط دخان الباصات والتكسيات مع دخان السجاير وتعب الصدور • بالرغم من مكياج الوجوه إلا انه لم يستطع اخفاء تعب القلوب • شخص واحد من الذين شملتهم الدراسة لم ينطبق ليه أي مما سبق ذكره هل تعلمون من هو ؟.... ذلك الرجل الطاعن في السن رفيق "العكازه" وبعد التمحيص والتدقيق تبين انه من الذين صلوا الفجر في جماعة فشمله الحديث الشريف انه في ذمة الله حتى يمسي .. • اما الأطفال الثلاثة فلم ينطبق عليهم من الدراسة إلا البند الثاني فقط ومن هنا ادعوا الراغبين بالتعرف على حققة الناس ان يصلوا باكرين إلى المجمعات عندها فقط لن تخدعهم المكياجات ولن تخدعهم تعدد الشخصيات لدى البشر ولن ينجح امهر الفنانين بتقمص شخصية غير شخصيته الحقيقية . هاشم محمود الزيود  








طباعة
  • المشاهدات: 17462
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-03-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم