24-01-2012 06:34 AM
بقلم : هاشم الخالدي
سأنتقل هذه المرة للحديث عن نطاق العائلة الأوسع من نطاق البيت، فقد كنت تحدثت سابقا عن خشيتي من ابنتي "راما" ذات السنوات الست، التي أصبحت تعرف أصول اللعبة، وتعارض كيفما تشاء، وتطالب على الدوام بمحاكمة سائقي الشخصي ومدير مكتبي لأنهم كما قلت في المقال السابق "سرقوا مونة البيت".
أعترف أن "راما" ايقظت في نفسي أشياء كثيرة أهمها انني أصبحت عازماً على المضي بإصلاحات حقيقية في منزلي المتواضع، وأصبحت أكثر حرصاً على شعور "راما" وغضب ابنتي الأخرى "فرح".
ما يؤرقني الان ليست مطالبات "راما" الحثيثة بضرورة الاسراع بعملية الإصلاح ومكافحة الفساد في منزلي، لأنني أصلاً كنت انتظر هذه الفرصة كي أمضي بتلك الإصلاحات، لكن قوى العائلة الأخرى التي بدأت تتدخل في أمور منزلي، وأمور مكتبي أصبح يؤرقني إلى حد كبير.
سأتحدث هذه المره عن عمي "ابو مرشد" الذي يقطن منطقة الجبيهة منذ أعوام طويلة، ويشعر داخلياً انني استطعت تقليص نفوذه وسطوته عند والدي، إذ تمكنت ذات ربيع خلا من وضع حد لهذا النفوذ ولتدخلاته المتكررة في شؤون عائلتنا، فمنحني الوالد ثقته الكاملة التي هزت مكانة عمي، رغم أنني لم أكن معنياً بالدخول في حرب باردة – كما امريكا والسوفييت – مع عمي هذا، ولكن.... وعلى ما يبدو فإن الأخير بدأ باستغلال معارضة "راما" وغضب "فرح" معتقداً ان الاسرة أصبحت متفككة وأنه آن الاوان "لأخذ الثأر".
بعد أيام رصدت لقاءاً جمع عمي "أبو مرشد" بإبنتي "راما" في احدى قرى الطفيله اذ لم يخلو اللقاء من تحفيز عمي لابنتي " راما " على المطالبة بحقوقها بصوت أعلى، لا بل زاد انه يفضل أن تبني "راما" خيمة عصيان أمام منزلي ، ولا ضير أن تهدد بحرق نفسها لإجباري على تنفيذ طلباتها – هكذا أراد عمي – تخيلوا؟!
بعد أيام وصلتني معلومات عن خطورة من يحرضهم "عمي" ضدي ، اذ استطاع تأليب موظفي المكتب الذين يعملون معي والوصول إلى الموظفين المتقاعدين لتحريضهم على مقاضاتي بحجة أنهم لم يأخذوا ما يستحقون من رواتبهم التقاعدية؟! كنت أتابع المشهد أول بأول صامتا محتسبا حتى دخل اخي غير الشقيق والمسمى "حازم" الى مضمار استغلال الربيع العائلي الذي تمر به اسرتي، وأصبحت زوجة أبي معنية بإبقاء صبغة التوتر على صعيد الأسرة لأسباب عديدة منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي.
سأعترف اليوم انني وأخي "حازم " تربطنا علاقة ود واحترام قل نظيرها، ورغم شعوري بأنني قصرت مع أخي "حازم" ذات خريف مضى، إلا أن محبته في قلبي لا يمكن أن تتزحزح، ولا أدري لماذا يتحرك أخي "حازم" وعمي "ابو مرشد" على نهج تفسيخ أسرتي رغم ما أكنه لهم من محبة.؟؟
في ظل هذه الأجواء العائلية المتوترة، لم اجد مفراً من المشورة، فساقني القدر إلى شيخ أحب أن استمع له، ويسكن احدى قرى "الكرك" الذي أشار علي بوصفة سحرية للتخلص من توترات عائلتي وتدخلات العم والشقيق، ناصحاً اياي بأن أمضي في الاصلاحات العائليه التي أعلنتها وبشكل جدي، وأن اقوم بتقديم مدير مكتبي وسائقي الشخصي للقضاء عبر شكوى رسمية أقدمها في "مخفر ضاحية الرشيد"، وأن أحافظ على ممتلكات العائلة من السرقة، لأن هدر المال وصل إلى درجة لا يمكن السكوت عنها؟
قال لي الشيخ حكمة ما زالت تطن في اذني بعد ان رويت له ما يفعل شقيقي وعمي ...قال لي : : يا بني الحكمة تقول : من وعظ اخاه سراً فقد نصحه ... ومن وعظه جهراً فقد فضحه؟؟
تابع قوله: أعتقد أن عمك وأخاك ما كانا ليفعلان ما فعلاه لولا أنهما أدركا أن أسرتك غير مقتنعة بإصلاحاتك، لذلك يجدر بك يا بني أن تتبع المثل القائل: إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة، فإن فساد الرأي أن تترددا.
قال لي الشيخ في نهاية حديثه معي : يا بني ... ربما ان العيب ليس في عمك واخاك فهما يحبانك بقدر ما تحبهما... العيب انك ائتمنت مدير مكتبك وسائقك الشخصي على " مونة العائله " التي ذهبت هدراً دون ان تدرك بأن خيانتهم لك قد تؤدي لهلاك الأسره .
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-01-2012 06:34 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |