بقلم : هاشم الخالدي

أتمنى أن تصل هذه الرسالة وأعتقد أنها ستصل بالتأكيد إلى رئيس الديوان الملكي رياض أبو كركي لأن ما يحدث في مكتبه الخاص أو في مكاتب الديوان الملكي الأخرى المكلفة بمتابعة قضايا المواطنين التي تنشر في الإعلام هو مسخرة بكل المقاييس وخداع من الدرجة الأولى وإستخفاف بالإعلام الأردني إلى درجة لا تطاق.

أعلم تماما أن هذه المقدمة قاسية جداً, وأدرك أن رئيس الديوان الملكي سيغضب من تلك المفردات رغم ما يجمعني به من صداقة لكن المهنية تفرض عليّ أن لا أسكت عما يجري وأن أكون طرفاً في الإصلاح وتحديداً في مكتب رئيس الديوان الذي وعلى ما يبدو فإن موظفيه أو لنقل بعضهم قد أخذتهم العزة بالإثم فإستهانوا بآهات المواطنين وأوجاع الشعب إلى درجة الإستهانة القصوى؟

سادلل على كلامي بالوثائق والوقائع, فقد نشرت سرايا رسالة لمواطن يدعى عمر العياصرة يناشد فيها جلالة الملك إنقاذ عينه التي أصيبت أثناء خدمته العسكرية إذ أثبتت التقارير الطبية أنه لا يوجد علاج لقرنية عينيه إلا في الخارج؟

بعد ساعة من نشر التقرير على سرايا هاتفنا الديوان الملكي وابدى إستعداده للمساعدة وقمنا بإيصاله بالمواطن ، لكننا فوجئنا - وأتمنى ان لا يكون كلامي صحيحا - بأن الديوان يهدف من هذه الإتصالات أن ينشر في سرايا أن الديوان الملكي يستجيب لكذا وكذا ويقع المواطن المسكين بعد ذلك في فخ المتابعة اليومية مع الديوان لنكتشف بعد ذلك أن القضية مجرد وعود و"بروباغندا" هدفها إعطاء الوعود ... والوعود فقط؟

أمر اخر مؤسف للغاية ... فبتاريخ 20 / 10 / 2011 نشرت سرايا قصة مؤلمة لشاب يدعى إيهاب السعدي موجها نداء إستغاثة لجلالة الملك بعد ان أصيب بمرض "الغرغرينا" التي إستفحلت في كامل جسده وقطعت إحدى قدميه وبدأت تنخر الأخرى.

وكالعادة ... بعد ساعة من نشر القضية على سرايا تلقينا إتصالاً من الديوان الملكي وطلبوا فيه هاتف المواطن، بالفعل تحدثوا معه وكان بأمس الحاجة لزرع خلايا جذعية في عينه وأطراف صناعية ووعدوا بتقديم المساعدة ثم ذهبت القصة أدراج الرياح وما زال الموطن "إيهاب" فاقداً لبصره وتتاكل أطرافه يوماً بعد يوم بإنتظار تنفيذ الديوان الملكي لوعده فلا يحدث شيء على الإطلاق؟

ما ذكرت أعلاه هما آخر حالتين وعدهما الديوان الملكي بالمساعده عبر سرايا ولم ينفذ وعوده وكأنه يريد من سرايا أن تروج فقط بأن الديوان الملكي يستجيب لنداء المواطنين، وبعد أن يكون الديوان قد أخذ ما يريد من هذه الرسالة تطوى الشكوى ولا يعود لها أهمية لكنهم ينسون بالعادة أن هذه الوعود تصبح أمل حياة بالنسبة للمواطنين الذين يأنون بالألم كل لحظة على أمل أن ينهي الديوان الملكي معاناتهم كي لا تذهب القصة عند "عمك طحنا" - كما يقال - ويغلق الملف!؟

أتمنى على رئيس الديوان الملكي الذي تفائلنا بقدومه خيراً أن يحقق في مثل هذه القضايا وأن يدرك طاقم مكتبه أن الوعود التي لا تنفذ... تترك في النفس الماً أكثر بكثير من عدم الإستجابة... اللهم إني بلغت اللهم فأشهد.

الكاتب: مؤسس موقع سرايا

hashem7002@yahoo.com