حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,24 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 6544

رحلة الى الكرك

رحلة الى الكرك

رحلة الى الكرك

23-06-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

طالعت بين أوراقي بداية مقالا كنت قد كتبته في أثناء رحلتنا إلى الكرك، لكن قلمي كان عاجزا عن المتابعة لأنه كان يحتاج إعادة صياغة لكلماته قبل أن ينطق ببنت شفة ،لم نكن متوجهين إلى حقول التوليب لنقضي عطلة صيف ولم نكن ننوي الإقلاع إلى لندن . كنا متوجهين إلى الكرك،فلقد قرأت مرة رواية الطيب الصالح "موسم الهجرة إلى الشمال"،فأحببت أن أسمي رحلتنا هذه "موسم الهجرة إلى الجنوب"،إلى رحم الوطن. طالعتنا على بوابة الكرك لافتة تقول :" بلدية الكرك ترحب بكم "، وأمأت: تفضلوا. لنسير في اتجاه قلعة الكرك التي طالما اشتقت لزيارتها و الناظر إليها من أسفل يكاد يفقد رأسه لكونها تقبع على قمة جبل لتحتل مكانها عليه سيدة رزينة … جميلة ورائعة في كامل ألقها . وساقتنا خطواتنا إلى القلعة لنتنقل بين أزقتها و شوارعها ، و يالها من حصن منيع منعة أهله والناظر من فوقه يكاد يذهل ، فهو مطل على ما حوله إطلالة النسر إلى من في الأرض . ولم نألو جهدا عن التقاط الصور هنا وهناك لنحملها معنا شاهدا على زيارتنا لقلعة الكرك ،ومحطة جميلة في حياتنا ننظر إليها بإعجاب وشوق. ولأعود إلى متابعة رحلتي في الكرك حيث اشترينا طعام ا الغداء من المرج ، ثم اتجهنا إلى أحد جبال الكرك ، لنواجه ما لم يكن في خواطرنا ،حيث غابة الكرك التي أجهل اسمها ،لكنها غابة جميلة مغلفة بالنشوة ، جلسنا هناك بكل احتفائية لنعيش مع أشجارها ساعات حالمة لنضرب مع مساءها موعد حب في مقهى مشرع الأبواب إلى السماء. ودعنا الكرك وأخذنا متاع الذاكرة ومضينا على استحياء ،كانت الكرك في وداعنا ومعها قلعتها ورجالاتها لوحت مودعة :" عودوا فزورونا"،وليغفر لي التاريخ فالكرك كانت وما زالت مصنع الرجال ،من بين يديها يتدفقون ينبوعا سائغا عذبا. بعد الزيارة بشهور " إن شخصا لم يشم زهرة قط ،لم يتأمل نجمة ،لم يحب ، لم يفعل شيئا في حياته سوى جمع الأرقام والحسابات،شخص كهذا ليس إنسانا انه طحلب" سانت اكزوبري-الأمير الصغير. وما وضعي لهذه العبارة بين سطوري إلا لأقول أن هذا الوطن الممتد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه هو امتداد لحبنا . يقول أحدهم:"إذا احتفظت في قلبي بغصن أخضر، فان طائرا ما لابد أن يقف عليه…" أما الكرك فقد احتفظت في قلبها بغابات من الأشجار لتقف عليها ملايين الطيور. بعد شهور من هذه الرحلة قرأت في إحدى الصحف المحلية عبارة تقول: " جميد كركي 100% " ،فقلت لنفسي هل يا ترى هناك جميد كركي بنسبة 50 % مثلا ، للكرك مذاقها الذي لا يخفى على محبيها تماما كما لا يخفى طعم جميدها على ذواقته. أما أن فيطيب لي أن أودعك يا كرك بما يودع المحب العربي الصادق حبيبته، لن أحبك على طريقة الساذجين ولن أضرب لكي موعدا في مقهى قذر بما يحمله مرتادوه من حب قذر ،سأحبك بحرا أطلقت فيه الشراع ،وخيلا أطلقت لها العنان ،سأحبك كما يحلو لي أن أحب وعلى رأي أحد الكتاب : لن أقف معك على بوز التايتانيك مثل جاك و روز. بل سأقف معك على امتداد هذا الوطن لأقول لكي ما قاله نزار قباني يوما: أحبك مرفوعة الرأس مثل قباب دمشق ومآذن مصر فهل تسمحين بتقبيل جبهتك العالية.








طباعة
  • المشاهدات: 6544
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
23-06-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم