11-04-2008 04:00 PM
سرايا -
كشف الفريق الاول الركن وفيق السامرائي المستشار الامني للرئيس العراقي جلال طالباني، أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين لم يكن بإمكانه تلافي الحرب التي شنتها القوات الاميركية على العراق في ابريل( نيسان) عام 2003، كما لم يكن بمقدور القوات العراقية آنذاك مواجهة القوات الاميركية، مشيرا الى ان «المعارضة العراقية لم ولن يكون باستطاعتها اسقاط النظام، ولو كانت قادرة لفعلت».
وقال السامرائي في حديث خاص في لندن غداة مرور خمس سنوات على سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين «اعتقد ان النظام كان بامكانه تفادي الحرب ولكن ليس على اساس قبل شهر او شهرين من بدايتها ولكن على اساس ما اعقب عام 1991 بعد خروج القوات العراقية من الكويت. كان يمكن ان يغير سياسته كليا وان ينفتح في قضايا التفتيش ونزع أسلحة الدمار الشامل، لكنه اعتقد مخطئا بأن الوقت والمراوغة كفيلة بحل المشاكل، هذه السياسة التي وصفت وقتذاك بسياسة القط والفأر والتي تتلخص بعرقلة دخول المفتشين وتأسيس الأزمات». وكشف السامرائي، وهو معارض سابق لنظام صدام، عن انه حتى بداية التسعينات «كانت هناك أسلحة دمار شامل في المرحلة الاولى، وان العراق كان يمتلك واحدة من اكبر الترسانات التدميرية، عدا النووية، لكن النظام قرر ان يتخلص من هذه الاسلحة والبرامج»، مشيرا الى ان «طريقة تخلي النظام السابق عن هذه الاسلحة وبرامجها كانت خاطئة، فقد كان (صدام حسين) يتظاهر بأنه يمتلك الاسلحة، وكانت سياسة النظام توحي بأنه يمتلك اسلحة دمار شامل، هذه كانت سياسة خاطئة مبنية على غير اسس لأن معظم الترسانة او اغلبها دمرت في منتصف التسعينات وكان وقتذاك بامكانه ان يفتح الباب للمفتشين او السماح للامم المتحدة بلقاء العلماء».
وأضاف السامرائي قائلا «بعد تدمير الاسلحة في منتصف التسعينات لم ينجح صدام باعطاء فكرة بانه تخلص من الاسلحة مما اعطى المبرر لشن الحرب، وعندما نشبت الحرب الاخيرة عام 2003 لم يكن صدام يمتلك أي اسلحة دمار شامل».
وأوضح السامرائي باعتباره واحدا من كبار ضباط الجيش العراقي السابق ان «الجيش العراقي كان في عام 1990 احد اقوى الجيوش في العالم، ولم أكن أصدق بأن الجيش الاسرائيلي اقوى من الجيش العراقي الذي كان يتفوق بقدراته وتسليحه وتدريبه على الجيشين الايراني والتركي، كان جيشا متطورا جدا بتسليحه ضمن المنطقة ومتكاملا ولكن بعد الانسحاب من الكويت ونتيجة الحرب والحصار 12 سنة ادى الى تدمير الجيش والقدرة القتالية اصبحت ضعيفة وكذلك التسليح وقدرة الطائرات المقاتلة متخلفة، وصلاحياتها وتقنيتها اصبحت من الجيل المتخلف، ومعنويات الجيش ضعيفة ولم يكن الجيش قادرا على تهديد اية دولة».
وأضاف السامرائي قائلا «في عام 2003 عندما نشبت الحرب لم يكن الجيش العراقي، في التوازنات الاقليمية، قادرا على صد أي هجوم». وتساءل قائلا «هل ان القطعات العراقية كان يمكن ان تؤدي دورا افضل مما قامت به عام 2003؟» وأجاب عن سؤاله قائلا «لم يكن في مقدور القوة العراقية ان تؤدي دورا أفضل مما قامت به عام 2003 لتحقيق نتائج افضل مما حققته لأنها كانت مفككة والامدادات اللوجستية ضعيفة وقدراتها التسليحية بائسة ثم ان التفوق الجوي الاميركي كان كبيرا للغاية. فضلا على ذلك ان الجيش العراقي بضباطه وجنوده لم يكن مؤمنا بالقتال دفاعا عن النظام. والعراقيون لم يكونوا يؤمنون بهذه الحرب».
ولم يستبعد السامرائي وجود اتصالات بين القوات الاميركية وضباط كبار في الجيش العراقي، وقال «لم يكن عامل الاتصالات بين القوات الاميركية وبعض كبار ضباط الجيش العراقي مؤثرا على سير الحرب، انا لا استبعد وجدود مثل هذه الاتصالات، اذ لم يجر التنسيق مع قائد ميداني عراقي فعال، وان القطعات العراقية بقيت تؤدي مهماتها المنوطة بها، أي انها لم تترك مواقعها بناء على هذه الاتصالات».
وحول دور المعارضة العراقية، أوضح السامرائي قائلا «بالتأكيد انه كان للمعارضة العراقية اتصالاتها مع الادارة الاميركية، ولنكن واقعيين ونقول ان هذه الاتصالات لم تكن مؤثرة على سير الصراع، وان الضربات الجوية والصاروخية التي ضربت القيادات ومراكز الاتصالات حسمت الموقف مبكرا لصالح القوات الاميركية ودمرت العصب الحساس».
وأشار الفريق الاول الركن السامرائي بقوله «انا لا أميل الى الاخذ بان سرعة انهيار القوات العراقية كانت نتيجة خيانة، لكن اؤمن بأن القادة والمقاتلين كانوا غير مستعدين للقتال بسبب عدم ايمانهم بالنظام، والاهم من ذلك هو ان التفوق التسليحي والاستراتيجي كان في صالح القوات الاميركية بصورة فائقة».
وقال السامرائي إن «واحدة من مشاكل صدام حسين هي ان تقديراته تبنى على عناصر غير عملية، وهذا ما يسمى بسياسة حافة الهاوية وهو ان يبقى الى اللحظة الاخيرة وهو يقول ربما ستحدث الحرب او ربما لم تحدث، هذا حدث في عاصفة الصحراء وكذلك في عام 2003 عندما كان يُسأل هل تعتقد ان الحرب ستقوم كان يقول ربما ستقوم او لا تقوم، وهذا يعود الى نقص كبير في معلومات الاستخبارات»، مشيرا الى ان صدام حسين «لم يكن يأخذ بتقارير الاستخبارات، علاوة على ان هذه التقارير كانت ضعيفة، ثم ان الخطة الاستراتيجية كانت ضعيفة».
وأكد السامرائي الذي يعد خبيرا في الشأن العسكري العراقي انه في «المرحلة الاخيرة قبيل نشوب الحرب لم يكن بقدرة صدام تلافي هذه الحرب خاصة بعد ان اسقطت القوات الاميركية نظام طالبان في افغانستان وبعد ان رجحت كفة اسقاط النظام في العراق وان يكون هذا الهدف الرئيس وليس اسقاط نظام طالبان فحسب».
وحول مبادرة الشيخ زايد رئيس دولة الامارات العربية، وقتذاك، والتي تتلخص بخروج صدام حسين وعائلته من العراق، قال السامرائي «سواء كان صدام حسين قد خرج ام لم يخرج فان الحرب كانت ستقع».
واعتبر الضابط الكبير في الجيش العراقي أن «حل الجيش العراقي يعد واحدا من أسوأ القرارات التي اتخذها بريمر»، منوها الى اعتقاده بعدم «تحميل بريمر شخصيا ولوحده اتخاذ هذا القرار، لأن القوات الاميركية لم تكن تطمئن لوجود جيش دخلت في حالة حرب معه»، مشيرا الى ان «الجيش العراقي الحالي امكانياته محدودة ولا يمتلك دبابات ولا طائرات مقاتلة ولا مدفعية ولا صواريخ بعيدة المدى ونتوقع ان تؤيد الادارة الاميركية ضخ ما يمكن من السلاح ليصبح الجيش العراقي قوة فاعلة». وحول ما اذا كانت المعارضة العراقية قادرة وقتذاك على اسقاط نظام صدام حسين، قال السامرائي «المعارضة العراقية لن ولم تكن قادرة على تغيير نظام صدام حسين وإحداث التغيير الشامل. ولو كانت قادرة لفعلت».
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
11-04-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |