بقلم :

...انه لمن الخطأ التصور بأن التمييز ضد المرأة (على أساس الجنس) هو أمر يقتصر فقط على مجتمعاتنا العربية ..إذ أن مثل هذا التمييز موجود للأسف في المجتمعات التي تعتبر اكثر تقدما ..وهذا ما أكده مؤخرا تقرير لمركز ابحاث بريطاني ..جاء فيه ان اكثر من 30000 امرأة يفقدن وظائفهن سنويا في بريطانيا وحدها بسبب الحمل فقط... وهذا ما يدفع ببعض السيدات الحوامل او السيدات اللواتي انجبن الى البحث عن وظائف جديدة لهن بدوام جزئي وبراتب افل مما يتقاضينه بسبب عدم تفهم ارباب عمل هاته السيدات لاحتياجاتهن الطبيعية كسيدات حوامل او منجبات حديثا ..وبالتالي يكون المجتمع هو الخاسر الأكبر لأنه لا يستفيد من القدرات والكفاءة الكاملة والمواهب الكاملة لهن وكذلك مما يتمتعن به من طاقات كبيرة أجبرن على تعطيلها بسبب تركهن لوظائفهن الأصلية .. ونستطيع ان نلمس التمييز ( الجنسي ) ضد النساء في بريطانيا مثلا في الكثير من المجالات ...إذ انه وحسب دراسة لأحد مراكز الدراسات المدعومة من بلدية لندن ...فإن المرأة التي تعمل نفس ساعات الدوام مثل الرجل تتقاضى راتبا أقل منه بنسبة 17 %....وبينت الدراسة ان هناك تمييزا بين الرجل والمرأة على اساس الكفاءة ...حيث انها لا تحوز الا على 11%من المراكز القيادية في الشركات و 25% من المراكز الأدارية المدنية ... كل هذا موجود ويحدث في بريطانيا الدولة الأوروبية والتي اعتلت بها المرأة العرش كملكة وتولت رئاسة الوزارة وقطعت شوطا طويلا في النضال من اجل نيلها حقوقها التي كفلها الدستور ...فما بالنا بالمرأة العربية التي تعيش في ظل حصار ظالم شديد الأثر في وطأته النفسية المدمرة ...فالمرأة العربية تعاني من تخلف القوانين وجورها وجمودها تارة ..وتتوجع وتتألأم من الفكر المتخلف للمجتمع العربي الذكوري والذي تحميه وتدافع عنه مجموعة واسعة من القوى المحافظة والتقليدية ..وهي قوى : اما دينية او اجتماعية تقليدية ... من هنا تأتي اهمية دعم نضال المرأة العربية من اجل حقوقها الإجتماعية وكافة حقوقها الأخرى ...والى تعميق مفهوم ( الجندر )وهو يعني النوع الإجتماعي ...وهذا في الواقع ليس ترفا او خروجا على المألوف ...وليس تطاولا على الدين كما يحب ان يصوره بعض المعارضين لحصول المرأة على حقوقها... أو تطاولا على العادات والتقاليد والأعراف .. وكذلك هو ليس انتقاصا من كرامة الرجل أو من حقوقه ...بل هو في الواقع نوع من اعادة التوازن المفقود في الحقوق الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وهذا ليس بكثير على نصف المجتمع .. عاطف الكيلاني atef.kelani@yahoo.com