04-04-2008 04:00 PM
العام الماضي كتبت في عهد دولة معروف البخيت مقالا أناشد به حماية حقيقية للبندورة وطالبت مستغيثاً الحكومة بمقال " إلا البندورة يا رئيس الوزراء" بصفتها احتياط هام واستراتيجي لبطون الفقراء ومنقذ لأفواههم ، و الأسبوع الماضي قرأنا لأستاذنا باسم سكجها مقالا يرثي به أيام المنسف المليء بشقف اللحم البلدي ، بعد فورة ارتفاع الأسعار الرهيبة ولكننا لم نعد نطمع بالمنسف بعد ان وصل سعر كيلو البندورة أيضاً إلى سعر خيالي ،لا يوصف ! و يقترب قليلا من الدينار ، ولم أعتقد يوما أن البندورة قد تخون الفقراء وتتخلى عنهم ، وإذا أصبح كيلو اللحم صعب المنال وتقطيع دجاجة داخل المطبخ لعرضها على طنجرة المقلوبة لا يتحقق سوى يوم الجمعة ، فماذا سيأكل المواطن باقي الأسبوع ،فيبدو أن وجبة " مشي حالك" صارت أيضا مكلفة جداً ، فوجبة مكونة من علبة طن مع كيلو خيار أبهظ ثمنا من طبخة كاملة. والمضحك أن ثمن كيلوا التفاح يماثل نظيره من البندورة أي أن سلطة الفواكه صارت مثل سلطة المقلوبة سعراً. البندورة يا حكومتي هي الخط الأحمر الذي لن نتحمل تجاوز سعرها، ارفعوا سعر ما تشاءون أجعلوا من سعر الموز الصومالي عشرة دنانير والتفاح الأمريكي عشرين، والبرتقال الفرنسي خمسين، والكاشو والفستق الحلبي مائة دينار ، ولكن البندورة لا، فهي آخر معاقل الخضار التي يأوي إليها الفقراء الذين يُحملون على سيارة الإسعاف عندما يُشاهدون ثمن كيلوا اللحم البلدي ، خذوا كل أنواع اللحوم واطبخوا منها "ستيك أو شاورما هامبرجر وتفننوا في أسماء ساندويتشات اللحم التي لا أعرف منها سوى اسمها . أنتم أحراراً فالفقراء تنازلوا لكم عن كل ما يسبب الكولسترول ولن يكلفوكم أي عملية تسبب قسطرة ، هاهم يستمعون لنصائحكم الصحية ،ولكن اتركوا لهم البندورة . البندورة هي لون سيارة الإطفاء وثياب أهل السجون المنساقون إلى الإعدام إنها حقاً الخط الأحمر الذي يجعل من الأم تشاهد حمودة يأكل حبة فلافل جافة من دون حلقة بندورة لتمكنه من أن "يمزطها بسهولة" ماذا سيأكل الفقراء يا وزير التموين أو وزير الزراعة ؟. البندورة للفقراء ليست للصلصة وليست للصوص أي ليست ترفا يجعل من دجاجة قادمة من محل "أبو المعاطي " مروراً بالتتبيلة حتى خروجها من الفرن حسب مواصفات المرحوم تشكن تكا . البندورة هي البديل عن الشاي- بعد غلاء الغاز والسكر- لساندويش الفلافل، إنها العامل المساعد لصحن الحمص الذي يُقسم ألف يمين أن لا يغادر وجبة الإفطار عد الطفرانيين. الفقراء ينوعون على وجبات الطعام مثلكم يا معاليك وسعادتك ولكن تشكيلة الفقراء وقعت على شراكة استراتيجية مع البندورة أي اليوم الأول قلاية بندورة -كانت قبل عشر سنوات تحوي على لحمة مفرومة - وفي اليوم الثاني يطبخونها مع البيض واليوم الثالث بندورة مع بصل .... وهكذا تستمر القصة مع البندورة حتى يسحب الله أرواحهم الحمراء –من البندورة طبعا –. حتى البطاطا صارت أغلى من فاكهة "الكييوي " فماذا يأكلون سردين؟ فهو بحاجة للبندورة! بيض مقلي؟ بحاجة أيضا لبندورة ! .فأرجوكم نحن لسنا معنيون حاليا في النقط الأردني مثلما معنيين باحتياط البندورة في غورنا الحبيب ، فهل يعقل أن نظل على الخبز "الحاف" ونوم اللحاف ؟
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-04-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |