08-01-2012 05:32 PM
بقلم : هاشم الخالدي
قبل ايام عدت ظهرا الى منزلي الوادع الامين معتقدا ان الامور " عال العال : فطلبت من ام العيال تحضير وجبة الغداء كالعاده لحين الاستماع الى رواية ابنتي الصغيره "راما "حول سير دراستها اليومي في مدارس الرواد حيث تخوض هناك مرحلة الاول ابتدائي – بعد ان اكملت مرحله كي جي تو – على راي المتعصرنين.
كنت استمع لها مبتسما: قالت لي حرفيا: اليوم حدث شيئ خطير يا بابا في المدرسة ؟ لا اخفيكم فقد شدت هذه العباره انتباهي فسألتها مستفسرا عما حدث ؟؟؟ خير ان شاء الله ؟
لحظات واذا بها تروي لي حكاية ان ادارة المدرسه اضطرت لاغلاق البوابه التي تؤدي الى حافلات المدرسه التي كان من المفترض ان تقلهم الى المنازل لحين تجهيزها وان ذلك استغرق اقل من عشر دقائق كان الطلبه ينتظرون خلف البوابه لحين تجهيز الباص .
الى هنا اعتقدت ان الروايه سخيفه فطلبت من ام العيال الاسراع في ترتيب سفرة الغداء من اجل اخذ غفوه صغيره قبل استكمال يوم العمل المسائي .
اصرت " راما " على اكمال الروايه .. قالت لي : عندما مرت الدقائق العشر ولم تقم ادارة المدرسه بفتح البوابه بدأت اهتف بصوت عالي : الشعب يريد اسقاط الباب " وبدأ الطلاب يرددون معي هذا الهتاف الذي ارعب على ما يبدو حرس المدرسه فاضطروا لفتح البوابات المغلقه لاستيعاب غضبنا وقاموا بادخالنا الى الباصات التي حضرت سريعا وانتهت الازمه....
ضحكنا جميعا على تصرف "راما " لكنني منذ ذلك الحين ارتعبت خوفا مما جرى . ابنتي "راما" تحولت لصفوف المعارضه في المنزل وبدأت تعرف اصول اللعبه ويمكن بسهوله ان تؤلب البيت ضدي لانني كنت اعتقد بان منزلي محصن من المعارضه ولا يوجد به سوى الموالاه .... لكنني وعلى ما يبدو كنت مخطئا تماما ؟
استمريت بمراقبه "راما "على مدى ايام وخفت ان تنقل معارضتها لوالدتها واشقاءها فافاجأ ذات يوم بمجموعه منهم ترفع يافطات امام المنزل تطالب باصلاحي وفي نيتها اسقاطي !!!.
بعد ايام فقد مبلغ كبير من المال في منزلي كان مخصصا لمصروف الشهر لشراء حاجياته من الخبز والكاز ودفع فواتير الماء والكهرباء ، فاعتقدت عائلتي انني قمت شخصيا باخذ المبلغ من اجل انفاقه على اصدقائي وتحديدا على مدير مكتبي وسائقي الشخصي وبعض اصدقائي اللذين يرافقونني بالعاده في سفراتي الخارجيه .وبدؤوا يطالبونني بان اقتص منهم وان اعترف بانهم لصوص سرقوا مقدرات العائله ، لكنني خجلت من مواجهتم حرجا من بعضهم لما قدم اباؤهم لوالدي اثناء خدمتهم معه في الوظيفه العامه واخرون كنت اعتقد انهم موالون لي في خدمتهم معي ولم ادرك انهم كانوا يتدربون على اللصوصيه مستغلين طيبتي وقررت حمايتهم الى ما استطيع من حدود لعلهم يخجلون على انفسهم فيعيدون المال المسروق الذي هو حق لي ولاولادي ؟؟؟
ازداد غضب افراد العائله.... فقررت بعد تفكير طويل اجراء اصلاحات شبه حقيقيه من اجل امتصاص غضبهم المتصاعد وواتتني فكره بعد تفكير طويل ان اقوم بتقديم كبش فداء يطفئ لهيب الغضب المتصاعد ، فقدمت حارس العماره " جابر " الذي يعتني بالعاده بحديقة منزلي باخلاص وعنايه كشخص مفترض واكدت امام العائله انه هو السارق وتوعدته بالويل والثبور لكن ذلك لم يجدي نفعا حين اكتشفت العائله ان " جابر" مجرد كبش فداء صغير فارتفع سقف المطالب وبدات "راما " وشقيقتها " فرح" تطالبان علنا بمعاقبة سائقي الشخصي ومدير مكتبي وبعض اصدقائي ممن كنت احرص على ان لا يمسهم سوء بحكم العشره والصداقه متهمينهم بانهم من سرق "مونة البيت".
ادركت ان الامور لا تسير بخير فخفت ان اعود ذات يوم الى المنزل فاجد قفل الباب قد تغير وان "راما" نجحت في تأليب اشقائها على حمل يافطه مكتوب عليها عبارة " الشعب يريد اسقاط بابا " فاخسر كل شيئ .
اليوم .....لم اجد طريقا اسلم من المكاشفه فاعترفت بفساد الحاشيه- عفوا الاصدقاء وكبار موظفي مكتبي الذين لطالما اوهموني بان منزلي محصن من المعارضه وبان "راما" وشقيقتها " فرح " لا يمكن ان تخرجان عن طوعي ولا يمكن ان تدخلان الربيع العائلي ، لكنني كنت مخطئا تماما فادركت ان سياسة " كبش الفداء " لم تعد تنطلي على احد ولا بد من تقديم اللصوص الحقيقيين الذين سرقوا قوت عائلتي جهارا نهارا دون اي وازع من ضمير او مراجعه لمبدء الاخلاص الذي كنت افترضه فيهم.
هذه الاسقاطات الساسيه في المقال اعلاه كان لا بد منها كي ندرك ان الاصلاح الحقيقي لم يبدء بعد فاقولها بالفم الملان... لا حماية لفاسد لا حماية لفاسد... لا حماية لفاسد ....وللحديث بقيه.
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
08-01-2012 05:32 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |