حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,1 فبراير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 3372

هزيمة المعارضة اللبنانية في انتخابات برلمان 2009 وتفوق 14 آذار بعكس التوقعات السابقة

هزيمة المعارضة اللبنانية في انتخابات برلمان 2009 وتفوق 14 آذار بعكس التوقعات السابقة

هزيمة المعارضة اللبنانية في انتخابات برلمان 2009 وتفوق 14 آذار بعكس التوقعات السابقة

06-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا – كتب عمر شاهين – لم يمض سوى خمسة ساعات فقط على فرز صناديق الانتخابات البرلمان اللبناني حتى بدأت القنوات الفضائية تبث نتائج مخالفة لما توقعته الاستطلاعات السابقة بان المعارضة اللبنانية سوف تحوز على القسم الأكبر من مقاعد البرلمان اللبناني ، إلا أن النتائج أظهرت تفوق الرابع عشر من آذار على المعارضة ، قنوات المولاة الفضائية أو ما يسمى 14/3 وخاصة قناة المستقبل ( LBC )  وكذلك قناة العربية المقربة من قوى الرابع 14/ 3 بدأت تحتفي بعد الساعة الثانية عشر من فجر يوم الاثنين ، وظهر احد أقطاب 14/3 وهو رئيس الوزراء فؤاد السنيورة على شاشة ( LBC )  وبدأ يتحدث عن نصر تحالف تياره – المستقبل – مع جعجع ووليد جنبلاط ضد قوى الثامن من آذار والتي يتزعمها حزب الله وحركة أمل وزعيم التيار الوطني الحر المسيحي ميشيل عون وتيار المردة وبعض القوة الدرزية .

فيما خرج مؤيدوهم يطلقون الألعاب النارية في السماء احتفالا بالفوز ، وبدأت تصريحات مذيعي قناة المنار و قناة ( NBN ) تظهر أن المعركة الانتخابية لم تحسم لصالحهم وبدأت التبرير يظهر في كلامهم وخفت حدة المواجهة.

 المشهد المرئي الذي عرض أظهر بسرعة  أن نتائج الفرز التي يبدوا أن لم تكن أولية إنما نهائية أقرت بفوز المولاة بسبعين مقعدا وهذا يعني أن لا تغيير على السياسة اللبنانية الداخلية ، فالرئيس ميشيل سليمان يحظى بشعبية مميزة لم تكن ستتغير بفوز أحد الطرفين ، فيما يؤكد عودة نبيه بري لرئاسة مجلس النواب وهو مقعد معروف أنه للشيعة كما سيبقى السنيورة رئيسا للوزراء .

فوز الرابع عشر من آذار كان منتظرا من كل المراقبين لساحة اللبنانية ، فسيطرة تكتل المعارضة كان من الممكن أن يؤدي إلى تشكيل حكومة معينة من المعارضة اللبنانية والتي قد تزيد من احتقان الساحة اللبنانية ، وعودة الوصاية السورية على السياسة اللبنانية ، وتوغل إيران في لبنان سيما إذا تزامنت مع فوز أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسة الايرانية ، هذا التخوف ظهر واضحا بعد تلميح من قوى المولاة بعدم مشاركتهم في الحكومة إن انتصرت المعارضة وشكلت الحكومة ، وهذا ما كان سيؤدي إلى حصار اقتصادي للبنانيين  فالولايات المتحدة كانت جادة عندما حذرت من أن فوز حزب الله وحلفاءه –المعارضة سوف يؤدي إلى قطع المساعدات الأمريكية للبنان وطبعا مثل هذه التحذيرات من الطبيعي ان تؤثر على المنتخب اللبناني الذي يدرك أن بلده يعاني من أزمة اقتصادية هائلة وديون تتعدى 40 مليار دولار.

العيون التي كانت متوهجة صباحا في قناة المنار وحلفاء المعارضة ظهر عليها أثر الدموع والنكسة والهزيمة ، ولوحظ من ساعات الصباح احتجاج المعارضة على دخول الآلاف من اللبنانيين عبر مطارات لبنان وذلك للتصويت إلى قوى المولاة المتمكنة ماديا والمتهمة بأنها تتلقى دعما هائلا من أمريكا ودول الخليج العربي ولن ننسى أن زعيم المولاة وتيار المستقبل الشيخ سعد الحريري هو من أصحاب المليارات مما أدى أيضا إلى اتهام المولاة بشراء الأصوات واستغلال المال السياسي.

أسباب فوز حزب الله وحركة والتيار الوطني ومواليين سوريا من الدروز والأحزاب القومية لا تنحصر بأسباب ضيقة وجدت في الساعات الأخيرة بل هي نتاج احتقان سياسي طويل ، يعتقد اللبنانيين أن حزب الله حلفاءه هم السبب في تأزم الساحة اللبنانية وخاصة حرب 2006 والتي دمرت الموسم السياحي في ذلك العام في بلد يعتمد على السياحة ، وسبب تدمير مئات القرى ومساحة هائلة من الضاحية الجنوبية وسبب نكسة اقتصادية ، تحملها اللبنانيون على مضض لأنهم اعتقدوا أن سبب الحرب تحرير الأسرى ، ولكنهم أرادوا أن يقولوا في هذه الانتخابات لا نريد أن تظل لبنان جبهة حرب دائمة لخدمة دول إقليمية مثل إيران وسورية ، سيكون فيها اللبناني هو الخاسر الأكبر والوحيد.

من جهة أخرى اراد الصوت اللبناني أن يبعد المعارضة عن وجه الساحة السياسية حتى يبتعد لبنان تلقائيا عن ساحة الصراع المتوقعة بين إيران وسوريا من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى.

المطران نصر الله صفير قدم أيضا قنبلة انتخابية أثرت كثيرا في الشارع المسيحي الماروني المنقسم بين ميشيل عون من جهة وجعجع والجميل من جهة أخرى ، فقد حذر صفير بان فوز المعارضة من الممكن أن يؤثر على وطنية لبنان .هذا التصريح أطلق في الساعات الأخيرة الحاسمة التي سبقت التصويت، وكان له أثر فعال لم يخف عندما رد العماد ميشيل عون عليها / فالساحة المسيحية اللبنانية متأثرة ومختلطة في المرجعية الدينية والسياسية وتربتك حين تختلف ،الآراء ولكن طبيعة الشخصية اللبنانية مسيسة وتقدر بسهولة على ترجيح المصلحة الطائفية حينما تختلف الآراء ووجهات النظر.

حزب الله اعتمد على الخطاب التجيشي والثوري وهذا ما لم ينفعه سوى في المناطق الشيعية ولم يؤثر كما أشارت النتائج الأولية وأنا اكتب في هذا التقرير إن خطاب المعارضة غير في المناطق المختلطة –سنة وشيعة – أو في الساحة المسيحية .

كما اعتمد حزب الله على الإفراج عن الضباط الأربعة الذين اعتقلتهم المحكمة الدولية في قضية الحريري ، وظنت المعارضة أن الإفراج عنهم سوف يعتبر ضربة لقوى الرابع عشر من آذار .

الساحة اللبنانية من اعقد الساحات السياسية في العالم إلا أن اللبناني هو الأقدر على فك تلك العقد وقد قال اللبنانيون كلمتهم ليس فقط للبرلمان بل هي رسالة لحزب الله بان لبنان للبنانيين ولن تكون حشد ولا رباط للدول الممانعة .








طباعة
  • المشاهدات: 3372
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
06-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم