29-11-2011 02:24 PM
بقلم : هاشم الخالدي
ظهر وزير الشباب الدكتور محمد القضاه سعيدا مبتسما على شاشة التلفزيون الاردني بعد خروجه من زياره قام بها صباح اليوم الى اتحاد كرة القدم اعلن بعدها عبر الشاشه انه اوصى الحكومه برفع ميزانية وزارة الشاب من 34 مليون دينار الى 74 مليون دينار اي بفارق 40 مليون دينار في الموازنه القادمه وذلك من اجل استخدامها – كما يقول - في تعزيز البنيه التحتيه للمنشات الرياضيه.
بالمناسبه....انا من المعجبين بالرجل من الناحيه الدينيه ومن المعجبين بالرجل لانه انسان نزيه وقد سبق ان قرأت له انه اوقف عطاء كان سينفذ في مدينة الحسين للشباب بقيمة 40 الف دينار لاغلاق ثقب صغير بينما ان تكلفته الحقيقيه – كما يؤكد الوزير- لم تتجاوز ال 50 دينارا وهذا امر يقدر له اذا صح الخبر.
الى هنا الامور ممتازه وهذه هي صفات الوزير التي نريد في مكافحة الفساد لكن ان تتطور الامور لمجاملة اتحاد كرة القدم بطلب زيادة دعم الرياضه بمبلغ 40 مليون دينار فهذا امر غير مسموح وغير منطقي اذ من الاولى ان تذهب هذه الاموال الى صندوق المعونه الوطنيه وتصرف على الفقراء خير واجدى من ان نشتري بها " ابواط اديداس" او نصرفها لترميم ثقوب من مثل العطاء اعلاه الذي قد يكلفنا مئات الالاف من الدنانير.
انا سادلك يا معالي الوزير على افضل طريقه تزيد فيها ميزانية وزارتك الى اكثر من 500 مليون دينار سنويا دون ان تؤثر على الموازنه العامه باي شيئ وتستطيع ان تجامل اتحاد كرة القدم باي مبلغ تراه مناسبا وذلك عندما تعلن الحكومه نيتها الجاده بمكافحة الفساد وان لا تكتفي " بنظرية حلس ملس" على كل من يثبت انه اختلس عشرات الملايين من خزينة الدوله والطبطبه على القضيه لان المتهم معالي او ابن معالي.
اقسم بالله اننا في الاردن بلد ثري وربما ثري جدا لاننا اذا قمنا بحسبه بسيطه نقدر فيها الاموال المنهوبه التي سرقت جهارا نهارا من خزينة الدوله وعشرات الملايين من المساعدات التي لم تدخل خزينة الدوله اصلا نستطيع ان نقول وبالفم الملان اننا اغنياء وكان يمكن ان يرتفع دخل المواطن الاردني الى ارقام فلكيه لو كان لدى حكوماتنا المتعاقبه نيه جاده في مكافحة الفساد او على الاقل اعادة ولو جزء بسيط من هذه الاموال المنهوبه.
بالمناسبه ... انا اصبحت محبطا من دائرة مكافحة الفساد واصبحت اكرة طاولة الاجتماعات التي يجلس عليها كل رئيس وزراء جديد تحيطه عشرات من كاميرات التلفزه لاقناعنا بانه جاد في مكافحة الفساد ثم يمضي في اليوم التالي بتعيين اقاربه وانسباءه بعقود شهريه ضخمه يكفي راتب كل واحد منهم لاعالة قريه كامله مثل بصيره او القادسيه... فهل هذا هو العدل... وهل سنبقى ندور في فلك " التخويث" الذي يمارس علينا ليل نهار.
ادرك تماما انني مكروه الى حد كبير لدى فئات عليا في الدوله لانني دائما اركز على قضايا مكافحة الفساد وقد شكوت لكبار قادة الاجهزة الامنيه قبل ايام من انني اصبحت اضيق ذرعا بما اشعر به من مراقبه دائمه لتحركاتي ولن ازيد في تفاصيل المراقبه المزعجه التي وصلت حد رصد تحركاتي اثناء تواجدي في الجنوب وفي العقبه تحديدا التي ازورها للسباحه خوفا – كما يعتقدون- من ان التقي قادة الحراك في الجنوب وان احرضهم على مزيد من التصعيد وهذا مرده – كما يقولون- الى مقالاتي العنيفه في مكافحة الفساد وانتقاد الديوان الملكي ونبش ملف بعثات الديوان التي اصر واصر واصر انها تذهب للاغنياء ويستثنى منها الفقراء ممن لا يملكون واسطه.
اريد لهؤلاء الذين يرصدون تحركاتي ان اقدم لهم نصيحه هامه وهي ان يركزوا نشاطاتهم على من يتوجب عليهم بالفعل رصد تحركاتهم لا ان يركزوا على شخص بسيط مثلي لا يملك في الدنيا سوى قوة القلم ورضا ام ودعاء الفقراء ....
اقول لهؤلاء بانه يتوجب عليهم ان يرصدوا تحركات وافعال واقوال اؤلئك الذين يخونون الوطن ليل نهار في اروقة السفارات الاجنبيه وان يرصدوا اؤلئك الذين باعوا الوطن من اجل دراهم معدوده وان يكفوا عن رصد الوطنيين الذين يقبلون تراب الوطن ليل نهار اخلاصا وولاءا لهذا الشعب الذي يستحق ان يعيش افضل مما هو عليه الان .
يا معالي الوزير... كنت اتمنى عليك ان تزور المناطق النائيه في الاردن وتعلم ان فيها عائلات ما زالت تسكن المغر والصفيح وعائلات تتمنى مجرد التقاط صوره حيه مع كيلوا لحم وان لم يكن طازجا قبل ان تعلن- سامحك الله- عن نية وزارتك الكريمه بالطلب من الحكومه زيادة الموازنه اربعين مليون دينار عدا ونقدا من اجل كرة جلد منفوخه لا تسمن ولا تغني من جوع.
ربما اكون قسوت عليك بعض الشيئ ، لكنني ادرك انك ستتفهم انحيازي للفقراء الذين اخشى في يوم من الايام ان يدفعهم الجوع لقلب موائد العظام المملوءه باطايب الطعام وانواع اللحوم الفاخره التي لم يشاهدونها قط في حياتهم .... لذلك اجد من واجبي الصحفي وحفاظا على امن وطني ان اقول لك يا معالي الوزير.... بانك اخطأت .... اللهم اني بلغت ... اللهم فاشهد.
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-11-2011 02:24 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |