12-04-2008 04:00 PM
حين سمعت تلك القصّة عن أحد الوزراء الذي قام ( بشتل) 21 ملحقاً ثقافياً، ليعيّن أو يغرس 21 ملحقاً من محافظته ومنهم من لا يحمل الثانوية العامة.. ويجيب ذلك الوزير الهمام أن تلك كانت الفرصة ليحظى أبناء محافظته بالمناصب.. هكذا تسير التعيينات والتنفيعات في البلد.. بل هناك أشخاص ومناطق بأكملها لا تدفع قرشاً واحداً للضرائب أو المياه أو الكهرباء.. لا بل هناك القصّة الخالدة للآبار الإرتوازية التي تضخّ المخزون الاستراتيجي للوطن مجاناً في مزارع هذا المتنفذ أو ذاك.. وماذا عن وضع اليد على آلاف الدونمات وربما أكثر لهذا الوطني أو ذاك والذي يرى في الوطن البقرة الحلوب التي كلما زاد إدرار حليبها له، كان ذلك مؤشراً لوطنيته التي علينا أن نسبّح ونهلل بها ليلاً نهاراً.. ماذا عن مناطق تعتبر نفسها فوق القانون والدستور من حيث تعطيل أي قرار لصالح الدولة يتعلق بتطبيقه فيها.. ماذا عن تربية المواشي والتي كانت لسنواتٍ طوال باباً للتنفيع من حيث الدعم لأعداد وهمية لا وجود لها.. أو من حيث القيام ببيع الأعلاف وتحصيل ثمنها نقداً وسحتاً من جيوبنا.. ماذا عن كبار الموظفين الذين اكتشفت الحكومة أنهم يتقاضون رواتب من المعونة الوطنية.. ماذا عن القروض الزراعية والصناعية والتمويلية والتشغيلية.. ماذا عن مشاريع وهمية ممولة بعشرات الآلاف من الدنانير من جهات داخلية أو خارجية.. ماذا عن ديون واستحقاقات مالية للحكومة وبملايين الدنانير على متنفذين، والتي تصبح ضمن قائمة الديون المعدومة.. ماذا عن كلف العلاج في الخارج وبخدمات سياحية وفندقية لأشخاص يمكن معالجتهم في البشير أو الحاووز.. ماذا عن كبار المسؤولين بدرجة وزير والذين لم يكن معدلهم في الثانوية يتجاوز 50-60% وتم ابتعاثهم لأرقى الجامعات كي يعودوا أساتذة مفوهين لا يشقّ لهم غبار.. ومنهم من لم يلتزم بالعمل مع الجهة المبتعثة له.. وأصبح وزيراً ينافح ويكافح ضد الفساد والمفسدين ويناصر تكافؤ الفرص والعدالة والنزاهة والشفافية.. ماذا عن مسؤولين وصلوا لمرتبة أمين عام أو مدير عام.. والذين تم ابتعاثهم للدول الشرقية والتي أمضوا فيها عشرة أعوام ليعودوا فاتحين منتصرين بشهادة البكالوريوس في أحد المجالات الهندسية.. وليصبحوا المنظّرين الذين تتهيأ الكراسي وتتجهز لاستقبال مؤخراتهم كي تستقر عليها.. أذكر تلك المقولة التي سمعتها من أحد الأساتذة الحقيقيين أن هناك نهجاً في العديد من الجامعات الأوروبية والأمريكية ويتعلق بطلبة الدول النامية ومفاده ( خرّجهم ولا تعلّمهم) فيعود هذا الخرّيج البطل يحمل أكبر الشهادات، لكنه لا يحمل من العلم والتعلّم شيئاً.. وطبعاً لأننا نهوى الغريب المستغرب، يصبح هذا الخرّيج المرجع في مجاله.. وإلا فكيف يمكن تفسير كلّ ذلك الفشل بل الإفشال للمشاريع والمؤسسات العامة.. ما دام الملحق الثقافي أميّاً.. ما دام المدير العام أو الأمين العام تخرّج ولم يتعلم.. ما دام الوزير يحصل على 50% بالتوجيهي.. ما دام الابتعاث والإيفاد بالبراشوت.. ما دام هناك مناطق نفوذ مغلقة ولا يطبق عليها أو فيها القانون.. ما دام هناك من لا يدفع الضرائب والمياه والكهرباء.. ما دام هناك من يتاجر بما يريد ووقتما وكيفما شاء دون حسيبٍ أو رقيب.. ما دام هناك أراضي محتلة بوضع اليد.. أرجوكم دلّوني على مفاهيم الولاء والانتماء والوطنية..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
12-04-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |