29-04-2025 08:20 AM
بقلم : د. ذوقان عبيدات
لم يحدث قطّ أن محاضرة سياسية أنتجت هذه الارتدادات الناجمة عن محاضرة الروابدة، في ملتقى الحموري الثقافي مساء السبت ٢٦/ ٤. حيث جذبت، بل أشغلت معظم الأردنيين: جمهورًا، وكتّابًا مخلصين، وحتى منافقين!!
فما سِرّ هذا الاهتمام؟ هل هو شخص الروابدة، أم ما قاله الروابدة، أم الطريقة التي تحدث بها؟ أم سيكولوجية الأردني بعد الأحداث الإخوانية الأخيرة!!
تناول معلقون-لا محللون- محاضرة الروابدة: فمنهم من نقل أفكاره وهذا مهم، ومنهم من وصفه هو من دون إشارة لأفكاره، وهذا سلوك أردني معروف الدوافع والغايات. أنا أظهِر إعجابي الشديد بالرجل، ولكن لا أستبدله بالأفكار الوطنية التي طرحها. ولذلك نحتاج إلى تكرار أفكاره، ونقلها حدّا أدنى، لكن الأفضل هو ما نحتاج إليه هو تفسيرها، وتحليلها، ودعمها، وتبنّيها: فكرًا، وسلوكًا!
(١)
لماذا كانت المحاضرة مثيرة؟
يصعب تحديد سبب لذلك، فهناك عواملُ عديدة، يمكن اختصارها بالحاجة الملحّة إلى خطاب هجومي، جريء، وليس خطابًا دفاعيّا، تبريريّا كما يفعل كثيرون!
انتبه الجمهور إلى حقائقَ جديدة لم يجرؤ خطاب رسمي سابق على تقدمها. ليس هناك من المفكرين مَن يدافع عن خطاب الدولة بسبب احتكار المنافقين الساحة الإعلامية الرسمية. غاب المؤرخون المحترمون، وغاب مسؤولون سابقون: رؤساء وزارات، ووزراء إعلام، ومنتفعون وانتهازيون مرموقون…إلخ. بقيت
الساحة الوطنية لشامِتين ومنافقين!
تصدّى الروابدة لعشّ الدبابير،
وقدّم السردية الوطنية الغائبة:
أردن عربي، وهُوية وطنية أردنية"جامعة". ولا قيمة لهُوية إن لم تكن جامعة. فالهٌوية غير الجامعة هي أدنى من الهُوية الوطنية بكثير.
استجاب الجمهور لأفكار المحاضرة لأنها ببساطة"صادقة" ولم يشعر أحد بغير ذلك! فالمحاضرة وطنية ذات امتدادات قومية عربية! الأردن عربي النشأة: فكرًا وشعبًا، وسياسة، وقادة، وجيشًا!
إذًا، الجمهور تفاعل مع المحاضرة؛ لأنها حررته من قيود وهميّة عديدة، حول الدور الوظيفي، وغيره. شعر الجمهور أنه في دولة
"موثوقة".
(٢)
الوطن! حسابات السرايا
يقال: ليس للدولة ذاكرة، أو قلب، أو دين، ولكن لها أرشيف. وحين
يُفتح الأرشيف الرسمي قد لا نجد فيه الأحداث العظيمة، لكن حين نفتح الذاكرة الشعبية، سوف نجد أسماء أدباء مثل: عرار، والعزيزية، وفنانين مثل: توفيق النمري، وأندية رياضية مثل،….، وشهداء مثل،….وشخصيات أردنية محترمةمثل… لم أحدّد أسماء لحساسية الموضوع. فماذا في ذاكرة الدولة الرسمية؟
ولذلك، تترك الأحداث العظيمة أثرها في ذاكرة الشعب، وقد لا نرى أثرًا لها في مكان آخر!! فكما يقال: حسابات السرايا تختلف عن حسابات القرايا!
ولذلك على الباحثين والمهتمين أن يُنعِشوا الذاكرة الرسمية! وهنا أتحدث عن الروابدة: فكرًا وقوّة، وثقافة، وليس شخصا!
(٣)
الروابدة والمرحلة
نعيش جميعًا حالات من القلق والتوتر، وصراع الهُويات، والتشكيك، وتهديدات الوجود. نعيش التضليل، وتشويه الحقائق! نعيش التابوهات والمحرمات بمسمّيات عديدة! نعيش عهد الاحتكارات: احتكارات سياسية، وحزبية، ودينية، وتربوية، ورياضية.
نعيش ظروفًا اقتصادية غير ذات يُسْر. نعيش نقص المعلومات، بل إخفاؤها. نعيش ضعفًا في الحرية والديموقراطية! نعيش عصر الأيادي الخفية، نعيش عصر انعدام الوزن… إلخ!! فمَن هو القادر على الوقوف مع الوطن؟ وما هو؟
قلت: الروابدة قدم خطابًا قويّا،
ورؤية وطنية تاريخية ومستقبلية!!
فهل هناك من يلتقط لحظة تاريخية قادرة على دفن غياب الهُوية، وضعف السلطة؟
من يستطيع الوقوف في وجه التحديات؟
هل يعود الروابدة إلى حيث اللحظة!
فهمت عليّ؟!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-04-2025 08:20 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |