حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,10 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 4441

البرازيل ومصر .. كرة القدم لا تعترف بالفوارق

البرازيل ومصر .. كرة القدم لا تعترف بالفوارق

البرازيل ومصر ..  كرة القدم لا تعترف بالفوارق

15-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا - لم يكن أكثر المتفائلين في الشارع المصري يتوقع أن يؤدي منتخب مصر بهذه الندية أمام البرازيل سحرة كرة القدم في العالم ، كما لم يكن أحد يتوقع على الإطلاق سواء في مصر أو البرازيل أن تهتز شباك نجوم السامبا ثلاث مرات من بطل أفريقيا برغم قوة أبناء النيل وأدائهم الجماعي المرتفع المستوى منذ بطولة أمم أفريقيا عام 2006 وباستثناء بعض العثرات كما حدث مؤخراً في لقاء الجزائر.

 

وبعيداً عن تفاصيل المباراة التي انتهت بفوز البرازيل 4-3 في الدقيقة 89 بضربة جزاء كثُر اللغط فيها ليس لصحتها -وهي صحيحة- ولكن لقيام حكم المباراة الإنكليزي هيوارد ويب باحتساب اللعبة ضربة ركنية ثم عاد واحتسبها ضربة جزاء قيل إن الحكم الرابع، وليس الحكم المساعد، هو من حدثه عبر سماعة الأذن وطالبه باحتسابها ضربة جزاء بعد أن شاهدها عبر شاشة تليفزيونية.

 

حقيقة الأمر أن المباراة كشفت عن العديد من الجوانب الإيجابية يمكن للمنتخب المصري خاصة والمنتخبات الأفريقية والعربية عامة الاستفادة منها في البطولات والمواجهات مع منتخبات كبيرة بحجم منتخب البرازيل.

 

الإيجابية الأولى:

 

تمثلت في أن كرة القدم لعبة لا تعترف بالفوارق إذا ما اقتنع اللاعبون في قرارة أنفسهم بقدرتهم على مواجهة الفريق الآخر، ولو كانت المواجهة بين مصر التي تأهلت مرتين فقط لكأس العالم وبين البرازيل صاحبة خمسة ألقاب في المونديال العالمي!

 

الإيجابية الثانية:

 

كرة القدم لعبة لا تعتمد على النظريات ولا على التاريخ ولكن على حجم تركيز اللاعبين والإدارة الفنية للفريق في كيفية تنظيم أداء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، فقد خرجت قبل المباراة استطلاعات وتوقعات للعديد من وسائل الإعلام العربية قبل الأجنبية تؤكد أن مصر في طريقها لتلقي خسارة كبيرة من البرازيل، حتى أن غالبية الجماهير ومنها المصرية كانت تُمني النفس بألا تخرج المباراة برقم قياسي من الأهداف.

 

الإيجابية الثالثة:

 

التوظيف الجيد من المدير الفني للفريق للاعبيه، والتي تمثلت في قيام مدرب مصر حسن شحاتة بالاستفادة من أخطائه في مباراة الجزائر الأخيرة (1-3) بعدم التوظيف الجيد للاعبيه خاصة في خط الوسط والهجوم عندما دفع بمحمد أبو تريكة كمهاجم صريح بجانب محمد زيدان وهو المكان الذي لا يجيد فيه الأول بل ويحرم المهاجمين من الاستفادة من موهبته في صناعته السلسة للأهداف، وهدف زيدان الثالث خير دليل.

 

والغريب أن شحاتة استمر على نفس هذا الخطأ في الشوط الأول، من مباراة بلاده الأولى في كأس القارات 2009 التي تستضيفها جنوب أفريقيا، فتخلى المدرب المصري في الشوط الثاني عن خوفه وبث في لاعبيه التحفيز ( وكما يقولون في العامية المصرية: أعطاهم حبوب الشجاعة) والتي تمثلت في دفعه بأحمد عيد عبد الملك كمهاجم صريح بجانب زيدان ورجوع أبو تريكة لمركزه الأصلي كصانع ألعاب، وهو ما أحدث تلك النقلة النوعية الكبيرة في الأداء المصري خلال الشوط الثاني.

 

الإيجابية الرابعة:

 

الاستفادة من النقد الإعلامي للاعبين وللإدارة الفنية في حال فشل الفريق كما حدث عقب مباراة الجزائر، وعلى الرغم من الجدل الدائر في الإعلام المصري طيلة الأيام الماضية، ونقد البعض لحسن شحاتة الذي غضب بدوره من هذا النقد.. إلا أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في تحفيز اللاعبين على تحسين صورتهم التي اهتزت بشدة عقب خسارتهم أمام الجزائر، وهو ما اتضح خلال الشوط الثاني –تحديداً-.

 

الإيجابية الخامسة:

 

ضرورة التخلي عن الخوف الذي يلازم اللاعبين إذا ما واجهوا نداً كبيراً، فالخوف يُكبل أداء اللاعبين وهو ما بدا جلياً في لاعبي خط الدفاع المصري في الهدف الأول الذي دخل مرماهم عبر كاكا في بداية المباراة، ولم يستغل لاعبو مصر فرصة التعادل السريع، فدب الخوف مجدداً في خط الدفاع بشكل خاص والحارس عصام الحضري ما أسفر عن هدفين آخرين.

 

لكن جاء الشوط الثاني حاملاً معه فريق وصفه أحد الزملاء بأنه (فريق يبدو أنه جاء من كوكب آخر) طارداً لحالة الخوف التي انتابته، مُتخلياً عن نمطيته، مُتحلياً بالجرأة والشجاعة، فكان الأداء القوي الذي أدهش العالم ونتج عن هدفين ليعادل المنتخب المصري نظيره البرازيلي 3-3، وطمع المصريون في اللقاء بعد أن أيقنوا أن كرة القدم لا تعترف بالفوارق.

 

ربما تبدو هذه هي أهم الدروس المستفادة من مباراة البرازيل ومصر التي ستكون عالقة في أذهان المصريين والعرب والأفارقة لسنوات عديدة، يمكن للجميع أن يستفيد منها، وكان أول من ألمح لذلك المدرب الصربي بورا ميلوتينوفيتش المدير الفني لمنتخب العراق، عندما طالب لاعبيه مساء أمس الاثنين بأن يلعبوا مباراتهم المقبلة أمام إسبانيا بطل أوروبا بقوة وعدم الخوف والاستفادة من أداء مصر أمام البرازيل في الشوط الثاني والتي تغيرت فيها المعايير تماماً.

 

خلاصة القول

 

لعل أهم درس من تلك المباراة لم يأت بعد، وهو ضرورة الاستفادة من تلك الدفعة المعنوية الهائلة التي حاز عليها المصريون عقب المباراة، والإشادة التي سُبغت عليهم من الإعلام المصري والأجنبي على حد سواء، لينجحوا في الوقوف نداً قوياً أمام إيطاليا في مباراتهم الثانية في كأس القارات.. فيما ترى الجماهير المصرية أن الدرس الأكثر استفادة هو إمكانية عودة المنتخب المصري للمنافسة بقوة على حجز تذكرة مجموعته المؤهلة لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا بعد أن وهنت تلك الفرصة بتعادله المخيب في أول لقاء مع زامبيا في القاهرة ثم الخسارة من الجزائر.

عن الجزيرة الرياضية








طباعة
  • المشاهدات: 4441
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
15-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم