حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 68401

هاشم الخالدي يكتب : عندما تنتصر سرايا على الفساد في قضية الباخرة «سور»

هاشم الخالدي يكتب : عندما تنتصر سرايا على الفساد في قضية الباخرة «سور»

هاشم الخالدي يكتب : عندما تنتصر سرايا على الفساد في قضية الباخرة «سور»

13-11-2011 05:52 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هاشم الخالدي

 الحمد لله ... الحمد لله ... الحمد لله ... اخيرا انتصرت سرايا في معركة الفساد واستطاعت بفضل النشامى الذين وقفوا معها من الاردنيين والاردنيات في مختلف محافظات المملكه من منع دخول الباخره "سور" وتفريغ حمولتها من الذره الفاسده بعد ان استمرت سرايا وعلى مدار الاشهر الثلاث الماضيه وهي تكتب وتستنفر الاجهزه الامنيه ووزارة الصحه والزراعه والجمارك ومحافظ العقبه والموانئ لمنع دخول هذه البضاعه.... فكان لها السبق في ان تقف كالطود امام كل من يستهين بلقمة عيش المواطن الاردني .

اذكر تماما كيف بدات القصه ... فقبل ثلاثة اشهر من هذا التاريخ هاتفني مندوبنا في العقبه الزميل المبدع حسن الضمور وابلغني عن وجود معلومات لديه تؤكد وصول باخره محمله ب18 الف طن من الذره الفاسده وانه ينوي الكتابه في هذه القضيه فاعطيته ضوءا اخضر ليمارس عمله الصحفي والمهني لمتابعة القضيه بكافة الصلاحيات التي يراها مناسبه لان القضيه ليست مجرد سبق صحفي بقدر ما هو واجب مهني واخلاقي ووطني من الدرجه الاولى.

بعد تفجير سرايا لفضيحة الاغذيه الفاسده المحمله على الباخره " سور" هاج اصحاب الشحنه وماجوا في غضبهم ليتلقى بعدها الزميل طارق ابو عبيد والزميل حسن الضمور شتائم وتهديدات ابعد ما تكون عن الاخلاق التي تربينا عليها وليبدء بعدها مخاض كسر العظم عندما اقسم لنا صاحب شحنه الذره على الهاتف ما حرفه بان الشحنه ستدخل الاردن " غصبت عنا... شاء من شاء وابى من ابى".

ازدادت حدة المعركه وبدانا نكتب بتفاصيل ووثائق تؤكد عدم صلاحية الشحنه للاستهلاك البشري والحيواني ووردتنا شهادات طبيه تؤكد بان تناول الحيوانات والطيور لمثل هذه الاغذيه قد يؤدي الى اصابة الانسان مستقبلا بالسرطانات اثر تناوله للحومها فادركنا اننا نخوض معركة وطنيه قررنا ان ندخلها حتى النهايه لاننا ادركنا ان صحة المواطن الاردني في خطر وان السماح بدخول مثل هذه الاغذيه الفاسده هو خيانه بكل المقاييس.

بعد يوم واحد من التهديدات اللاذعه كان يزورنا احد المذيعين في مقر الوكاله عارضا الصلح، وعندما سالناه عن صلته باصحاب الشحنه ابلغنا ان شقيقه هو محامي الشركه المستورده لشحنة الذره وان اصحابها على استعداد لتقديم اعتذار عن التهديدات التي صدرت من ابن صاحب الشركه المستورده للشحنه..... وبالفعل حضر اصحاب شحنة الذره بجاهه قادها احد النواب السابقين وقدموا اعتذارا امام الحضور لكننا ابلغناهم ان سرايا ورغم هذه المصالحه ستستمر في الكتابه عن هذه الشحنه ولن تسمح بدخولها الى الاسواق الاردنيه وان الاعتذار هو فقط لاسقاط الحق الشخصي والملاحقه القانونيه التي مست موظفي سرايا نتيجة التهديدات والشتائم فقط.

بعد ايام كانت تصلنا رسائل محدده – لا نريد  الكشف عنها الان على الاقل مفادها ما يلي : " ضبو الطابق واشطبوا اللي انكتب .... او اخفوه بالارشيف...واطلبوا المبلغ اللي بدكم اياه" ... كانت الاجابه " لا ثم لا ثم لا ... ولا تفاوض على صحة المواطن الاردني .

على مدى الاسابيع التي تلتها كان الزميل حسن يبلغني اولا باول بنتائج وتطورات القضيه واستطعنا الحصول على وثائق وتصريحات من وزير الداخليه انذاك مازن الساكت يطلب فيها من الجهات الامنيه والجهات ذات العلاقه بضرورة تسفير الباخره التي اصرت على البقاء في المياه الاقليميه للعقبه في موقف زادنا حيرة وشكوك بان صاحب الشحنه يبحث عن منفذ ما لادخال الذره الفاسده للاسواق الاردنيه .

بعد ذلك زادت الضغوطات علينا واصبحنا ندرك باننا نواجه حيتانا كبار سيما وان قرار وزير الداخليه لم ينفذ تبعه قرار لوزير الزراعه انذاك سمير الحباشنه بضرورة مغادرة الباخره لم ينفذ ايضا هو الاخر وهو ما جعلنا نعلن تبنينا للقضيه وبشكل يومي وقمنا بمغامره استئجار يخت بحري لتصوير الباخره " سور"  اضافة لمراقبه مستمره للباخره الجاثمه في عرض البحر  عبر مصادرنا المنتشرين في عدة مؤسسات حكوميه  في العقبه حيث ادرك هؤلاء ان ابلاغ سرايا باي تطور حول قضية باخره الذره الفاسده هو عمل وطني بامتياز لانه يحافظ على صحة المواطن الاردني اولا واخيرا.

بعد ايام دخلنا في معركه من نوع اخر وذلك عندما بدأت موجه من الهجوم المضاد من وسائل اعلام ومواقع الكترونيه ضد ما ينشر في سرايا من اجل تشكيك المواطن الاردني بما تكتبه سرايا وايهام الراي العام بان سرايا تقوم بمهاجمة اصحاب هذه الشحنه لمصلحة تجار منافسين للشركه المستوره للشحنه.

في اليوم التالي كنت اهاتف احد الزملاء الاعزاء على قلبي ممن انتصر للشحنه وبدء يكتب في موقعه الالكتروني ان الشحنه صالحه للاستهلاك البشري فطلبت منه ان نلتقي في المساء ، وبالفعل ذهبت لاصطحابه من بيته وقمنا بالتجول في سيارتي على الطريق الواصل من عمان الى محافظة اربد... واثناء القياده دخلنا بنقاش حول ما يكتب في موقعه مدافعا عن الذره الفاسده واكتشفت ان الزميل كان مضللا بمعلومات مغلوطه واقسمت عليه ان يزورني في مكتبي لاطلعه على عشرات الوثائق التي تثبت ان هذه الشحنه فاسده.

بعد لحظات اقسمت عليه ان يحكم ضميره في هذا الشعب وان لا ينساق لخديعة الطرف الاخر وقلت له حرفيا " كيف تقبل يا صديقي ان تساهم في دخول اغذية فاسده ربما يصاب على اثرها مواطن اردني بالسرطان ويموت فتكون قد شاركت بقتله... هل يرضيك ان تشارك في قتل ابن بلدك ايها الصديق العزيز... ارجوك .. اتقي الله في ابنتك ولا تدخل بيتك مالا حرام ربما يعود عليك وعلى عائلتك بما لا يحمد عقباه.

بعد لحظات كشف لي عن السر الخطير... قال لي ما حرفه : دفعولي 1000 دولار على نشر كل ماده مؤيده لدخول الباخره " سور "على اعتبار ان هذه المواد هي اعلانات مدفوعه.

اكمل قائلا : انت تعلم يا هاشم انني اعاني من ضائقه ماليه وكنت معتقدا ان الشحنه صالحه للاستهلاك البشري  لكنني وبعد الاستماع لكلامك وما تحمله من وثائق ساقوم باعادة الاموال وحذف المواد المدافعه عن الشحنه "سور" ولن اقبل ان تأكل ابنتي مال حرام.

ثمنت للزميل موقفه الرائع وعدنا الى عمان من اربد وقد شعرت بانتصار الحق على الباطل فقد كنت اعلم ان خفافيش الظلام رصدوا مبلغا ضخما لاغراء بعض المواقع وتحريضها على شتمنا لكن الزملاء المحترمين والشرفاء ادركوا ان قضية سرايا مع الباخره " سور" ليست شخصيه على الاطلاق وانها معركة شريفه تخوضها سرايا للدفاع عن غذاء المواطن الاردني ومنع اي كان من الاستهانه بلقمة عيشه.

خسر الطرف الاخر قضية تحريض المواقع ضد سرايا التي لاقت من مواقع زميله وصحف يوميه تاييدا لما تفعله من واجب وطني فزادنا ذلك اصرارا على متابعة المعركه حتى النهايه ليس من اجل منع دخول الباخره " سور" وانما من اجل ايصال رساله قوية لاي مستورد وتاجر اخر بان غذاء المواطن الاردني خط احمر لن تسمح سرايا العبث به حتى لو اطلقوا علينا الرصاص في الشوارع.

في اليوم الثاني من ايام العيد وقبل ان تعلم كل وسائل الاعلام بنبأ هروب الباخره " سور" هاتفي شخص مجهول وابلغني ان الباخره قد هربت من ميناء العقبه ..... لا انكر انني لم اخذ الخبر على محمل الجد واسبعدت ان يكون الخبر صحيحا اصلا، اذ لم اتخيل ان تهرب باخره – تحت الحراسه الامنيه – كما ابلغنا مسؤولي العقبه - بهذه السهوله اذ يتعذر في احيان كثيره ان تهرب سياره من كراج عمومي فكيف بباخره تشبه مدينه عائمه في عرض البحر؟؟؟. بعد لحظات من التفكير ادركت صعوبة التوثق من هذه المعلومه سيما وان معظم مصادرنا في اجازات العيد ورغم ذلك اجبرت نفسي على ان اتصل بالزميل حسن وان اقطع عليه اجازة العيد مع اطفاله للتوثق من هذه المعلومه الخطيره وطلبت منه اجراء اتصلات فوريه لمعرفة فيما اذا كان الخبر صحيحا ام لا .

بعد ساعتين من الاتصالات المكثفه توثقنا ان معلوماتنا عن هروب الباخره " سور" صحيحه وبدأنا بعدها بالاتصال مع المسؤولين في العقبه لمعرفة الكيفيه التي هربت بها باخره بهذه الضخامه وحصلنا على عشرات الوثائق التي تكشف عن وجود تغرات تمس السياده اولها ان الجهه المسؤوله عن اصطفاف البواخر ومغادرتها هي شركه خاصه غير اردنيه وهي من نتاج الخصخصة الغبيه لجزء من الميناء وهذه اولى بشائر الخصخصه اللعينه التي افقدتنا سيادتنا على البحر بعد ان فقدنا السياده على الجو عندما اقترف ايضا كبار مسؤولينا هناك جريمة خصخصة مطار الملكه علياء الذي بات يتحكم به الفرنسيون ووكيلهم " نيكولاس وسكرتيرته التي اكتشفنا ان بعض بنود عقد الخصخصه الموقع معهم - يبيح لهم التحكم بادخال واخراج اي بضائع او اشخاص مهما كانت درجة المنع والخطوره.... اليس فضيحة ما يحدث؟؟؟؟

القضيه هنا ايها الاخوه ليست قضية هروب الباخره "سور" بسبب سيطرة الفرنسيين او غيرهم من الاجانب على الشركه المسؤوله عن اصطفاف البواخر والقضيه ايضا ليست قضية سيطره الفرنسيين على مطار الملكه علياء ... بل القضيه الاخطر اننا فقدنا السياده الاردنيه  على جونا وبحرنا الذي اصبح بيد الفرنسيين واخشى ان نفقد سيادتنا ذات يوم على برنا فنتحول الى مستأجرين لدى نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي الافخم وحاشيته؟؟.

سيدي ساكوزي.... ارجوك اعذر وقاحتي وطول لساني فلم اكن ادرك ان الانتداب الفرنسي جاثم على صدورنا الى هذا الحد وانه يتحكم بمصير اولادنا بعد جرائم الخصخصه المذله التي اقترفها البعض منا ... قاتل الله الخصخصه ومن والاها... قاتل الله الخصخصه ومن والاها.... قاتل الله الخصخصه ومن والاها... اللهم اني بلغت ... اللهم فاشهد... وللحديث بقيه

الكاتب : مؤسس موقع سرايا

Hashem7002@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 68401
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-11-2011 05:52 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم