حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12509

يا ترى، من الاكثر تحضرا .. ؟!

يا ترى، من الاكثر تحضرا .. ؟!

يا ترى، من الاكثر تحضرا  .. ؟!

12-04-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

يبدو ان من المستحيل ان تجد كاتبا او مثقفا او مواطنا او صحيفة عربية او اسلامية تنشر مادة اعلامية تهزأ بأحد الاديان السماوية او تلحق الاساءة برموز مقدسة لشعوب اخرى. هذه حقيقة راسخة تشكل احدى اكثرالخصائص الحضارية ثباتا عند العرب والمسلمين، فنحن نؤمن بكل الرسل والانبياء مما منحنا قيمة انسانية تندر مع الاسف عند الاخرين. بينما في دولة كالدنمارك مثلا يسود منذ عدة سنوات اجواء هستيرية معادية للعرب والمسلمين يشبهها بعض المراقبين بتلك الاجواء العنصرية التي سادت المانيا في ثلاثينات القرن الماضي والتي انتجت الظاهرة الهتلرية التي ترتكز في منطلقاتها الاساسية على التصنيف العنصري للامم والشعوب. فزعيمة الحزب اليميني المتطرف "حزب الشعب الدنماركي" توجه في خطبها السياسية اقذع النعوت للاسلام وتتهم المسلمين في بلادها بانهم خونة وطابور خامس وقد شبهت في احدى تلك الخطب الاسلام بالاورام السرطانية الخبيثة. كما تعددت مصادر الاساءة للمسلمين فكرا وشعوبا في هذا البلد، فمنذ وقوع احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 دأب رئيس الوزراء الدنماركي الحالي على وصف المسلمين بانهم "حثالة الشعوب"، ونشرت عدد من الصحف الدنمركية مقالات تنتقد فيها الإسلام وتسيء الى الرسول والقيم الاسلامية، ولم يتحرك احد للرد على تلك الحملات العنصرية، الى ان نشرت صحيفة "يولاندس بوستن" الرسومات المسيئة الى الرسول (ص) والتي اثارت ردود فعل واسعة في العالم الاسلامي. حصلت زعيمة الحزب اليميني المتطرف"لويسه فريفرت" على 13% من اصوات الناخبين على قاعدة معاداة حزبها للمهاجرين واللاجئين (المقصود هنا العرب والمسلمين الذين يشكلون 3% من عدد السكان) واصبح الحزب بذلك قوة سياسية هامة في التوازنات الهشة التي تتصف بها الحياة السياسية في الدنمارك. علما بأن عدد سكان الدنمارك لا يتجاوز 5 ملايين نسمة يعملون بشكل أساسي في الزراعة وتربية الحيوانات، حيث يعتمد اقتصاد الدنمارك بصورة اساسية على إنتاج الحليب والاجبان الذي يصدر نصفه تقريبا الى المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الاخرى، أي ان نصف حجم اقتصاد هذا البلد يعتمد على تجارة الاجبان ومشتقات الحليب مع هذه الدول، وهذا ربما يفسر حالة الفزع التي انتابت الحكومة الدنماركية عندما بدأ مواطنو الدول الخليجية والعربية الاخرى بمقاطعة المنتجات الدنماركية خلال الازمتين الاولى والثانية على خلفية رفض الحكومة الدنماركية الاعتذار عن المساس بشخص الرسول بحجة حرية التعبير التي تعتبر من "الحريات المقدسة" في ذلك البلد حسب تعبير رئيس وزراء الدنمارك. لقد اثبتت الشعوب العربية والاسلامية انا قادرة على الرد، وانفجر الموقف الشعبي وتخاذل الرسمي كالعادة في التعبير السلمي عن الغضب الشديد لتعمد فئات شاذة في المجتمعين الدنماركي والهولندي الاساءة الى الرسول العربي، حيث استطاع هذا الغضب ان يجعل المنتجات الدنماركية "جيفة" تبحث عمن يلقيها في سلة المهملات تمهيدا لحرقها او دفنها. ورغم كل هذه الترهات الحاقدة وقلة الادب الانساني وضحالة المحتوى الفكري لهذه الحملة العنصرية، سيبقى الرسول سيد الأنبياء وسيبقى المسلمون مثالا للأخلاق والانضباط واحترام الرموز والمعاني المقدسة عند الامم الاخرى.. ونترك للتاريخ ان يحدد من الاكثر تحضرا .. نحن ام الذين يتعمــدون الاساءة الى الانبيـاء والرسل بحجة انهم يمارسون حقهم في حرية التعــبير .. ؟ وبئس هكذا حرية.. وهكذا فكر وحضارة.  

 

 

 








طباعة
  • المشاهدات: 12509
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
12-04-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم