28-03-2008 04:00 PM
القمة العربية ومعركة الوعي لقد كانت مؤتمرات القمة هي أهم ما يميز نشاطات جامعة الدول العربية التي تأسست في 22/3/1945( بعضوية سبع دول هي: الأردن والسعودية وسوريا والعراق ولبنان ومصر واليمن), وبماركة بريطانية يقودها انتوني ايدن وزير الخارجية البريطانية آنذاك, وكان الهدف المعلن لإنشائها هو , بهدف إيجاد كيان عربي يدافع عن استقلال الدول العربية ويحافظ علي السلام والأمن بين هذه الدول, والدفاع عن أي دولة عربية تتعرض للتهديد أو العدوان , فهل هل استطاعت جامعة الدول العربية , أن تلبي طموحات العرب؟, آم أنها كانت الأداة للتفرقة والتشتيت بدل التجمع وتكريس للقطرية والإقليمية بين العرب ؟, هذا الموضوع قد يحتاج إلى بحث ودرس ومراجعة وتقييم , لا يتسع هذا المقال لشرحه , وقد تختلف الآراء حوله . اكثر مؤتمرات القمة التي عقدت كانت لأسباب تتعلق بالقضية الفلسطينية , ومنها أول مؤتمر قمة عربي قد عقد هو قمة أنشاص غير العادية التي عقدت في 28/5/1946 في مصر .والتي ركزت على قضية فلسطين وعروبتها، واعتبرتها في قلب القضايا العربية القومية، إلى جانب مساعدة الشعوب العربية على نيل استقلالها من المستعمر,. ومن أهم هذه المؤتمرات أيضا مؤتمر القاهرة الأول العادي الذي عقد بتاريخ13 /1/ 1964م وكان من أجل تهديد إسرائيل لمياه نهر الأردن وإيجاد كيان للشعب الفلسطيني, والذي توصل إلى تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية , وقد صدر عن المؤتمر بيان ختامي تضمن أهمية الإجماع على إنهاء الخلافات، وتصفية الجو العربي، وتحقيق المصالح العربية العادلة المشتركة، ودعوة دول العالم وشعوبها إلى الوقوف إلى جانب الأمة العربية في دفع العدوان الإسرائيلي. ولعل من أبرز مؤتمرات القمة العربية مؤتمر الخرطوم والتي عقدت 29/8 /1967, والذي جاء بعد هزيمة حزيران, ولذلك جاءت قراراته و لاءاته الثلاثة الشهيرة ضد إسرائيل: لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل, وتقديم الدعم العربي لدول المواجهة, وقمة الرباط العادية التي عقدت 26/11/1974, ووضعت أسس العمل العربي المشترك، والالتزام باستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، واعتماد منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني. ومن أهمها أيضا مؤتمر بغداد عام1978 م, والذي عقد عقب اتفاقية كامب ديفيد , ونتج عنه نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس, ووقف عضوية مصر, و من أهم قراراتها أيضا انعقاد القمة العربية سنويا وفي كل البلاد العربية,وفي بحث أهم مؤتمرات القمة العربية لابد من التطرق إلى قمة القاهرة غير العادية والتي عقدت في 9/8/1990, وأدانت الغزو العراقي للكويت، وأكدت سيادة الكويت، وشجب التهديدات العراقية للدول الخليجية. وقررت القمة بناءً على طلب تقدمت به السعودية, إرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج, ضمت قوات مصريه وسورية شاركت فيما بعد في حرب عاصفة الصحراء جنبا إلى جنب مع قوات التحالف الدولي مع أمريكيا ضد العراق , وأكدت هذه القمة على مقررات مؤتمر الجزائر 1988, والدار البيضاء 1989, حيث تمت المطالبة فيهما بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط لبحث الاعتراف العلني بإسرائيل. والذي توج فيما بعد بمؤتمر مدريد 1991, آما قمة بيروت 27 /3/ 2002والتي تبنت المبادرة السعودية للسلام وإيجاد حل للصراع العربي /الإسرائيلي , والتي سوف يتبناها مؤتمر القمة الحالي كما سمعنا. كان الاتفاق المصري ـ السعودي دائما سببا في نجاح مؤتمرات القمة العربية وقراراتها المصيرية من أجل القضية الفلسطينية, على فترات من تاريخ الجامعة العربية , وكانت قرارات القمة العربية في البدايات تقوم على الرفض التام للاعتراف بما يسمى إسرائيل,ثم تحولت المواقف إلى الاعتراف بالواقع من خلال البحث عن حلول سلمية مع إسرائيل . الخلافات العربية العربية التي بدأت تظهر إلى العلن, حول مواضيع عربية متعددة أهمها المشكلة اللبنانية والذي أدى كم هو معلن إلى انخفاض مستوي تمثيل بعض الدول المشاركة في مؤتمر القمة الدوري العادي المنوي عقدة في العاصمة السورية دمشق خلال الأيام القليلة القادمة , يدفعنا للتساؤل حول الجدوى من عقد هذه القمم المتتالية , وعن مدى أهميتها , إذا لم تساهم في حل المشاكل والخلافات بين الدول العربية وتقريب وجهات النظر فيما بينها , واتفاقها على مجابهة الأخطار الكبيرة التي تواجه آلامه والمنطقة وهي غير خافية على أحد , فإذا لم يلتقي القادة الذين هم على رأس هرم القمة في بلدانهم , للالتقاء فيما بينهم للمكاشفة والمواجهة والمناقشة والحوار ووضع الحلول ,فمتى إذن يلتقون , وأين وكيف , فالمشاكل التي تواجه الأمة كبيرة بسبب التدخل الدولي المباشر والخلافات الداخلية المتفاقمة في لبنان والعراق وفلسطين ,والسودان والصومال , وحتى جزر القمر , ونذر الحرب المتوقعة بين الأطراف الإقليمية والدولية على اختلافها في المنطقة, منها محاولة تحجيم الدور الإيراني في المنطقة وخاصة ملفها النووي الذي يشكل خطرا على المصالح الأمريكية وإسرائيل . ويقول السوريون أن أعمال القمة ستكون نقطة انطلاق لتحقيق التضامن العربي وإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه العرب , وإنها ترمي إلى توحيد الصف العربي وتعزيز العمل العربي المشترك و تعزيز التضامن العربي وأهمية وضع آليات لتنفيذ قرارات القمة العربية. وحسب المصادر الإخبارية سيكون بحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو الموضوع الأول المدرج على جدول الأعمال ثم يليه موضوع الأزمة اللبنانية ,و أخيرا الموضوع العراقي بإضافة ألي أمور أخرى مثل المطالبة بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. صحيح ان القمة العربية لا تستطيع أن تفعل شيئا غير مناشدة المجتمع الدولي وإدانة الاعتداءات, وأن الجماهير العربية لا ترجو منها شيئا, ولا تهتم سواء اجتمعت القمة أم لم تجتمع، ولكن الجماهير العربية في نفس الوقت لا تجد عذرا للقادة العرب انطلاقا من ضعف الدول العربية, لأنه من الخطأ وصف قدرات الدول العربية خاصة في مواجهتها لإسرائيل الولايات المتحدة بالضعف. فالجماهير العربية تعتقد أن القيادات العربية لا ترغب في التغيير ولا يعني أن الحكام يجهلون قدراتهم ...ولكن لماذا لا يحترمون شعوبهم ولماذا هذا التخبط وعدم وضوح الرؤيا , وهل صحيح عما يشاع عن تبلور أحلاف مثل عرب أمريكيا وعرب إيران ,إن قرارات المشاركة في القمة اوعدمها تتقرر في واشنطن وطهران ؟, وإذا لم يكن هو كذلك !!! فلماذا إذن هذا الخلاف وعلى ماذا الاختلاف؟ ومع تصاعد وعي الشعب العربي إلى ما ينتظره من أخطار, بالإضافة إلى المشاكل السياسية ,ورغبته بالحرية والاستقلال ,فإنه يتطلع إلى مناقشة مشاكل مثل مشكلة الفقر والبطالة والإساءات المتعمدة للرسول الكريم ومحاربة العولمه والغزو الثقافي , ولكن وكما يقول السيد حسن نصر الله في خطابة التأبيني للشهيد عماد مغنية أن إسرائيل تخوض معركة الوعي مع الشعوب العربية ومثال ذلك أنها تريد( كي الوعي) من خلال هجماتها الهمجية على قطاع غزة , من خلال الحصار والإذلال والتجويع , ولكنها رغم كل ما تفعل فدائما يحدث العكس , ويشير نصر الله إلى استطلاع اجري في لبنان ورغم ظروفها الحالية , أجاب اكثر من 85% من العينة من مختلف الطوائف على سؤال هل تؤيد العمل على إسقاط النظام الصهيوني؟, فهل نستطيع أن نقول بان الشعوب العربية أصبحت اكثر وعيا من حكامها , بعد آن أصبحت عقيدة المقاومة والاستشهاد واقعا ملموسا لديها , نجدها في فلسطين والعراق ولبنان والتي تولد القناعة التامة بإمكانية هزم الأعداء في إسرائيل والعراق . فهذه القمة هي من أهم القمم وما سينتج عنها ستشكل تحولاً مفصلياً في تاريخ العلاقات العربية العربية, فإما أن تكون إنقاذا ما تبقى من التضامن العربي وفعل إيجابي. وإما أنها سوف تكرس شبه انهيار كامل للنظام العربي ليصبح عاجزاً عن القيام بأي دور, وتضع المسمار الأخير في نعش جامعة الدول العربية .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
28-03-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |