بقلم :

 بعد ان خرج المعلم من غرفة الصف بدأت الحركة تدب فينا نتقاذف (بكعبولة ورق ) واحدنا يرسم صورة فتاة على السبورة واخر بدأ يستخدم طاولة المعلم كطبلة ويددن لأغنية طلت الروفر طلت ، اما احمد فقد اتخذ موقعه عند الباب كمراقب لقدوم احد المعلمين او المدير ليحذرنا ويلتزم كل منا مكانه ويضع يديه بشكل مؤدب على الطاولة أمامه ......صاح احمد (اجا اجا المدير ) سكت الجميع واختلطت الاماكن فخالد مكان علي وابرهيم مكان ايمن عم السكون المكان وكأن على رؤسنا الطير ...ثم انفجر احمد ضاحكاً وهو يصيح (ضحكت عليكو..) عدنا مره اخرى وهذه المره استهدفت القذائف الورقية المخبر احمد لانه (ضحك علينا)، عادت شقاوتنا من جديد تعم اجواء الغرفه الصفيه وعلت أصواتنا فراغ المكان وسكون الصباح ، وفجأة صاح احمد وهو يهم بالهروب للداخل اجا ...اجا .والله اجا ....الملك ....الملك عبد الله واقف بالحوش . لم يستمع له احد ولم يعره اهتماماً وأستمرت الاصوات تعلو وتعلو وفجأة سكت الجميع وكأن الصورة جمدت ومن كان واقف بقي واقف ومن كان بالقرب من النافذه تمسمر مكانه .....دخل ذلك الملك الشاب من الباب والبسمه تعلو محياه لم يسبقه اي من اصحاب القبعات الخضر ورجال الحرس طرح السلام بصوت حنون فرددنا التحية بصوت واحد وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....وبدون تنسيق صحنا معاً (أهلا أهلا أهلا بيكم مدرستنا بتحيكم ) ولم يأتي احد لتفتيش الحقائب واسفل المقاعد وخلف الباب .....ما اجمل طلتته البهية نراه دائما على التلفاز ونرى صورته معلقه على جدار غرفة مدير المدرسة له هيبة بالصورة اكثر من مدير المدرسة فعند دخول الغرفة لابد من ان تحني رأسك أحتراما له . ولكن عندما دخل غرفتنا الصفيه شعرنا براحة وبهدوء يعم المكان إبتسامته كما هي قي الصور اقترب منا صافح كل طالب فينا حتى عليان الطالب الكسول الملقب بـ(نعسان) كان في قمة النشاط فقد صافحه جلالة الملك وابتسم له ....تحدث مع احد المرافقين وكان صاحب ربطة حمراء وأخذ يشير على السقف والكشرة تعلو محياه وكأنه بركان غضب اقترب من النافذه إزداد غضباً من سوء التهوية كان الطالب قيس يجلس بالقرب من النافذه اثناء حديث جلالة الملك مع المرافق وضع يده على رأس قيس وأخذ يمسحها ، يا إلآهي كيف عرف الملك أن قيس يتيم الاب والأم وأخذ يمسح على راسه، من أخبره ؟ قبل أن يغادر جلالة الملك عبد الله مدرستنا وقف في آخر الغرفه الصفيه تجمهرنا حوله بكل حب وحنان ...اقترب احد المرافقين وحاول أبعادنا عنه ولكن جلالته وبحركة واضحة بيده أشار له بتركنا كما نحن . غادر جلالته والدهشة تعلو محيانا بدأت اتخيل الطريقه التي سوف اتحدث بها لأهلي عن زيارته وكيف أنه صافحني وكيف انه تبسم لي شخصياً وكيف انني وقفت بجانبه ولمست يداي جيب جكيته. بالرغم من ان مدرستي ذات مبنى مستأجر ومبنى متداعي إلا انني خجلت منها وهي على هذا الحال وما احببت ان يرى جلالة الملك هذا الأمر كم احبتت ان يزورنا جلالة الملك في مبنى حديث ولأول مره اخجل من الفقر الذي يصيب مدينتي الزرقاء ......ولكن بعد زيارة جلالة الملك احببت كل زاويه من زوايا مدرستي انتهى دوام ذلك اليوم وعلى غير العادة لم نغادرها على عجل كما نفعل يومياً ....،انتظرنا العودة للمدرسة في اليوم التالي بفارغ الصبر ولم يتأخر منا طالب واحد وما إن دخلنا صفنا كانت رائحة جلالة الملك تملئ المكان وكأنه ما يزال بيننا ......زاد حبنا للمدرسة التي داست قدماه ساحتها ...، بدأ الحديث عن البحث عن مبنى جديد سوف ننتقل له خلال اشهر ولكننا كتبنا وثيقه وقع عليها جميع الطلاب رفعنها لمدير المدرسة نطالبه فيها بنقل غرفة الصف التي زارنا فيها جلالة الملك معنا للمبنى الجديد وإلا فإننا لن نتقل معهم وسندرس جمع المراحل الدراسية حتى نتخرج من الجامعه بنفس الغرفه....وما زلنا ننتظر الرد.