حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,10 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 5768

الانكليزي والاسباني مثالاً : هل ثلاث نقاط عند الفوز جيدة لدوري كرة القدم؟

الانكليزي والاسباني مثالاً : هل ثلاث نقاط عند الفوز جيدة لدوري كرة القدم؟

الانكليزي والاسباني مثالاً : هل ثلاث نقاط عند الفوز جيدة لدوري كرة القدم؟

18-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا -

سرايا - عندما اقترح جيمي هيل* نظام ثلاث نقاط عند الفوز في مباراة في الدوري الانكليزي، أكد أن تطبيق ذلك سيحدث "ثورة" في كرة القدم. ولكن الإحصاءات لم تدعم مطالباته.في بلدة تعاني من طاعون الحشرات، شرع مجلس البلدية بتقديم الأموال إلى أي شخص يمكنه أن يثبت أنه قتل فئراناً بجلب جثثهم إلى مكتب التسجيل. لبعض الوقت بدا أن هذه الخطة قد نجحت وعدد الفئران التي جلبت إلى المكتب بدأ بالتناقص، ولكن بعد ذلك بدأ بالارتفاع من جديد. حيرة المسؤولين في المجلس تعقبت أفضل الماسكين للفئران، فاكتشفت أنهم يقومون بتربية الفئران خصيصاً لقتلهم والحصول على الأموال.زيادة الحوافز التي تقدم ليست بالبساطة التي قد تبدو. فعندما وضعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية برنامجاً لمكافأة العملاء الميدانيين وفقاً لعدد تجنيد الجواسيس لها، أظهرت النتائج ارتفاع أعداد المجندين ولكن تراجع في النوعية. موظفو الخدمة المدنية حكموا على نتائج البرامج التدريبية التي يتعرضون لها وبدأوا بفحص الذين هم بأمس الحاجة إلى المساعدة.عرض ثلاث نقاط للفوز ربما كان له تأثيراً ضاراً على كرة القدم.

 

انخفاض عدد الحشود دعت إلى تدابير جذرية

نقطتان عند الفوز كانت نتيجة منطقية عند بداية منح النقاط للدوري ونبع مباشرة من أيام   التحدي في المباريات. شخصان أو فرق تتنافس على جائزة مالية. الفائز يأخذ كل شيء، أما إذا كان هناك التعادل، فإن الجائزة ستقسم بينهما. ومضى هذا الأسلوب لأكثر من 90 عاماً من دون أي تحدٍ. ولكن بحلول عام 1980 كانت كرة القدم في انكلترا تواجه صعوبات خطيرة: الجماهير انخفضت أعدادها إلى النصف تقريباً من ارتفاع أكثر من 40 مليون مشجع كانوا يحضرون في منافسات لكل موسم مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وكان من الواضح أن شيئاً ينبغي القيام به. وفي تشرين الأول من ذلك العام جميع رؤساء الأندية الانكليزية اجتمعوا لوضع رؤية جديدة للمستقبل.

 

"الركود أعطى تضاؤلاً صارماً لمشجعي كرة القدم بالإدراك التام للأولويات" هكذا كتب ديفيد لاسي في صحيفة "ذي غارديان"، وأضاف: "الذهاب لمشاهدة مباراة لكرة القدم يأتي في ذيل القائمة، أقل مما كان عليه في السابق، بسبب الأداء الممل وعنف المشجعين والافراط في عرضها على شاشات التلفزيون وزيادة التكلفة، ليس فقط بسبب أسعار التذاكر، وإنما الذهاب إلى الملاعب والعودة منها وشراء الطعام والمشروبات في الطريق، خصوصاً عندما كانت الرواتب ضئيلة، فالناس بدأوا بايجاد شيئاً أفضل وأرخص للقيام به".

 

 

ومن المستحيل أن الأندية سترفض المداخيل من التلفزيون، كما ثبت ذلك بوضوح عند ازدهار استثمارات نقل المباريات مباشرة في تسعينات القرن الماضي. ومن الواضح أن نقل مباريات أكثر لكرة القدم في التلفزيون لن يؤدي إلى انخفاض عدد المشجعين في الملاعب، إلا أن الأندية لم تكن تملك الموارد الصحيحة لمعالجة الشغب في الملاعب وحولها – كان للعبة حظاً كبيراً في الفترة التي نشرت فيه توصيات "تقرير تايلور" (تقرير لورد تايلور الذي صدر بعد تحقيقات كارثة هيلزبوره في عام 1989)، التي كان لا بد من تنفيذها متزامنة مع فترة الازدهار العامة مع استثمارات تلفزيون "سكاي سبورتس" – والتي لم تستطع أن تفعل إلا شيئاً قليلاً بشأن الاقتصاد. ولكن كان يمكنها معالجة "اللعب الممل"، وكان هناك الكثير من ذلك. وهذا جاء، بعد كل شيء، بعد شهر من ابلاغ المدير الفني لنادي ستوك سيتي آنذاك ألن ديربان الصحافيين، الذين انتقدوا أسلوبه في مباراة التعادل السلبي الكئيبة ضد ارسنال، أنه إذا كانوا يريدون التسلية فينبغي عليهم الذهاب ومشاهدة المهرجون.

 

لذا الفريق الذي كان يعمل تحت إدارة جيمي هيل اقترح زيادة مكافأة النادي الفائز بمنحه ثلاث نقاط. ووافق معظم رؤساء الأندية المجتمعين على هذا الاقتراح من دون أي تردد، وإن كان هناك صوتاً ونيف عارض ذلك. وقال المدير الفني لارسنال آنذاك تيري نيل: "قد يحصل أن الفريق المتقدم بهدف أن يتراجع قليلاً ليدافع عن مرماه أكثر من الوقت الحالي".

 

البطل سيظل دائماً بطلاً

إذاً ما هو الفرق الذي سيحصل؟ في أحد معانيه، لا شيء على الاطلاق. فإذا تم تطبيق نظام ثلاث نقاط للفائز في كل موسم منذ العودة إلى الحرب العالمية الثانية، فإننا سنلاحظ أن حال البطل في كل موسم ستبقى على ما كانت عليه. وإذا تم تطبيق نظام النقطتين للفائز في كل موسم منذ التعديل، فإنه سيكون موسم 1994/95 هو الذي الذي كان سيتغير عندما فاز مانشستر يونايتد باللقب بفارق الأهداف عن بلاكبيرن (وحتى في هذه الحال، فقط لأن بلاكبيرن دخلت مرماه كرة الركلة الحرة لجيمي ريدناب في آخر دقيقة في آخر مباراة له في الموسم أمام ليفربول). ويمكن القول، على رغم ذلك، إنه للدلالة على القوة: في إطار ثلاث نقاط عند الفوز، مثل نقطتين للفائز، السمة الغالبة تكون للفريق الأفضل.

 

على نحو مختلف، يمكن أن نرى أن للتغيير نجاحاً محدوداً. في 5 مواسم قبل التعديل، كان متوسط التعادل 133.0 لكل موسم فيما كان يسمى آنذاك دوري الدرجة الأولى. في 5 مواسم بعد التعديل كان معدل التعادل 133.4. على سبيل المقارنة، كان هناك 100 في الدوري الممتاز في الموسم الماضي، فإن الاستنتاجات المحتملة بعد أخذ احتمالات خفض عدد أندية الدوري الممتاز من 22 إلى 20، فإننا سنحصل على معدل 121.6.

 

ثمة حافز إضافي للفوز

لذا يبدو أنه بعد عام 1981 الأندية أصبحت أكثر مهتمة بالفوز. ولكن بدأت تتراجع منذ ذلك الحين، وعلى ما يبدو أن الاتحاد الدولي لكرة القدم كان قلقاً حول كيفية تعامل جمهور الولايات المتحدة من مباريات التي تنتهي نتائجها بالتعادل. دشن نظام ثلاث نقاط للفوز قبل نهائيات كأس العالم لعام 1994. ولكن الأمر لم يختلف اطلاقاً. انتجت المباريات في الـ36 في مرحلة المجموعات 8 تعادلات، تماماً مثلما كانت في مونديال ايطاليا 1990.

ويبدو أن هذا التغيير شجع أيضاً على ظهور المزيد من اللعب الهجومي: في المواسم الخمس المؤدية إلى التعديل بلغ متوسط الفوز للأندية التي تلعب على أرضها 1.60 هدف لكل مباراة وللفرق الزائرة كان متوسط الفوز 1.01. وبعد التعديل كان متوسط الفوز للأندية على أرضها 1.64 والفرق الزائرة 1.07 (في الموسم الماضي كانت الأرقام 1.53 و1.11). وهذا هو تغيير طفيف. ولكن المتفائلين يمكن أن يقولوا إن الفرق التي تلعب خارج أرضها أصبحت تهاجم أكثر نسبياً – مشيرين إلى أن هذه الأندية كانت أقل استعداداً للخروج بنتيجة التعادل.

 

عوامل أخرى في تخمة الأهداف

مع ذلك، سيكون من الصعب المطالبة - كما كرر هيل مراراً – أن ثلاث نقاط للفوز ستحدث "ثورة" في كرة القدم. ويمكن ملاحظة، على سبيل المثال، أنه في الموسم 1980/81، آخر موسم لنقطتين للفائز، فإن عدد المباريات التي انتهت بالتعادل قد هبط بالفعل إلى 118، في حين أن متوسط الأهداف بلغ 1.64 لكل مباراة للفرق الفائزة على أرضها و1.02 للفرق الزائرة. ولعل النزعة كانت بالفعل متجهة إلى ذلك، ومن المؤكد أن حظر ارجاع الكرة إلى حارس المرمى والتصدي للاعب من الخلف جعلتا التأثير أكثر راديكالية. فمتوسط الأهداف للمباراة الواحدة ارتفع في مونديال ايطاليا من 2.31 إلى 2.71 في مونديال الولايات المتحدة 1994.

 

هل كان تيري نيل على حق؟

ظهرت أرقاماً مثيرة للقلق أكثر في 2006 عندما قام الخبيران في الاقتصاد لويس غاريسانو واجناسيو بالاسيوس – هويرتا بدراسة تأثير خطوة الانتقال من نقطتين إلى ثلاثة للفائز في اسبانيا. "فيفا" اعتمد اقتراح ثلاث نقاط للفائز جزءاً من قوانين اللعبة في عام 1995، وطبق في كل انحاء العالم قبل بدء موسم 1995/96.

في دراستهما "تدمير البطولات: جعل هذه اللعبة الجميلة أقل جمالاً"، غاريسانو وبالاسيوس – هويرتا حللا موسم 1994/95 – الأخير للنقطتين للفائز – وتم مقارنته بموسم 1998/99 – اختيارهما للموسم الرابع من البروتوكول الجديد - لأنه "لا يتطلب منّا أن نفترض أن الأندية عرضة على التعديل الفوري لسلوكها مع الوضع الجديد". ودرسا أيضاً مباريات في بطولة "كأس ملك اسبانيا" – التي تحتفظ بهكيل خروج المغلوب – للتحكم على تدخل عوامل أخرى، مثل التطورات التكتيكية أو صرامة الحكام وما شابه ذلك.

هذه الدراسة هي من التعقيد بحيث لا يمكن البحث في تفاصيلها هنا، وتم تصنيف بعض اللاعبين بكل سهولة بـ"المهاجمين" أو "المدافعين"، ويبدو أن هذا كان مبالغاً في التبسيط، ولكن برزت بعض النقاط الأخرى. أساساً، اهتمام نيل تجلى بأن الدراسة وجدت أنه "عندما يكون الفريق المتقدم أكثر محافظاً، يكثر من عدد مدافعيه، يسجل أقل أهدافاُ، ويسمح لمنافسيه عدد أقل من محاولات التسجيل".

 

وكما هو متوقع "عرض الحوافز الجديدة نبع من انخفاض عدد المباريات التي تنتهي نتائجها بالتعادل"، ومع ذلك فالنتيجة الطبيعية لذلك كان أن "عدد المباريات التي انتهت نتائجها بالأهداف الكثيرة انخفض أيضاً. جهود التدابير الهجومية، مثل محاولات التهديف وركلات الجزاء قد ازدادت، في الوقت ذاته ازدادت أيضاً مؤشرات العنف مثل ارتكاب الأخطاء والسلوك غير الرياضي التي تعاقب ببطاقة صفراء".

 

وبمزيد من الدقة "الجهد في الهجوم" قد ازداد بنسبة عشرة في المئة (متأثرة بأي تغييرات خارجية التي كشفت عنها بطولة كأس ملك اسبانيا)، وفي الوقت نفسه ارتفعت نسبة ارتكاب الأخطاء إلى 12.5 في المئة، "جوهر النتيجة لهذه القوة المعارضة هو أن عدد الأهداف التي تم تسجيلها لم يتغير". وبعبارة أخرى، الأندية التي كانت أكثر يأساً لتسجيل هدف التقدم، بعد أن فعلت ذلك، أصبحت أكثر سلبية، لأنها تقاوم لفقدانها نقطتين بدلاً من حصولها على نقطة واحدة إذا حصل التعادل.

أما الفريق المتأخر، في الوقت ذاته، فإنه سيكافح من أجل الحصول على نقطة احدة. وقيمة هذه النقطة أقل نسبياً في إطار ثلاث نقاط عند الفوز (على رغم أن التعادل، بطبيعة الحال، خطوة ضرورية للحصول على النقاط الثلاثة).

غاريسانو وبالاسيوس – هويرتا بيّنا أن ثلاث نقاط للفائز "تخفض من احتمال تسجيل هدف إضافي من جانب الفريق المتقدم إلى حد كبير. فضلاً عن ذلك، قبل نهاية المباراة، الفريق المتأخر سينهي المباراة بمحاولات أقل في الهجوم مما كان عليه قبل حافز التغيير".

 

الفرق القذرة يعني أقل عدد من المشجعين

للنظر إلى أن المباريات التي تؤدي إلى التغييرات تميل إلى أن تكون أكثر حبطة. ويبدو هذه أخباراً سيئة لكرة القدم، حتى لو ازدادت قوة المباراة وكثافتها – كما يتبين من العدد المتزايد للأخطاء – الأرقام تثبت ذلك: "وجدنا أن الحضور في انخفاض كبير في أي ملعب عندما تزوره فرق تلعب بخشونة"، أكد غاريسانو وبالاسيوس – هويرتا ذلك. أرقامهما تظهر بوضوح أن الفريق الذي يحاول أن يحمي تقدمه يلعب بطريقة أكثر خشونة في ظل ثلاث نقاط للفوز من نقطتين. وبعبارة أخرى، وبحساب كل الأشياء المحيطة بالمباراة، يبدو أن الفوز بثلاث نقاط له أثر أكثر ضرراً.

الفوائد

 

ولكن ما هو الدليل؟

هيربرت تشابمان (مدرب سابق لنادي ارسنال) حذر، قبل نصف قرن من اجراء هذه التغييرات، من مخاطر وضع الافراط في التركيز على الفوز. كان شديد الانتقاد لجعل اللعبة أكثر واقعية وتجريدها من بعض الصفات الجمالية التقليدية، إلا أنه يبدو أنه تأسف على ذلك في سلسلة من كتاباته التي نشرت بعد وقت قصير من وفاته في عام 1934، إذ ذكر: "لم يعد من الضروري بالنسبة إلى الفرق أن تلعب بشكل جيد. يجب عليها أن تسجل أهدافاً بأي طريقة كانت وتحصل على النقاط. مهاراتهم، في الحقيقة، تقاس بوضعهم في لائحة الدوري".

وهو، ما يبدو أن معظمهم سيتفق على ذلك، ما ينبغي أن يكون: لا أحد يرغب بمباريات التي تقرر نتائجها لجنة من القضاة تمنح نقاطاً للجدارة الفنية. ثلاث نقاط للفوز تساعد على الأقل على منع الفرق من التوصل إلى اتفاق ضمني واللعب في الدقائق الأخيرة من المباراة للتعادل.

 

 * حياته المهنية كانت تقريباً في كل مجال يحيط ب كرة القدم بما فيها لاعب ومدرب ومدير فني ورئيس نادي فولهام ومحلل. في عام 1957 أصبح رئيساً لرابطة اللاعبين المحترفين وقاد حملة لإلغاء الحد الأقصى للأجور البالغة آنذاك 20 جنيها وحقق ذلك في كانون الثاني 1961، عندما اشترى فولهام زميله جوني هاينس الذي أصبح أول لاعب تم شراء خدماته بـ100 جنيه استرليني.
ايلاف








طباعة
  • المشاهدات: 5768
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
18-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم