حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,30 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 9086

الوطن "والقرية" والبطيخ"

الوطن "والقرية" والبطيخ"

الوطن "والقرية" والبطيخ"

25-07-2009 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

أستيقظت هذا الصباح من نوم عميق ، كانت ليلتي بالأمس من المفترض أن تكون ولا أجمل الليالي لأني كنت جالس على أحدى جبال قريتي التي تطل على محافظة الزرقاء وبعض مناطق عمان وحتى تكون (السهرة) جميلة قمت بشراء_ بطيخة_ وقلت في مخليتي قبل أن (أفتح! البطيخة أذا كانت البطيخة حمرا ) أنشاء الله الحال و الأحوال في الوطن تكون على ما يرام , وأذا كانت _بيضا منه العوض وعليه العوض وزغردي يا هلالة وتلولحي يا دالية_ في تلك السهرة _التعليلة_مرّت عبر مخيلتي وأنا جالس أحلى الأماني والذكريات تذكرت _لمّا فشخت صديقي فالح بنص راسه- وتذكرت ايضاً _لما مسكنا ابو فتحي نسبح بخزان مزرعته وضربنا ببربيش المزرعة ورجعنا على القرية بملابسنا الداخلية_ كان شريط ذكرياتي يمر ببطء شديد وكأن الشريط يتعمد المرور من الممنوع والمرغوب دون استأذان وتدخل من أي متطفل ........,بعد التأمل وتنهدات المساء لا بد من _سيجارة ونستون وحز بطيخ_ وعلى بركة الله قررت _فتح البطيخة_ عندما رأيت لون البطيخة تحولت ليلتي من هناء الى حزن حقيقي يلتف حول مزاجي، وجدت نفسي متوجه من الجبل نحوقريتي الصغيرة التي أعشقها وأنا انظر الى بيوتها والحزن لا يفارقني ولا لحظة لأن حال قريتي هو نفس حال الوطن، لم أرى في تلك الليلة أطفال _حارتنا يلعبون _بنص الشارع_ولم ارى -ناموسية أبو فتحي مبنية فوق سطوح بيته_ ولم أسمع صياح _ديك حارتنا_ توجهت بخطواتي التائهه نحوبيتي العبق برائحة الذكريات أقلب بين أوراقي القديمة، ....أشم رائحة أوراقي المبعثرة و اتأمل الثواني والساعات والأيام والشهوروالسنيين! لم أرى أوراقي تضحك كما كانت، آه يا قريتي لك رائحة تجعلني أبوح بأسراري الداخلية رائحتك هي عطري الذي اتزين به في كل صباح ومساء.قريتي هي سفري الطويل ورحلتي الجميلة والحزينة فمنذ زمن وأنا اشتاق لها، ،واتساءل في نفسي ألم تشتاق لي القرية؟، ألم تعد تهتم بحروف أسمي؟؟.... كانت دائما حروفها تشعرني بحروف الياسمين . في كل صباح كنت انظرالى وعاء فضي معلق في القرية , كم هوجميل ذلك الوعاء الذي من خلاله وبرعايته دارت أحاديث وقصص _وتعاليل_ ، نعم ذلك الوعاء الفضي المنقوش عليه أسمي وأسمك و أسم الوطن وأسم الجدات والأقرباء ،فلم تكن تخلو كتاباتي و عندما يبحر قلمي مع الحبر الدفين لتعانق كتاباتي وحروفي الوطن والجدات والأجداد وطني ....منذ البدء وأنا أبوح ولكن عندما تيقنت بأنني مثل ألة كاتبة عمياء تكتب ما يأمر لها، أدركت بأن علي أن أبوح بخفايا الامور،وطني.. منذ البدء ونحن لم نعرف ما هو الحزن الحقيقي ،عندما نبكي في الصباح على يوم ذهب ويوم سيأتي لاتعرف ماذا يحمل لنا؟ وطني ..أذكرك بأنه في يوما ما سيذهبون إلى عالم يبعد عن عالمنا الذي نعيش فيه وفيه أشيائنا الحبيبة وقطرات الندى التي تبلل قلوبنا في كل صباح , وطني... منذ البدء وأنتي معي في الصحو والمنام ,وطني...منذ البدء وأنا على علم بأنه سيكون لنا معهم في النهاية عتاب ، وطني ...هم يرونك في حروف أسمك ولكن نحن نراك في القلوب..........., أصدقائي لم أعد أثق بأن نجاح الوطن وأزدهارة وتطورة يأتي من خلال الأستراتيجيات المحبوسة داخل الأدراج أو _الغدوات والعشوات_ في الفنادق الخمس نجوم , أو المؤتمرات, أو تعميم اداري يقضي بضبط النفقات ........., دعونا نرى حظ ونجاح الوطن من خلال البطيخ فأذا كان البطيخ أحمر فوطنا وردة حمراء تطلب المزيد من العمل والاهتمام , واذا كان البطيخ أبيض دعونا نجعل الوطن أبيض وأن لا نسمح بالسوداوين أن يتطفلو عليه بقراراتهم السوداء. omar_alzyood@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 9086
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
25-07-2009 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم