حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12038

أخر ليالي شهرزاد

أخر ليالي شهرزاد

أخر ليالي شهرزاد

11-04-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 بعد أن كانت شهرزاد تحكي للملك شهريار حكاية كل ليلة لتنقذ بها نساء بغداد من الإعدام شنقا تمنعت عندما وصلت الحكاية الواحدة بعد الإلف عن رواية الحكايات الخيالية . فشهرزاد تعبت من الكذب على الملك ورواية القصص الخيالية ونوت في تلك الليلة قص حكاية حزينة للملك تكون حكاية حقيقية ليست من نسج الخيال، وليست مقتبسة، بل تحكي له عن الدمار والخراب الذي سيلحق ببغداد على أيدي بعض من الرعيّة، فبغداد جميلة، وتسّر النظر، ويهيم بها كل من دخلها وغادرها، وستصيب بغداد وتنالها (العين) بالحسد، لذا فإنها ستطلب من الملك أن يعلّق على أبوابها فردة كندرة وبعض الخرز. نوت شهرزاد أن تحكي عن محن بغداد في سالف الدهر والأوان، ستخبره أن لكل عصر مغوله، وما حدث لبغداد من المغول في المرة الأولى، سيتكرر في عصر أخر، وابن العلقمي الذي قتله المغول بعد أن انتهوا من عمالته وخيانته بتسليمهم مفاتيحها، سيظهر من جديد، وسيظهر أحفاده في عصرا أخر، وسيقدمون بغداد ذبيحة صباح العيد مرة أخرى للمغول على طبق من ذهب فقدر بغداد مرتبط بابن العلقمي والمغول. كانت شهرزاد تريد أن تحكي للملك عن اجتياحهم لبغداد في الزمن القادم , ورغم تحذيرات الآخرين لها أن الملك لن يتقبل أن تذكره بمغول عصره إلا إنها أصرّت أن تحكي، لأن ضميرها يؤنبها، ولم تعد قادرة على حجب الحقيقة عن الملك، وتمضي في خداعه فترة طويلة، ولاسيما إنها تعشق بغداد وتخاف عليها من المغول والتتار.. أرادت أن تحكي نبوءتها لبغداد عندما يجتاحها المغول مرة أخرى، وبمؤازرة أحفاد"ابن العلقمي" تخبره أنهم سيدخلون بغداد، وينهبون المكتبات، والمتاحف، سينهبون الكتب، والآثار، والتحف، يهينون الأطفال والنساء، ويداهمون البيوت والمساجد، ويعتقلون الشباب والرجال، وأرادت أن تقول له أن المؤامرات ، لا تتوقف على بغداد، والدسائس تحاك تحت العباءات وفوقها، وفردة الكندرة، لا تحمي بغداد من العيون والحسد، لان بغداد تعيش بالحب ، وبالحب وحده تقهر المغول وأبناء وأحفاد ابن العلقمي. دخلت شهرزاد غرفة نوم الملك، وكانت تنوي أن تحكي وتسرد له حكاية بغداد في قادم العصور والزمان، لكنها تأخرت حتى الفجر موعد صياح الديك وإدراك الصباح وأبصرت جثت شهريار معلقة بحبل مربوط وبيده مصحف عثمان ولسانه لم يكمل بعد لفظ الشهادتين وتأكدت بعد ذلك أن قاتل نساء بغداد لم يكن شهريار.








طباعة
  • المشاهدات: 12038
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
11-04-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم