بقلم :

حدثني صديق وهو يعمل بمجال بيع الشاورما ويملك بالمشاركة مع آخرين عدة مطاعم للشاورما وهي بالمناسبة من اقدم واعرق واشهر مطاعم الشاورما في عمان منذ عشرات السنين ,قال لي وهو يتألم من موقف حدث في مشغلهم المخصص لتحضير وتجهيز الشاورما في جبل الحسين , حيث حضر في حوالي الساعة الواحدة من ظهر يوم الثلاثاء 8/1/2008 الى المشغل مجموعة من رجال الامن العام /متابعة الوافدين وتم التفتييش على تصاريح العمل , وكانت جميعها بحوزة العمال وهي سارية المفعول , وعند الانتهاء من عملية تدقيق التصاريح وجه الضابط المسؤول سؤال الى العاملين وبما معناه ( كم مضى على عدم سفركم الى بلادكم ؟؟) فكانت الاجابات مختلفة , بعضهم اجاب سنتين والبعض الآخر ثلاثة ....... الخ عندها عاد الضابط وطلب اليهم احضار جوازات سفرهم !!!! أعلمه مدير المشغل أن جوازات السفر بحوزة مدير الشركة ويحفظها لديه , عندها أمر الضابط توقيف كافة العاملين بالمشغل من الوافدين وعددهم ثمانية!!!! تدخل مدير المشغل واعلم الضابط أنه بهذا الاجراء سيتم تعطيل كافة اعمال المشغل , كما ان لدى الجميع تصاريح رسمية وسارية المفعول وهي بحوزتهم , عندها طلب الضابط من مدير المشغل ( انتقاء ) ثلاثة من العمال لتوقيفهم !!! وقام مدير المشغل مكرها بانتقاء ثلاثة عمال يحملون تصاريح سارية وسلمهم للضابط الذي أمر بتحميلهم في ( الباص المخصص للعمال الوافدين المخالفين لقانون الاقامة والذين لا يحملون تصاريح عمل او لا يوجد لديهم تصاريح اصلا )!!!!! وتم ارسالهم الى مركز امن جبل الحسين بعد أن طلب الضابط ارسال الجوازات الى مركز الامن . بعد حوالي ساعة تم تأمين جوازات السفر الى مركز امن جبل الحسين من قبل احد الشركاء في الشركة وهو نجل المدير والشريك ويدرس في الجامعة وتعطل عن دراسته ايضا لمتابعة الموضوع , وتم ابلاغه في مركز الامن أن مدير المركز غير موجود وهو بمهمة مرافقا لجاهة في عطوة امنية وأن عليه الانتظار , وفي حوالي الساعة السادسة ونصف حضر مدير المركز وقام بالافراج عن العمال الثلاثة الموقوفين!!! بهذا الاجراء التعسفي تم توقيف ما يقارب 40% من العمال العاملين في المشغل لمدة تزيد عن (5) ساعات مما يعني تعطل 40% من الانتاج الامر الذي يعني خسائر مادية بمئآت الدنانير ان لم تكن اكثر بكثير!!! الغريب في الامر كذلك أن ركاب الباص (الموقوفين) من مناطق اخرى أبلغوا الموقوفين الجدد أن حمولة الباص ينقصها ثلاثة ركاب وأنه لا بد من تعبئة كامل الحمولة !!! هكذا سمعوا !!! وأنا هنا اربط هذا الكلام بطلب الضابط من مدير المشغل (انتقاء ثلاثة عمال ) لتوقيفهم !!! هل ممكن ان نتحول الى هذا الاسلوب الغير حضاري في التعامل مع ألاخرين؟؟ وهل من الممكن عدم السماح للباص والفريق الامني عدم العودة الا وحمولة الباص مكتملة ؟؟ وهل يمكن أن يصبح بعض منتسبي جهاز ألامن العام حجر عثرة في طريق الانتاج وبالتالي يصبح الامن العام مسؤولا عن تحقق خسائر مادية للمؤسسات ألاقتصادية بدلا من ان يكون حاميا لها ومدافعا عنها؟؟؟ اضافة لذلك ولو افترضنا جدلا انه يجب حمل جواز السفر اضافة الى تصريح العمل وتم توقيفهم لعدم حمل جواز السفر , ألم يكن بألأمكان اختصار مدة توقيفهم لتصبح ساعة واحدة او نصف ساعة وكان بامكان نائب مدير المركز اخراجهم ؟؟حيث انهم ليسوا بمجرمين , ولماذا المركزية في التعامل مع هكذا حالات واعطاء الصلاحية في الافراج لمدير المركز فقط _ ان كانت كذلك _ وهي عمليا كذلك ؟؟ لماذا يغادر مدير المركز لساعات ويتم ترك عباد الله تحت رحمة الله ؟؟ ولماذا هناك نائب مدير ومساعد مدير ؟؟؟ أم انها حمولات زائدة وتكبد موازنة الدولة أعباء اضافية ؟؟ وهل ما سمعنا مؤخرا من عطوفة مدير ألامن العام الجديد عن خطط لتطوير وتحديث جهاز ألامن العام بمكن أن يشمل هكذا عقليات وهكذا صلاحيات وهكذا اجراآت ؟؟؟ أم أن القربة مخزوقة والنفخ فيها على الفاضي ؟؟؟